السبت 18 مايو 2024 / 10-ذو القعدة-1445

قوانين القوة الإنسانية



 

 

هناك مفهوم للقوة في علم الفيزياء وهي : المؤثر القادر على تغيير حالة الاجسام الساكنة الي الحالة الحركية او تغيير حالة الاجسام المتحركة من خلال زيادة سرعتها او التقليل من حركتها او تغيير حالتها نهائيا الي حالة السكون.

فهل تنطبق قوانين القوة تلك على الشخصية الإنسانية ؟   

وهل يحتاج الانسان الي قوة تدفعه حتى يتحرك من السكون وينطلق في حياته لتحقيق طموحاته؟

 وهل يمكن اثناء مسيرة الحياة ان تقابلك قوة اخري تدفعك الي تغيير المسار سواء بشكل إيجابي او سلبي ؟

وهل أحيانا نجد أنفسنا في مواجهة قوة شديدة مندفعة تلزمنا حالة السكون وربما العودة للوراء؟!

ان المتأمل البسيط يكتشف ان هذا كله يحدث لنا كبشر وأننا كجزء من الطبيعة نخضع لقوانينها ولكن بطرق مختلفة نسبيا.

كيف إذن احافظ علي قوة اندفاعي في الحياة واتجنب تغيير المسار المفاجئ المدفوع من الآخرين واتفادى تماما السكون والموات طالما استطيع إلي ذلك سبيلا.

هناك عدة قواعد او أساليب او سبل مختلفة أجمعت عليها الدراسات النفسية ووردت في عديد من الكتب الشهيرة يجب اتباعها لتحافظ على رحلة التقدم والصعود بقوة متزايدة وسألخصها فيما يلى :

القاعدة الأولي :                                                                               

لا تبالغ في اظهار مواهبك وقدراتك لدي المحيطين بك خاصة رؤسائك ومديريك بل اجعلهم يشعرون انهم اكثر ذكاء منك آن ذاك لن يلحظوا أن لك أهدافا ابعد ولن يفهموا ما تخطط له.

وبالتالي لن يكونوا قوة معرقلة او أحيانا مدمرة بل لن يهتموا بك وقد يزكوك على من يظهرون مهاراتهم وقدراتهم لأنك اقل تهديدا بالنسبة لهم.

مثال ذلك ما فعله الرئيس الراحل محمد أنور السادات مع مجلس قيادة الثورة قي مراحل مختلفة أغلبنا يعرفها كان يظهر انه الأقل إمكانيات والاقل طموحا حتي تخلص منهم جميعا في 1971.

إذن اظهر دائما لرؤسائك انهم أذكى منك.                                                  

القاعدة الثانية :                                

 حافظ علي زخم الفعل والأداء كقوة دافعة للأمام وليس الجدل والكلام.

لا تسع لإخضاع الآخرين او إذلالهم بالجدل لأن أي انتصار لحظي قد تحققه بالجدال والحنكة اللفظية هو انتصار باهظ الثمن  في الحقيقة    من انهزم لن يرضخ بل سيسعى للانتقام منك وتصيد الأخطاء لك. لكن أي جدارة تثبتها بالفعل والأداء تجبر الاخرين في الغالب للاعتراف بك دون استفزاز.

إذن انتصر بأفعالك لا بأقوالك

القاعدة الثالثة :

السمعة هي حجر الزاوية في المحافظة علي القوة: من خلال السمعة وحدها تستطيع أن ترهب الاخرين مع أي انزلاق سوف  تتعرض للهجوم الشرس الذي يجعلك هش لذلك كن متيقظا دائما للهجمات المحتملة احبطها قبل ان تقع حتي لا تجبر علي  تغيير  مسارك بشكل غير متوقع والتوقف عن التقدم.

كن مستعدا لعدوك بالثغرات التي تدمر لعبتهم في المقابل تراجع للخلف واترك الرأي العام يشنقهم .

وهنا يحضرني نموذج للرسول صلي الله عليه وسلم انظر إلي حياته قبل البعثة كيف كان مستقيما جدا    لا يقترف أي أخطاء ولا يضع نفسه موضع الشبهات حتي لقب بالصادق الأمين . هذه السمعة القوية الطيبة جعلت مهمة اعدائه للطعن في شخصيته شبه مستحيلة وفاشلة .

إذن حافظ علي سمعتك وصنها بحياتك .

القاعدة الرابعة :

كل شيء يتم الحكم عليه من مظهره أولا ،  مالا يري فإنه لا يحس ولا يحسب له حساب .

لا تدع نفسك تضيع وسط الزحام  ثم تدفن في النسيان، تجرأ وكن واضحا بأي ثمن وأجعل من نفسك مغناطيسا للإنتباه وكن دائما في قلب الصورة .

لكن إياك وفرض نفسك بفجاجة وسطحية أو استعراض قدراتك المبالغ فيه حتى لا تعارض القاعدة الأولي

حافظ علي تميزك مظهرا وجوهرا.

القاعدة الخامسة:

إياك ان تفهم القواعد السابقة خطأ فتحافظ علي المظهر المثالي جدا الذي هو بدون نقاط ضعف ظهورك بهذه الطريقة سيجلب الحسد الذي يكون فظيع من الأعداء الصامتين ، يجب عليك من الحين للآخر ان تظهر بعض نقاط الضعف المدروسة بحيث تمنح الآخرين مساحات من الظهور حولك .

اذن لا تعش طوال الوقت في دور المثالي .

القاعدة السادسة :

اياك ونقد الاخرين الا بالضرورة القصوى امتدح الاخرين دون مبالغة ولا تواجه الاخرين بحقيقتهم  الا اذا كنت مستعد لعاصفة الغضب فالحياة قاسية بما فيه الكفاية فاجعل وجودك مع الاخر كواحة وسط صحراء الحياة .

لا تنتقد الآخرين الا في اضيق الحدود.

 

 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم