السبت 18 مايو 2024 / 10-ذو القعدة-1445

لا انحراف مع التربية الإسلامية



ثقوا تماماً بأن لا انحرافات سلوكية ولا فكرية ولا شاذة تحت ظل التربية الإسلامية، فمنذ أكثر من أربعة عشر قرناً وضع الإسلام قواعد للتربية السليمة، ودعا لتطبيقها في محكم كتابه الكريم  سبحانه وتعالى، وشرحتها سنة خير البشر عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم.
الإسلام دين القيم والمبادئ والمثل والقواعد والأسس والتشريعات، دين عبادة وعادة ومعاملة، دين الفطر لكل زمان ومكان، لماذا لا نطبق هذه التربية لنستريح ونريح ونستثمر أبناءنا بدلاً من اختطافهم منا بأي أسلوب كان.
قواعد التربية الصحيحة كما ورد في القرآن الكريم.

لنتأمل سورة لقمان والنهج التربوي العظيم فيها، بدأ بالتربية الإيمانية في الآية الكريمة «وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ».
وثنى بالتربية الاجتماعية.. بدأ بالوالدين  «ووَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا» وحتى في حالة شركهما وجب الإحسان إليهما «وَإِن جٰهَداكَ عَلىٰ أَن تُشرِكَ بى ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ فَلا تُطِعهُما وَصاحِبهُما فِى الدُّنيا مَعروفًا»، وفي اختيار الصحبة الصالحة «وَاتَّبِع سَبيلَ مَن أَنابَ إِلَىَّ».  
وفي التوجيه لمحاسبة النفس «يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ»، وفي تربية الأخلاق «وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا»  لا تمل وجهك من الناس تكبرا  «إنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً» . 
الاعتدال حتى في المشي وخفض الصوت «وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ». 
وتأتي السنة المشرفة توضح وتشرح أصول التربية السليمة، فتوجيه السلوك يبدأ في السبع الأولى من عمر المسلم باللعب مع الوالدين -وهنا تتأكد ضرورة جلوس الوالدين مع الأبناء وعدم الاعتماد على الخدم-. 
ثم مرحلة تعليم القيم وغرس العادات والمبادئ الحسنة وتهيئة الصغير للاعتماد على النفس وكيفية اتخاذ القرار، فالأطفال أغضان لينة نستطيع تقويمها بشرط أن نبدأ من الصغر. وينفع الأدب الأطفال في صغرٍ.. وليس ينفع عند الشيبة الأدبُ..  إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ..  ولن تلين إذا قومتها  الخشبُ .
بالفعل التربية في الصغر وإذا أُهملت فلا ينفع بعد ذلك إلاّ الكسر، وأبناؤنا أكبادنا لا نريد كسرهم فهم سبب تمسّكنا بالحياة. فالمرحلة التي يتم فيها بناء الفرد المرحلة الحرجة من عمره مرحلة التمرد وإبراز شخصية جديدة من وحي هذه المرحلة، وفي هذه المرحلة تنجح دروس التربية الإسلامية وهي أسلوب الحوار المنطقي الهادئ  البعيد عن العنف والسؤال!!! … كيف يتحقق نجاح الحوار مع جلوس قليل مع الأبناء والكارثة في الغياب ؟!!
فلننظر إلى أروع المواقف التربوية «ان فتى شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتأذن لي بالزنا فزجره القوم ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أدناه منه وحاوره.  أقنعه بأسلوب هادئ يملؤه الحب، سأله: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، قال: أتحبه لابنتك؟ قال: لا والله، قال: أتحبه لأختك؟ وكذلك ذكر له العمة والخالة وأن لا أحد من الناس يحبه لأهله ثم دعا له بأن يغفر الله ذنبه ويطهر قلبه ويحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك أبغض للفتى من الزنا. 
هكذا تكون التربية لينا وسعة صدر وقناعة ذاتية واحتواء.

[email protected]



تصميم وتطوير شركة  فن المسلم