السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

حوار : “لها أون لاين” ترسم خارطة السعادة الزوجية مع ياسمين عثمان



“السعادة” كلمة من يمتلكها، يملك سحر الحياة الآمنة الرغيدة، ومن توارت عنه خلف غمامات البحث عنها يمضي حياته باحثاً عن بعض تفاصيلها لتستقيم معه الحياة. والسعادة الزوجية سر استقرار الأسرة وإنجازها، وليس تحقيقها ضرب من ضروب الخيال أو المستحيل، بل الممكن إذا ما اتبعنا هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم للوصول إليها بدءاً باختيار الزوجة الصالحة التي هي أساس وعماد البيت لقوله صلى الله عليه وسلم:”الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة”رواه مسلم، وقوله عليه السلام :”فاظفر بذات الدين تربت يداك” متفق عليه.

فالزوجة الصالحة التقية النقية ستعمل على إرضاء الزوج؛ لترضي بذلك رب العالمين، لا تعاند ولا تقسو، محتسبة الأجر عند رب العباد، تربي أبنائها على الخلق؛ ليردوه إليها براً ووفاءً، تحفظ زوجها وتحترم أهله؛ ليرده إليها حباً ووداً، ولا يعني ذلك أن الزوج ليس شريكاً في الوصول إلي تلك السعادة، بل دوره موازياً عليه أن يمنحها الكثير من الاهتمام والاحتواء والتقدير لكل ما تفعله من أجله وأجل سعادته، ولو بالكلمة الطيبة أو الابتسامة الودودة أو الهدية البسيطة، فذلك يعطي الحياة رونقاً وطابعاً سعيداً يدوم مديداً؛ لأن مداده التفاهم والاحترام والود والمشاعر الدافئة. “لها أون لاين” في سياق الحوار التالي مع أ. ياسمين عثمان، المهتمة بالشؤون الاجتماعية والأسرية تقف على بعض محددات السعادة الزوجية وتضع الأفكار الطيبة للزوجين للوصول إلى السعادة المنشودة. – بدايةً لو نتعرف من حضرتك على مفهوم السعادة الزوجية، وما هي محدداتها من وجهة نظرك؟ أعتقد أن السعادة الزوجية تعني رضا الزوج والزوجة بحياتهما معا دون تذمر ومشكلات. ومحددات الحياة الزوجية لا يمكن حصرها ولكن يمكن إلقاء الضوء على بعضٍ منها، كدرجة الشعور بالثقة والأمان بين الزوجين، ودرجة التسامح والصفح بينهما والتغاضي عن الأخطاء والعيوب، وكذلك درجة الافتخار بإنجازات بعضهما بعضاً، ودرجة التفاهم حتى على مستوى صغائر الأمور، ودرجة الحرص على حصول كل منهما على رضا الآخر ودرجة الصدق، الحب، الصداقة. – برأيك من المسؤول عن تحقيقها؟ بلا شك فإن تحقيق السعادة يقع على عاتق الزوجة والزوج بدرجة متعادلة. – لماذا يفتقد الكثير من الأزواج السعادة الزوجية؟هل ضغوطات الحياة تقوم بدور في تلاشي تلك السعادة؟ من المؤكد أن السعادة الزوجية تزداد بزيادة تحقيق متطلبات الحياة الأساسية من مسكن وملبس ومصاريف وإنجاب الأطفال وإشباع الرغبات النفسية والعاطفية بين الزوجين، وأي خلل في ذلك نتيجة ضغوطات الحياة سينعكس ذلك سلباً على الحياة الزوجية، وبالأخص على مستوى الشعور بين الزوجين بالسعادة. – هل يعيق عدم التوافق في أي من الجوانب -الاجتماعية أو النفسية أو الثقافية العلمية- بين الزوجين تحقيق السعادة الزوجية؟، وما السبيل للحد من عدم التوافق؟ عدم التوافق الاجتماعي والنفسي والثقافي قد يكون من أكبر أسباب عدم تحقيق السعادة الزوجية، وعلى الرغم من ذلك فإن نسبة كبيرة من حالات الزواج في المجتمعات العربية تعاني من عدم التوافق في مجالات كثيرة، ولا يعني ذلك الارتكان للحرمان من السعادة، وإنما المحاولة للوصول إليها بتذليل كافة عقبات عدم التوافق عبر بعض التنازلات العقلانية أو محاولة التركيز على النقاط الإيجابية وعدم التركيز على السلبيات. – ما أهم النصائح والأفكار التي من الممكن أن تصنعها الزوجة لتعم السعادة بيتها سواء في علاقتها بزوجها أو بأسرته وأطفالها؟ بلا شك هناك الكثير من الأفكار التي من الممكن للزوجة اتباعها للحصول على السعادة المنشودة لأسرتها، فبدايةً عليها: التركيز على الأحاديث الممتعة الشيقة التي تبتعد بأسرتها عن مفاتيح المشكلات، أيضاً عليها أن تفهم طبيعة عمل الزوج، مهما كانت الظروف صعبة، فالزوج يبحث عن سند في الحياة وعندما تكون الزوجة هي السند والمعين، فبإمكانها أن تقبض على مفاتيح السعادة. الحياة تحتاج لتعب وجهد ومشقة للحصول على لقمة العيش، ويجب أن تكون الزوجة هي الملاذ الأول والأخير للزوج في الظروف الصعبة، وعليها أن تبعث روح الأمل والتفاؤل لحياة الزوج من خلال: الابتسامة الدائمة، وأن تكون مثل الظل لزوجها، وتتفقد رغباته، فالزوجة الذكية هي التي تمتلك حاسة سادسة بمزاج زوجها ورغبته بالحديث أو النوم أو فنجان من القهوة، ومن المهم أيضاً أن تُطلع زوجها على كل التفاصيل ولا تخبئ عنه شيئاً. ومن أهم مقومات الحصول على السعادة الزوجية احترام الزوجة لعائلة الزوج (أمه، والده، إخوته) وأن تشعرهم أنها فرد من أفراد العائلة تحترمهم وتحبهم، بالإضافة إلى الاهتمام بزينتها وملابسها وترتدي الألوان التي يحبها زوجها فتأسر قلبه ولبه وتسعد به ويسعد بها. – وأيضاً ما المطلوب من الرجل لتحقيق السعادة الزوجية، خاصة في ظل انصراف الأزواج عن زوجاتهن بعد فترة من الزمن قد تطول أو تقصر؟ بالتأكيد الرجل هو الجانب الآخر وسبب مهم من أسباب نجاح الحياة الزوجية أو فشلها، وعليه يقع جانب كبير من المسؤوليات، كأن يشعر زوجته بالأمان وأنه سندها في الحياة، وأن يمنحها الحب والعاطفة والحنان، فإن هذه الأمور تصنع العجائب مع الزوجة، وعليه أن يشجعها في جميع الظروف ويقف معها وقت الشدة ويفرح معها وقت الفرح، وأن يكون الأب الحنون والزوج المحب والصديق الذي يسمع لمشاكلها، ويراعي اهتماماتها ويشاركها أمور قد يجدها من وجهة نظره يسيرة لكنها أساسية في حياة زوجته، وأن يساعدها في التغير نحو الأفضل إذا كانت أقل علماً وثقافة، وإذا أراد أن ينعم بسعادة غامرة لا بد أن يعرف أن الهدية مفتاح من مفاتيح الحياة الزوجية، حتى لو كانت وردة حمراء صغيرة، أو بطاقة حب وتقدير، فذلك يتيح جو من المحبة والألفة، وعليه أن يبتعد عن المقارنات بين طعام الزوجة والأم والأخت، وأن يبدي إعجابه بما تقوم به زوجته سواء في الطعام أو الملبس أو شكلها وزينتها. – خرجت الكثير من الكتب والبرامج التي تتكلم عن السعادة الزوجية وطرق الوصول إليها، برأيك هل الاطلاع على هذه الدراسات مفيد، وما وجه الفائدة فيه؟ هناك دراسات ومقالات مفيدة كانت نتيجة إحصائيات واستبانات، فلا بأس من الاستفادة منها مع العلم أن لكل حياة زوجية معطيات ومكونات تختلف عن حياة زوجية أخرى، فأنا لا أفضل المقارنات في هذا الموضوع. – في النهاية هل من رسالة توجهيها للأزواج للحصول على السعادة الزوجية، سواء بتدقيق الاختيار منذ البداية أو التعامل مع ما اكتشف من خصال لكل منهما سواء بالتغاضي أو الإصلاح؛ للوصول إلى الهدف المنشود وتحقيق الاستقرار والسعادة لجميع أفراد الأسرة؟ بالتأكيد الاختيار من البداية خطوة هامة وأساس للنجاح، فكل رجل يبحث عن زوجة بمواصفات تناسب تفكيره ونمط حياته وهو أعلم من غيره بما يناسبه، فالأفضل أن تكون الخيارات مدروسة منذ البداية، فهذه حياة وتحتاج لتخطيط وتنظيم لتحقيق الأهداف المرجوة من قبل الزوج والزوجة وبعد الاختيار والزواج بالتأكيد لا نجد الكمال، فلابد من إيجاد نقاط التقارب والإيجابيات وعدم التركيز على سلبيات الزوج أو الزوجة، وسبحان الله كلما ازدادت سنوات الزواج يزداد الحب التقارب والألفة والعشرة.

المصدر : موقه لها اون لاين .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم