الأحد 05 مايو 2024 / 26-شوال-1445

لنتعلم من أطفالنا



 

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ؛ أما بعد

فليس عيبا أن نتعلم من أطفالنا ، ومن تأمل في تصرفات الأطفال وجد أن الطفل يملك من مهارات الحياة ما لا يملكه الكبير ويستمتع بحياته استمتاعاً لا يحلم كثير من الكبار أن يعيش جزءا منه فقط .

فتعال أخي الكريم لنتعلم من مهارات الأطفال :

فالأطفال رغم كثرة البكاء لا يتوقفون عن المحاولة والعجيب أنهم يحققون أهدافهم دائماً ؛ فهم يركزون فقط على ما يريدون وليس على ما يحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم .

هم يتجاهلون حجم الصعوبات التي تعترضهم.

فتجاهل حجم الصعوبات التي تقابلك قد يكون مفيد لك أحيانا في جعلك تستطيع تجاوزها .

وتكرار المحاولة يجعل نسبة النجاح في كل محاولة جديدة ترتفع إلى الأعلى .

كثير من الناس يتوقفون عن المحاولة ويستسلمون

عندما لا يكون بينهم وبين تحقيق أهدافهم إلا محاولة واحدة فقط .

والطفل ينسى إخفاقاته السابقة ؛ بل وينسى أحيانا كل الآلام التي أصابته بسبب محاولته .

فتعلم منه هذه الميزة الإيجابية ؛ لأن كثير من الكبار يصبح ويمسي على ذكرى إخفاقاته وفشله.

والطفل ينسيه إحسانك له إساءتك السابقة له

وبعض الكبار يكفي ليشطب تاريخك معه إساءة واحدة فقط .

والطفل عندما يسامح يسامح حقيقة فلا يبقى في قلبه غل ولا حقد ،وبعضهم يصافحك يقابلك بابتسامة وقلبه يغلي عليك حقداً .

والطفل يحاول أن يتأقلم حسب المكان الذي يكون فيه ،وأنت أيضاً حاول أن تتأقلم مع كافة ظروف حياتك .

والطفل يمتلك ابتسامة ساحرة تملك القلوب وهو لم يُحسن الكلام بعد ؛ فما رأيك أن ترسم على محياك مثل تلك الابتسامة الرائعة .

والطفل لا يتكلف في حياته بل يعيش بطبيعته ؛ فما أجمل أن ننبذ التكلف ونعيش البساطة.

والطفل يحاول أن يكتشف الحياة من حوله ؛ ونحن بحاجة لاكتشاف الحياة من حولنا وتعلم الجديد والمفيد وتطوير أنفسنا .

والطفل يثق فيمن حوله ثقة عمياء ، ونحن بحاجة أن نعطي من حولنا المزيد من الثقة .

والطفل يرى أنه الأفضل دائما ونحن بحاجة إلى الرضى بما نحن فيه والتطلع للأفضل والسعي إليه .

والطفل أجبن ما يكون عندما يتيقن أن الأمور لا تسير في صالحة ونحن بحاجة للإحجام عندما تكون الأمور لا تسير وفق تطلعاتنا .

فليست الشجاعة الإقدام دائما حتى قال عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص أعياني ياعمرو أن أعرف أشجاع أنت أم جبان ؟

قال عمرو إن كانت الفرصة لي أقدمت وإن لم تكن لي أحجمت !

والطفل يلح على والديه ويبكي رجاء تحقيق ما يريد ونحن ولله المثل الأعلى بحاجة إلى أن نبكي بين يدي الله سبحانه ونلح عليه فيما نريد .

والحق يقال أن المهارات الحياتية التي يحسنها الأطفال كثيرة لكن أكتفي بما ذكرت وأسأل الله أن يكون نافعاً لي ولكم ولجميع المسلمين .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم