الخميس 02 مايو 2024 / 23-شوال-1445

كيف تنظر الفتاة إلى زوج المستقبل



كثيراً ما توصف الحياة الزوجية بأنها شركة اجتماعية تقوم على التفاهم بين الشريكين (الزوج والزوجة) ولا يتحقق هذا التفاهم إلا إذا كانت هناك العديد من النقاط المشتركة بين الزوجين حتى يتم الانسجام المطلوب بينهما وتتحقق السعادة الحقيقية. ما الصفات التي تتمناها الفتاة في زوج المستقبل؟ ولماذا تغيرت نظرة الفتاة وشروطها مع تغير الحياة بكل مناحيها.

مودة ورحمة

(سمر حسن) موظفة، سألناها عن أهم صفة تبحث عنها في زوج المستقبل فأجابت: أن يكون ذا فهم تام للتكوين النفسي للمرأة بمعنى أن يحترمني كامرأة ويعطيني حقوقي فلا يهينني أو يؤذيني بشتم أو ضرب أو إهانة.

وتصف سمر فتى أحلامها بأنه سكن لها بكل ما في هذه الكلمة من معنى واستشهدت بالآية الكريمة (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة). وتضيف سمر أن المودة والرحمة المذكورتين بالآية هما من أهم الصفات في نظرها. هذا على صعيد الشخصية العامة .. ومن جانب آخر تؤكد سمر أن المادة عنصر مهم وصفة لا يمكن أن أتنازل عنها فزوج المستقبل يجب أن يكون موسراً مادياً حتى يوفر لي الحياة الكريمة ويستطيع أن يجعلني أعيش في نفس المستوى الذي كنت أعيش فيه في بيت أهلي.

وعن الشكل الخارجي ترى سمر أنه مهم جداً فلابد أن يكون وسيماً وحين سألناها عن العمر لم تكترث كثيراً أو أبدت عدم اهتمامها بسنه على الإطلاق وختمت حديثها معنا بوصف فارس أحلامها بأنه يجمع رأفة الأب وحنان الأم ورمز الأخ وصداقة الزوج.

غير موجود

وترى (آلاء) وهي شابة طموحة أن فارس الأحلام الذي تنتظره غير موجود على أرض الواقع لأنها تريده ملتزماً رافعا شعار: أفعل ما يرضي ربي، متحليا بالأخلاق الحميدة وشاباً في مثل سني تقريبا.

وتؤكد آلاء على ضرورة ألا يكون غضوباً سريع الغضب والانفعال .

المادة .. أهم ما أنظر إليه

حملنا سؤالنا وتوجهنا إلى (نهلة . س) فرسمت ابتسامة خجلى على محياها وقالت: أحلم بزوج الغد يأتيني في سيارة فاخرة ويوفر لي فيلا فخمة ويحقق لي كل ما أتمناه. وتعترف نهلة بأن المادة أهم ما تنظر إليه فهي تعتقد أن بها تحل العديد من المشاكل وعن المستوى التعليمي تقول نهلة: لا تهمني شهاداته مادام غنياً ولا حتى شكله وعمره يكفيني أن يكون غنياً وعلى قدر كاف من الدين والأخلاق ولديه استعداد لتقديم أي تنازلات حتى يوفر لي الراحة والسعادة.

مقطوع من شجرة

(هند.ع) شابة مثقفة تبدو عليها سمات الاتزان بدت واضحة من اجاباتها عن اسئلتنا حيث اختصرت الإجابة بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، الا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) وتسترسل هند في حديثها فتقول: الرجل الذي يعمل بأوامر الإسلام لابد أن يكون عطوفا على زوجته أميناً عليها، لذلك فإنني لن أتنازل عن هاتين الصفتين (الدين والأخلاق). وعند سؤالها عن مميزات أخرى تطلبها في فارس أحلامها أكدت أنها إنسانة واقعية جداً وتريده مثلها واقعيا، قادرا على تحمل المسؤولية ويا حبذا لو كان مقطوعا من شجرة.

قابلت هند استغرابنا من جملتها الأخيرة بابتسامة عريضة وقالت: اعذروني فمن كثرة ما شاهدت حولي من مشاكل حدثت لزميلاتي وقريباتي بسبب أهل الزوج صرت أخشى على نفسي إن أنا تزوجت أن أقع في نفسي المشاكل لذلك تمنيت أن يكون زوج المستقبل مقطوعاً من شجرة.

الحب أساس نجاح الحياة الزوجية

وانتقلنا إلى منال . س (موظفة) التي أجابت عن أسألتنا فقالت: أرفض أن أرتبط برجل لا يتحمل المسؤولية ولا يقدر الحياة الزوجية وتؤكد منال أنه لابد أن يكون زوج الغد صاحب أخلاق عالية وسمعة طيبة وتمنى أن يتفهم ظروفها ويتعاون معها ويعاملها معاملة حسنة ومن الناحية العاطفية تعتبر منال الحب هو أساس نجاح العلاقة الزوجية لذلك فهي ترغب في زوج يقدر الحب فيحبها ويكون مخلصاً وفياً لها وحنوناً إلى درجة كبيرة.

أسباب نفسية

يرى علماء النفس والاجتماع أن هناك أسباباً نفسية وراء اختلاف نظرة الشاب أو الفتاة للمواصفات المطلوبة في شريك العمر. فبينما تهتم الفتاة بشكل كبير بوسامة الشاب وحالته المادية في معظم الأحوال، نجد أن الشاب يهتم بجمال الفتاة بالدرجة الأولى على حساب الصفات الأخرى. ويرجع المختصون ذلك إلى التقدم الحضاري والتطور العلمي والفكري الهائل الذي حدث في المجتمع العربي، فجعل الفتاة تنظر إلى الزواج بمنظار مختلف عن السابق فهي مثلاً ترفض الارتباط بمن هو دونها علمياً لاعتبارات نفسية حيث يؤثر تفوقها العلمي على حياتها لأنها لن تتقبل رأياً أو قراراً منه بسهولة. وكذلك بالنسبة لمن هو دونها من الناحية المادية إذ أن المجتمع نفسه ينظر إلى من ترتبط بمن هو أقل من مستواها المادي بعين الشك والريبة. كما أن الزوج سيقع في حرج عندما يرتفع مستوى زوجته المادي وتقوم هي بالانفاق على البيت، لأنه لن يشعر بقوامته عليها.

  • ويعلق جاسم المطوع- ماجستير اجتماع ومعد ومقدم برامج تعنى بالحياة الزوجية وقاضي الأحوال الشخصية في دولة الكويت- فيقول: يكفى لاتخاذ قرار الزواج أن تكون المعرفة بنسبة 50 بالمائة من صفات وسلوكيات الطرف الآخر فتعطينا مؤشراً عنه. وينصح المقبلين على الزواج بمحاولة التعرف على صفات الطرف الآخر لأنه كلما ازداد التعرف على صفات الطرف الآخر كان القرار سهلاً وميسراً. ويقترح المطوع بعض الأسئلة التي يمكن أن يطرحها المقبلون على الزواج حتى تساعدهم في تحديد شخصية الطرف الآخر وهي: ما طموحك المستقبلي؟ ما الصفات التي تحب أن تراها في شريك حياتك؟ ما تصورك لمفهوم الزواج؟ هل تعاني مشاكل صحية، نفسية، أمراضا أو عيوبا خلقية؟ هل أنت اجتماعي ومن هم أصدقاؤك وإلى أي مدى قوة علاقتك بهم؟ كيف هي علاقتك بوالديك، إخوانك، أخواتك؟ بماذا تقضي وقت فراغك وما هواياتك؟ هل لك نشاط خيري أو أعمال تطوعية؟ ما رأيك لو تدخلت والدتي أو والدتك في حياتنا الشخصية؟

  • أما الباحثة الاجتماعية وفاء أحمد فهي تشير إلى طلبات الزواج بالصحف ومواقع الإنترنت الخاصة بالزواج. وتعلق بأن من ينظر بدقة للمواصفات المطلوبة في هذه الطلبات يكتشف مدى الضحالة الفكرية لدى فتياتنا اللاتي يطلبن عادة ممولاً لا زوجاً يحقق لهن المعنى السامي للزواج. وتعزو ذلك إلى عدم وجود ثقافة زوجية كافية لدى الفتاة وإهمال الأسرة في مسألة تأهيل الفتاة للزواج وتوضيح أهم الأمور التي تبنى عليها الحياة الزوجية. وعن مواصفات الزوج المناسب تقول وفاء: يجب أن يتميز بالصدق والصراحة، تقي نقى يخاف الله ويخشاه يهتم بجوهر المرأة قبل مظهرها، منطقياً في طلباته، يمتلك الحكمة والمقدرة على فض المنازعات ولا يفتش بيديه عن المشكلات المدفونة.


فتى الأحلام متى تأتي

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم