الأحد 05 مايو 2024 / 26-شوال-1445

هروب الفتيات حل لمشكلة أم مشكلة تبحث عن حل ؟



هروب الفتيات حل لمشكلة أم مشكلة تبحث عن حل ؟
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSXkhIm-9WvvO8Z2PWCgDMJLO_qIS44hyUiRkhHCOowcW6l7qOBأ. عبد الله بن قاسم العنزي .

حينما نتكلم عن القضايا أو المشكلات بالأصح التي يواجهها المجتمع فإننا مطالبون بأن نتكلم بهذه المشكلة بشمولية , أي بمعنى أننا لا نغفل جانب ونسلط الضوء على جانب أخر من تلك المشكلة .

الذي دفعني لطرح هذا الموضوع هو اتصال وردني من فتاة تريد الهروب من منزل والدها بلا شك أنني لم أستغرب هذه الرغبة عند تلك الفتاة لأن هنالك عوامل كثيرة دفعها للتفكير في ذلك الفعل المرفوض لعلي أجمع شتات تلك العوامل واطلع القارئ الكريم عليها ,

بلا شك أن التربية الأسرية هي عبارة عن مجموعة سلوكيات وقيم وأخلاق تغرسها الأسرة في نفوس أبنائها، و الأسرة هي النواة الأولى للإنسان في حياته الهادئة أو المضطربة، فالتربية التي تربي بها الأسرة أبناءها هي كفيلة بأن يتعلم من خلالها السلوك المعوج (المنحرف) أو الصحيح (القويم).

لعلنا نتفق أن الرفقة السيئة ومن المعلوم بالضرورة أن الرفقة تقع في قاعدة الحاجات الاجتماعية فكل إنسان يحتاج إلى الرفقة , ولأن الرفقة حاجة نفسية متأصلة في النفس البشرية من يوم يبدأ يدرك ويفهم ما يدور حوله فهو مدني الطبع ، فإننا نخلص إلى أنه إذا صلحت الرفقة صلح الإنسان وإذا حدث العكس أصبح عنده شيء من الانحراف في السلوك .

كذلك للبيئة تأثير خاص في الإنسان، فالإنسان كما يقال ابن بيئته، وأكبر الأخطار على الفتيات هو أن تعيش في بيئة يشوبها القلق والاضطرابات النفسية والسلوكية، سواء كانت هذه البيئة البيت أو غيرها ، فكل يؤثر في مجاله، لذلك يرى كثيراً من المربين أن الإنسان منذ مراهقته يجب أن يهيأ له جو صالح في البيت أولاً ثم خارجه في المدرسة والشارع لأنه حتمًا سوف يتأثر بمن يختلط به .

قف معي هنا للأسف أصبحت بعض وسائل الإعلام سلاح ذو حدين من الممكن أن يكون نافع للأبناء ومن الممكن أن يكون وسيلة من وسائل الانحراف و لقد أدى انتشار وسائل الإثارة والإغراء إلى الانحراف في السلوك عند بعض الفتيات وبما أن مرحلة الشباب تمثل بداية البلوغ الجنسي، ويصاحبها ضعف القدرة على ضبط النفس والتحكم بغرائزها صار الشباب من أكثر فئات المجتمع وقوعاً في الانحرافات الأخلاقية .

وبعد إقناعي لتلك الفتاة بعدم الهروب من المنزل بدأت تقول لي أن رغبتها في الهروب ليس (طيشا) منها بل هو قد يكون حلا لمشكلة لكن صرفت ذهني لموضوع لا بد أن ننتبه له هو حوارها مع نفسها ( أين أذهب ومن يؤويني ) قلت لها سؤال وجيه فقالت لي إن كل الفتيات اللاتي يهربن لهن أصحاب يقومون بتجهيز أوضاع الفتاة خارج المنزل فوقفت أتأمل هذه العبارات واسترجعت في ذاكرتي إلى الوراء وأتذكر أنه ما من فتاة تقبض عليها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هاربة من المنزل إلى هنالك شاب يؤويها إذاً هنالك عامل خارج المنزل قد يكون هو أشد من تلك العوامل التي ذكرتها

بل إنه هو السبب الرئيسي لدفع الفتاة لهروبها من منزل ولدها لتكون سهلة التناول له متى ما أرادها ( ظاهرة هروب الفتيات ) ليس وليدة وكذلك هي ليست حكراً في هذا المجتمع بل هنالك مجتمعات عربية أصبحت ظاهرة هروب الفتيات في سن المراهقة من منزل الأسرة إلى الشارع ظاهرة تشكل قلقا اجتماعيا كما ذكر الدكتور أحمد المجدوب الخبير الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية الجنائية بالقاهرة يقول: لقد أثبتت الدراسات الميدانية ارتفاع معدل هروب الفتيات من بيت الأسرة في السنوات الأخيرة ,

وبلا شك أن هذا الظاهرة تستحق الدراسة وتدق لها أجراس الخطر خصوصاً وأنها انتشرت في المجتمعات المسلمة المحافظة التي تعتني بالترابط العائلي وتعلي من قيمة العرض , إذا تنامي هذه الظاهرة من أقوى عواملها ذلك الشاب الذي يستولي على مشاعر تلك الفتاة بغيت أن تكون سهلت المتناول في يده ثم بعد ذلك تكون ( هدية ) يرفع بها رأسه عند رافقه الذين يمتهنون مهنته العفنه وهي ( الدشره ) ولكن بشرط لا أعطيك هذه البنت إلا ( تسنعها )

أي بمعنى تؤويها ثم تلك الفتاة المسكينة لها في كل يوم قصة مع الألم وفي عالم الأوجاع رواية لا تستطيع أن ترجع إلا أهلها خوفاً منهم وهي حيرانة لا تعرف إلا من تذهب أو كيف تتخلص ….!

هنالك حل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي الحل الذي تتخلص به تلك الفتاة من سلسلة ذلك الفلم المرعب فإنني أعرف فتاة هربت وقبضوا عليها الهيئة وغلبوا جانب المصلحة وستروا عليها , والهيئة أختي الفتاة لها طرق وأساليب في إقناع أفراد البيت بأن يتقبلوا ذلك العنصر الهارب ليس الأمر بالصعب ..!

فإن وصيتي للمصلحين وأصحاب الشأن بأن ينظروا إلى هذه المشكلة بعين الاعتبار وأن توضع عقوبات صارمة لمن سولت له نفسه بأن يحاول تخبيب الفتاة على أهلها وطرح فكرة الهروب عليها ….عفواً للحديث بقية .

_______________________

المصدر : صحيفة سبق ، نشر بتاريخ 2/6/2008 .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم