الأحد 19 مايو 2024 / 11-ذو القعدة-1445

نظِّم طاقتك بدلاً من وقتك



 

 

هل تنهمك بالعمل يوميًا؟ هل تصرف كل طاقتك على كسب العيش؟ وهل تشعر بأنك استنزفت طاقتك بنهاية اليوم؟

إذا كان الأمر كذلك، فهناك خطب ما يجب إصلاحه. والحل أسهل مما يمكن أن تتخيله. أعرف هذا جيداً لأنني كنت أطيل مشاهدة التلفاز يومياً كل مساء بصحبة كيس من البطاطا. وغالبًا ما كنت أشعر بالتعب وعدم السعادة لسبب مبهم.

لنكن صريحين. إذا كنت حاليًا غير مستمتع بالحياة ولا تستيقظ كل صباح بحماسة، يجب أن تغير شيئًا حيال ذلك.

تستحق أن تحيا حياة طيبة. ويستحق الأشخاص في حياتك هذا الشيء أيضًا.

وسأشارك معكم في هذه المقالة «حيلة» أحدثت تأثيراً كبيراً على جودة حياتي. وأحْذَرُ من إطلاق لفظة «حيلة» على أي شيء، لأن أغلب الأشياء ليست كذلك.

ولكن اذا الشيء بالفعل حيلة لأنه بسيط ولكن له تأثير كبير على حياتك وفي منتهى البساطة.

تأتي 100% من سعادتي من مقياس واحد فقط وهو: طاقتي.

وهذه حيلة إنتاجيتي. لأنك تنتج المزيد من العمل المتقن عندما تشعر بمشاعر جيدة.

وهل تعرف أيضًا؟ أنه ليس بمفهوم جديد. مثل كل فكرة في العالم، قد فكر الناس فيها من قبل.

ولكن تكمن الصعوبة في تطبيقها كغيرها من الأفكار في العالم. يجب أن تعرف نفسك جيداً إذا أردت تطبيق هذه الحيلة في حياتك.

وطورت معرفتي بنفسي بطرح أسئلة مثل:

لماذا اليوم مزاجي جيد؟

لماذا اليوم مزاجي سيء؟

لماذا أنا سعيد الآن؟

لماذا أنا متوتر الآن؟

احتفظ بدفتر صغير لتدوين الإجابات على هذه الأسئلة. ستعرف بأني أؤيد للتدوين بشدة ..

طاقة عالية؟ مزاج جيد، وثقة عالية، التطلع إلى المستقبل، الصدر مرفوع والابتسامة مشرقة، أستمتع بنفسي، وأفعل أي شيء يخطر على بالي.

طاقة منخفضة؟ مزاج سيء، حزن، خوف من المستقبل، خجل، عدم تبادل النظرات مع الناس، القلق… إلخ.

يمكن أن تظن الآن أن هذا الشيء بديهي جداً. ولكن لم يعلّمني أي شخص كيف أتحكم بطاقتي على الإطلاق، لا في المدرسة ولا في العمل ولا في العمل الحر. التحكم بها صنع تأثير كبير على جودة حياتي. يتحدث الجميع دائمًأ عن إدارة الوقت والذي لا يجدي نفعًا.

إذن كيف تستطيع التحكم في طاقتك؟

عمليًا، يبدو أنّه بسؤال نفسك:

 «ماهي النشاطات التي تدمر مزاجي وتستنزف طاقتي؟»

 «ماهي النشاطات التي تشعرني بشعور جيد وتمدني بالطاقة؟»

بعض الأشخاص سيقول شيئاً مثل: «أنا أحب أن أحتفل وأصرف أموالي» ولكنني أنا وأنت نعرف جيداً أن القيام بهذا الفعل لن يشعرنا بالرضا الحقيقي.

وهذا مثال لما أعنيه. أعتقد أن الكتابة صعبة ومملة. وأصدقك القول: أنا لا أستمتع بها.

ولكن مع ذلك أشعر بمشاعر جيدة بعد الكتابة وتمدني بالكثير من الطاقة. ولذلك تعتبر الكتابة جديرة بالاهتمام بالنسبة لي. إذاً الأمر ليس بتجنب الأعمال الشاقة، إنّما رؤية تأثير تلك النشاطات على مزاجنا.

وهذه ثلاثة أشياء أخرى تعلمتها عن إدارة طاقتي:

حدد 20% من النشاطات التي تجلب لك غالب النتائج لكل جانب من جوانب حياتك.

انظر لعلاقاتك وعملك الحر وصحتك وأموالك. وركز على النشاطات التي تحسن من هذه الجوانب الحياتية.

أعِدِ التقييم باستمرار.

احصل على ملاحظات، دَوِّن، واسأل نفسك على الدوام إذا ماكنت على الطريق الصحيح. الحياة ليست ثابتة. يجب أن تعدل مسارك بنفسك .فالحياة ليس بها قيادة ذاتية. ولذلك خصص بعض الوقت يوميًا لتفكر فيما حصل ولتتطلع إلى الأمام.

هذا ليس واقعيًا. أطمحُ إلى أن أكون في مزاجٍ جيد 95% من الوقت. ويمكنك أن تكون في مزاج جيد وتمر بمرحلة حرجة. الحياة صعبة. ولذلك من الأفضل أن تكون في مزاج جيد لتسهُل الأمور عليك.

الحياة طويلة. فإذا أتقنت اللعبة ستستطيع تحقيق رغباتك، يجب أن تتحلى بالصبر وتتحكم في طاقتك لتستمتع بكل ماتفعله في حياتك.

بادر الآن بسؤال نفسك: «ماهو الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أفعله اليوم لتحسين طاقتي؟»

واسأل نفسك السؤال ذاته غداً، واليوم الذي يليه، وهكذا.

 

 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم