الجمعة 19 أبريل 2024 / 10-شوال-1445

وطني في ذكراه 89 ملحمة مجد وتلاحم



وطني في ذكراه 89 ملحمة مجد وتلاحم

د.خالد الحليبي

‏بسم الله الرحمن الرحيم

‏اختار الله تعالى هذه البلاد؛ لتكون ملاذا يأرز إليه المسلمون من أنحاء الأرض، وظلا ظليلا كريما لكل من يعيش بين جنباته، ويتنعم بخيراته، فلا عجب أن يحبه كل مؤمن، ويقدره كل إنسان منصف.

‏إن مرور تسعة وثمانين عاما من الأمن والرخاء على بلادنا السعودية، يحتم علينا أن نزيد من شكرنا لله عز وجل على ما تفضل به علينا، وأن نزيد من التعبد له تعالى، كما قال عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم. {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ. إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ. الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}. وخاصة حين نرى ما يدور حولنا من حروب ونكبات، نرجو الله تعالى أن يفرجها؛ ليعم الأمان والسلام جميع بلادنا العربية والإسلامية، بل والعالم أجمع.

‏وحين يُعتدى على الوطن من أحد، فإن الجرح ينزف دما وغضبا وفداء من كل مسلم على وجه الأرض، فكيف بأهله، والقاطنين في قلبه؟!

‏وكلُّ ما يصنعه العدوُّ هو تحريك بحور الحب وأنهار العطاء في نفوس أبناء هذا البلد العظيم وبناته، فإذا بأمواجه ترتفع وتتلاطم، وتصرخ في وجهه صرخة واحدة، فيتداعى بنيانه الفلِّيني المتهالك، الذي لا يمثل سوى صورة قابعة في مخيلته الهرمة، والتي يظن ويتوهم بأنها تمثل الحقيقة في عيون مناوئيه.

‏نعم لقد آلمنا الاعتداء السافر الغادر الجبان على معامل النفط في بلادنا في بقيق وخريص، وكأنما أبدانُنا هي التي أصيبت، وقلوبُنا هي التي احترقت، ودماؤنا هي التي نزفت، نتألم ونحن نعلم بأن بلادنا أقوى من أن تهون لمعتدٍ، أو تسكت عن حق.

‏ومع أن المجرمين لم يتلذذوا بنتائج جريمتهم طوبلا، فلم تمض سوى ساعات، وأطفئ الحريق، وعادت الإمدادات النفطية تسقي العالم كله بفضل الله تعالى، الذي وفق ولاة أمور بلادنا لبناء هذه الثروات الضخمة على أسس من التقنيات الفنية المبهرة، التي تأتي على قدر ضخامة الثروات نفسها.

‏بلادنا ليست لقمة سائغة لأحد، ولا صيدا سهلا، بل هي عرينُ أسود، ومحضنُ مجد، وملحمة من الولاء لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ثم لولاة الأمور، في كل ما يصون البلاد، ويحفظ الأنفس، ويقي الأعراض، ويحقق شريعة الله تعالى كما نزلت على المصطفى صلى الله عليه وسلم.

‏وحين يجترئ العدو فيمد يده اللئيمة على شبر من أرض السعودية، فإن ثلاثين مليون يد تعلوها فتمزقها، فالراعي والرعية صف واحد، والأمن واجتماع الكلمة هو الرهان الذي يزعج الأعداء في هذا الوطن، والحفاظ عليه يجب أن تكون الأولية بالنسبة لكل مواطن ومقيم ينعم بخيرات الوطن، نعيش  ذلك ونربي عليه أولادنا، ولا نسمح لأحد أن يخترقه أبدا.

‏ودمت يا وطني جنَّة لمواطنيك والمقيمين على أرضك الكريمة، وعزًّا للإسلام والمسلمين في أنحاء الأرض.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم