الأحد 19 مايو 2024 / 11-ذو القعدة-1445

مشكلة التنــــمر



هي ظاهرة جديده ظهرت في كثير من المجتمعات ومنها مجتمعنا الذي لاينفصل عن غيره من المجتمعات الاخرى .. ويبحث المهتمون بالعملية التربوية عن علاجها لخطورتها , وتلقى تلك الظاهرة اهتماما غير عادي من المهتمين بقضايا ومشكلات التربية التعليم في جميع أنحاء العالم ، حيث أن هذه المشكلة تعتبر سببا هاما ومؤثرا في تعثر الكثير من الطلاب دراسيا ونفسياً واجتماعياً , وقد تدفع بالبعض إلى كُره المدرسه وتركها, وهي ظاهرة العنف الشديد في المدارس بين الطلاب والذي بلغ حدا من التوحش لدرجة أن االعلماء تعاملوا معها باسم ” ظاهرة التنمر ” , كدلالة على تحول السلوك الإنساني لسلوك مشابه للسلوك الحيواني في التعامل في الغابة , حيث لا بقاء للضعيف ولا فوز الا للقانون الغاب و الوحشية

تعريف ظاهرة التنمر
” التنمر هو ذلك السلوك العدواني المتكرر الذي يهدف إلى إيذاء شخص آخر جسديا أو معنويا من قِبل شخص واحد أو عدة أشخاص وذلك بالقول أو الفعل للسيطرة على الضحية وإذلالها ونيل مكتسبات غير شرعية منها ” .
ربما لا يشعر الكثير من الآباء والأمهات أو المسئولين التربويين في المدارس بمدى المشكلة التي يقع فيها أبناؤهم أو طلابهم كضحايا للتنمر إلا بعد فترة طويلة نسبيا , وذلك كنتيجة لوقوع هؤلاء الأبناء تحت ضغط شديد وإرهاب مادي أو معنوي لا يسمح لهم حتى بمجرد إظهار الشكوى أو إعلان ما يتعرضون له حتى لا ينالهم مزيد من الأذى على يد هؤلاء المتنمرين .
ولا تقتصر تلك المشكلة على صفوف ومدارس البنين فقط – رغم شيوعها النسبي فيهم – إلا أنها موجودة أيضا في مدارس البنات ولكن بحدة وصورة تناسب شخصياتهن , وتكون فيها الفتاة الضحية أكثر تحملا وأكثر استعدادا لكتم ما تعانيه نظرا للطبيعة الأنثوية الضعيفة.

وللمشكله طرفان :
الطرف الاول:
– وهي صورة الضحية التي يقع عليها الفعل.
الطرف الثاني:
وهي صورة الطفل أو مجموعة الطلاب المتنمرين الذين يتخذون صورة العنف سلوكا ثابتا في تعاملاتهم, ونلاحظ ان كلا الطرفين يحتاج للعلاج النفسي والسلوكي .

أشكال ومظاهر التنمر

ــ ويبدأ التنمر بأشكال المداعبات الخفيفة المرحة التي تسمى ” بالمقالب ” ,
ــ  تعمد السخافات والمضايقات وإظهار القدرة والسيطرة والنيل من الضحية ليتم إخضاعه
ــ العنف الجسدي المتعمد أو الإهانة النفسية المتكررة عن طريق الايذاء اللفظي
ــ تهديد الاخوه في البيت اورفع الصوت عليهم والتظاهر بالشخصيه القويه امام الاخرين وعدم الانصياع للقوانين والتمرد عليها .
ــ استخدام الصور والرسائل كوسائل لتهديد الضحيه وتبادلها على الهواتف المحمولة أو نشرها على بنشرها شبكات التواصل الاجتماعي

وقد يختلف رد فعل الاسر, فالأاسره التي يضطهد ابنها في المدرسه ترى انه لابد من معاقبة المتسببين وان ابنهم او ابنتهم ضحيه . أما الاسره التي ترى ان ابنهم مهاجم او قوي فغالبا مايقفون الى جانبه لانه يرد الظلم عن نفسه كما يعتقدون . ولا يعتقد أحد من الآباء أنه حينما يساهم في إيجاد وحش آدمي في بيته ليربيه وليعده ليرهب خصومه به ويواجههم , وحينما لا يعلمه الفارق بين الظلم والعدل عند نيل الحقوق , لا يظنن أنه في مأمن من غدر هذا الوحش بعد مرور الأيام , فبعد فترة لن يستطيع الابوين السيطره عليه أو ايقافه عند حده .

أسباب انتشار التنمر

ــ أفلام العنف والالعاب الالكترونيه العنيفه
ــ أفلام الكرتون العنيفه وبرامج المصارعه الحره
ــ انشغال الأسرة عن متابعة أبنائها سلوكيا
ــ انتشار العنف في الأسرة والمجتمع كالعنف بين الابوين أو العنف الذي يقع على الطالب نفسه, وكذلك يجب على الأسر أن تتابع أبناءها إن وجدوا عليهم علامات مثل عدم الرغبة في الذهاب للمدارس أو تأخر مفاجئ في مستواهم الدراسي أو وجود آلام أو جروح أو إصابات في أجسامهم أو أي انكسار في شخصياتهم أو انزواء نفسي وميل للعزلة حتى في المنزل , فيجب عليهم طمأنة أبنائهم وسؤالهم والاستفسار
ــ عدم تقدير الذات حيث يشعر المتنمر بقيمته من خلال تسلطه على الغيرفقط

ــ قد يكون المتنمرون هم ـنفسهم كانوا ضحايا للتنمر

علاج التنمر

ــ معالجة أسباب التنمر سواء كانت نفسية أوأاسرية أو اجتماعية

ــ تقديم برامج تدريبيه وإثرائية للحد من التنمر

ــ معرفة أثر التنمر على التحصيل الدراسي للطالب .

ــ التعاون مع الأسره في إيجاد حل للطالب المتنمر عن طريق التعاون بين الطرفين
ــ تطبيق لائحة السلوك والمواظبه في المدارس للحد من هذه الظاهره .

ــ توضيح حقوق الطالب وواجباته في المدرسة وأن من حقوقه حمايته من أي اعتداء موجه إليه من أي شخص في المدرسة . وأن من واجباته الالتزام بأنظمة المدرسة .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم