الجمعة 17 مايو 2024 / 09-ذو القعدة-1445

كيف تبني ناطحة سحاب وأنت تبتسم؟



اسأل القارىء الكريم هل فكرت في ان تبني ناطحة سحاب لا داعي للاستغراب من هذا السؤال ولعل السطور التالية تفك طلاسم هذا السؤال.

بناء ناطحة سحاب يشابه بحد كبير بناء الذات وحتى نبني ذواتنا وتلامس قمم السحاب لا بد من ان تكون لنا نظرة ايجابية تجاه الاحداث وخاصة الصعبة منها يقول احد الكتاب (اي حقيقة تواجهنا ليست لها نفس الاهمية كأهمية تصرفنا تجاهها لان هذه الاخيرة هي التي تحدد نجاحنا او فشلنا).

ولعل القصة التي حكاها احد المدربين العالميين توضح تلك المقولة: (ذهب احد مديري الانشاءات الى موقع من المواقع حيث كان العمال يقومون بتشييد احدى المباني الضخمة في فرنسا واقترب من احد العمال وسأله ماذا تفعل؟ فرد عليه العامل بطريقة عصبية قائلا، أقوم بتكسير الاحجار الصلبة بهذه الآلات البدائية واقوم بترتيبها كما قال لي رئيس العمال، واتصبب عرقا في هذا الحر الشديد وهذا عمل متعب للغاية ويسبب لي الضيق من الحياة باكملها) وتركه مدير الانشاءات وذهب الى عامل آخر وسأله نفس السؤال وكان رد العامل الثاني (أنا اقوم بتشكيل هذه الاحجار الى قطع يمكن استعمالها، وبعد ذلك تجمع الاحجار حسب تخطيطات المهندس المعماري وهو عمل متعب، واحيانا يصيبني بالملل، ولكني اكسب منه قوت عيشي انا وزوجتي واولادي وهذا عندي افضل من ان اظل بدون عمل) وذهب المدير الى عامل ثالث وسأله ايضا عما يعمله فرد عليه قائلا وهو يشير الى أعلى: (الا ترى بنفسك انني اقوم ببناء ناطحة سحاب).

يقول المدرب والمحاضر العالمي الدكتور ابراهيم الفقي من هذه الاجابات نرى ان العمال الثلاثة رغم انهم كانوا يقومون بنفس العمل الا ان نظرتهم تجاهه كانت مختلفة تماما.

ان النظر تجاه الاشياء هي غاية في الاهمية وهي الاختلاف الذي يؤدي الى التباين في النتائج وهي مفتاح للسعادة وهي الوصفة السرية وراء نجاح القادة والعظماء.

يمكنك ان تقرر ان تبتسم يمكنك انت ان تقرر ان تشكر الناس يمكنك انت ان تقرر ان تقوم بالعطاء ومساعدة الآخرين يمكنك انت ان تكون اكثر تفهما وتسامحا انت وانا ولكن فقط عندما نقرر ان نحرر انفسنا من سيطرة الذات فهل آن الآون لأن تسيطر على ذاتك!!

من اليوم قم بمعاملة الآخرين بالطريقة التي تحب ان يعاملوك بها.

من اليوم ابتسم للآخرين كما تحب ان يبتسموا لك.

من اليوم امدح الآخرين كما تحب ان يقوموا هم بمدحك.

من اليوم انصت للآخرين كما تحب ان ينصتوا لك.

من اليوم ساعد الآخرين كما تحب ان يساعدوك.

فؤاد عبدالله الحمد

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم