الأثنين 20 مايو 2024 / 12-ذو القعدة-1445

متلازمة الطفل الباكي -سنة أولى روضة



متلازمة الطفل الباكي -سنة أولى روضة

 

للأطفال احتياجات نفسية مختلفة كلن حسب تكوينه الجيني والبيئي وظروف حياته في المنزل والناس المحيطين به

فهناك الجريء والمتحدث والصامت الخجول والمشاكس وهذه الصفات نراها حقيقة موجودة في كل الأطفال ولكن بنسب مختلفة و الجميل أن جميعها قابلة للتعديل والتطوير سواء كان خجل زائد أم شقاوة زائدة وكل هذه الصفات قابلة للتطويع في الصف  في الروضة من قبل المعلمة والأم  في المنزل إذا كان هناك التواصل بين الاثنين ومعرفة بالوسائل والطرق الأنسب لذلك

يلاحظ بالأخص في أول اسبوع دراسي اختلاف الأطفال في احتوائهم للمكان وتقبله، نجد تلك الفئة التي لايخلوا منها أي صف وهي  البكاؤون –  بكاء بعض الأطفال  الذي يستمر لأسابيع في الروضة  وهذا أمر طبيعي  نوعا ما ..

سوف يمارس الطفل شتى أنواع العناد والصراخ وربما يطرح نفسه أرضا ويتلوى ويقوم برفس كل من حوله وينظر إليه بعض الأطفال باستغراب شديد أو يقوم البعض بتقليده لاشعوريا!

وتقف المعلمة عاجزة عن التصرف خاصة إن وجدت أكثر من حالة  ، فالطفل يريد أمه ويريد الذهاب للمنزل ولايقبل في هذا نقاشا ولا تفاهما ووسيلته الوحيدة للتعبير عن حالته هي البكاء والعويل حتى وإن كان يعرف انه لن يغير من وضعه شيء !

المطلوب  الآن كيف نجعل  هؤلاء يخرجون من حالتهم وتُواصل المعلمة يومها بسلام ، يقال ان جعل الطفل يبكي ويصرخ كما يشاء أمر فعال وأن تقوم المعلمة بتجاهله  فما إن يتعب حتى يتوقف من تلقاء نفسه

لكن رأيت في بعض الصفوف أن هذه الطريقة تفشل مع بعض الأطفال  بل مع أغلبهم وتأخذ وقت طويل جدا ! أعتقد أن التجاهل سيئ فالطفل يبكي ويصرخ ليس لمجرد البكاء ولكن لأنه  خائف ومتوتر وقلق لايعرف ماذا يفعل أو سبب وجوده في هذا المكان  خاصة في بداية السنة الدراسية

الحل  الأنسب هو التعامل معه بحرفية حتى لايشعر بأنه مهمل  ويجب احتوائه وتهدئته والحديث والتخفيف عنه بقدر المستطاع  ،  حتى وإن كان يبالغ في ردة الفعل و فتح حوار معه وأخذه جانبا ولا بأس من اهتمام مبالغ فيه أو تضييع بعض الوقت في البداية  لأن هؤلاء يستحقون الاهتمام أكثر من غيرهم لعدم قدرتهم على التكيف وليس العكس فلايحبذ أبدا تجاهلهم في هذه الحالة

وإن استمرت المشكلة فيمكن للمعلمة الآن التجاهل لأن الطفل سيتذكر ما قالته المعلمة ويرى بقية الأطفال في حالة هدوء يمرحون ويحظون بوقت جيد عكسه  وسيقوم تدريجيا بمحاولة الانضمام إليهم

يمكن لمعلمة أن تقول مثلا : “نحن ننتظر  سعيد حتى يشاركنا اللعبة التالية”  أو   ” كيف نحصل على صف هادئ الآن ؟؟ حتى أحكي القصة ونسمعها جميعا” ششششششش  وتذهب للطفل الذي يبكي وتمسح على رأسه وتقول  أنا أعرف أن فلان خائف  وتسأل الطفل الذي بجانبه ولكن هل صفنا مخيف يا فلان؟”  و لا تقف أو تنتظر ردة فعل أو تجاوب فوري من الطفل الباكي ولكن وما إن تبدأ المعلمة بسرد النشاط الذي سيقوم به الأطفال وتشرحه لهم حتى يبدأ الطفل بإبداء بعض الفضول رغما عنه كعادة جميع الأطفال فربما يبكي قليلا ويصمت ويبكي ويصمت إلى أن يتوقف عن البكاء نهائيا

بامكان المعلمة  استغلال فترة توقفه عن البكاء المؤقتة بمدحه أو اجلاسه بجانبها  وتقول للبقية أن فلان الآن مستعد ويريد مشاركتنا أيضا

بعدها بإمكان المعلمة  أن تعطي هذا الطفل الذي أبدى تطورا حتى لو كان بسيطا!  قائمة بنشاطات مسلية يحبها أي طفل وله أن يختار المفضلة لديه

وطريقة عرض الانشطة ونوعيتها تساهم في جذب اهتمام الطفل ، يجب أن تبدي المعلمة قدرا كبيرا من الحماس والفرح والاهتمام

هناك الكثير من العبارات والحركات البسيطة والامتيازات التي تزيل بعض التوتر من الطفل تدريجيا على المعلمة أن تبتكر من مخيلتها أو تستعين من الانترنيت أو الكتب أو معلمات ذوات خبرة

ويجب أن تعمل المعلمة على تنمية ثقة الطفل بنفسه  مع مرور الأيام ويستحق الطفل كثير البكاء  أو الخجول والصامت اهتمام أكبر  ليستطيع مجاراة أصدقائه ومشاركتهم اللعب بكل ثقة وأريحية

 

ميـثـاء الكعـبـي-تخصص طفولة مبكرة-تدريس رياض أطفال وابتدائي

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم