الخميس 16 مايو 2024 / 08-ذو القعدة-1445

في بيتنا



                                     في بيتنا
                                                   موقع المستشار – تحقيق : عبد الرحمن هاشم .
http://www12.0zz0.com/thumbs/2011/12/20/06/516925846.jpeg

هل تشعر بنوبة من التوهان المفاجئ وأنت تتحدث مع الآخرين فتنسى ما هو الهدف من حديثك ..؟ تلتقط سماعة التليفون ثم تتساءل من الذي كنت أرغب في مهاتفته ..؟ تنسى معظم الوقت أين ركنت سيارتك..؟ وتخشى أن تكون على وشك الإصابة بالزهايمر..؟

آخر الاحصاءات تقول إن الزهايمر يصيب 250 ألف مريض مصري أعمارهم بين 30 و85 سنة! وتتضاعف كل خمس سنوات قوة الإصابة بالمرض ، وكشفت دراسة أمريكية حديثة أمام مؤتمر الجمعية الأمريكية للزهايمر بواشنطن أن عدد المصابين بمرض الزهايمر المسئول عن تدمير القدرات الذهنية للكبار ، سيتضاعف أربع مرات خلال العقود الأربعة المقبلة ، ويصيب واحداً من أصل كل 85 شخصاً على مستوى العالم.

ماذا أفعل ؟

في البداية يسرد لنا المهندس محمد معاناته مع الزهايمر والدموع تنساب من عينيه وهو يقول لقد دخل الزهايمر بيتي من الشباك وخرجت السعادة من الأبواب .. قال : هل تعرف والدي الرجل صاحب العقل الراجح الذي كان يستشيره الناس في مشاكلهم لكي يحلها لهم ، والذي كان يدلي برأيه فنسمع رأي الحكمة والموعظة ، هذا الرجل بدت عليه منذ شهور علامات غريبة مثل النسيان ، وعدم إيجاد الكلمات المناسبة ليضعها في مكانها الصحيح وتدهورت حالته بسرعة فأصبح البكاء بدون سبب هو سمته منذ الصباح وحتى المساء .

وهل تتصور معنى أن تعيش تحت سقف واحد مع إنسان تحبه يبكي ليل نهار وبدون أي سبب وأحياناً يكرر كلمة أنا ما عملت شئ أنا ما عملت شيء ، وأحياناً يخطر لوالدي أن يقوم ليفتح الباب ويخرج إلى الشارع وإذا أراد أحد أن يمنعه فإنه يثور ويعلو صوته ويتشنج .. إنه يصحو كل يوم من نومه على مزاج مختلف أحياناً يشكو من ألم في ظهره وعلى الفور لابد أن تعطيه أي دواء وتمثل له أنك تدلك ظهره بالمرهم وهو يصرخ ويتألم ويبكي وعليك أن تعطيه علبة الدواء أو المرهم ليحتضنها كابنته ويظل طوال النهار يخفيها ثم ينسى أين وضعها ويبدأ البكاء حتى تحضرها له مرة أخرى وهكذا طوال النهار .

ويوماً آخر يصحو من نومه ليسأل أين نقوده ولابد له أن يذهب إلى البنك رغم أنه لم يعد يفرق بين الجنيه أو القرش ويظل يبكي حتى تعطيه أي نقود .. وأحياناً أخرى يصحو في منتصف الليل ويتوجه إلى الباب الخارجي لكي يخرج .. لم يعد يعرف الناس وأحياناً يدعوني وأنا ابنه : يا بابا . وأحياناً لا يعرف أحفاده أو أبناءه وأحياناً أخرى يطالبني ألا أتحرك من جانبه .. وأحياناً أخرى يظل يكرر المناداة على والده ووالدته رحمهما الله .

مراحل المرض

يقول الدكتور عبد اللطيف موسى عثمان أستاذ المخ والأعصاب بطب الأزهر : يمر مريض الزهايمر عادة بثلاث مراحل ، المرحلة الأولى تمتد من العام الأول إلى العام الثالث من بدء المرض وتتميز بضعف طفيف في تذكر الأحداث القديمة وضعف في الأداء المهاري وصعوبة في تعلم المعلومات الجديدة ونوبات من الهياج ، وتوهان مكاني ولامبالاة وحزن ، وعدم القدرة على تسمية بعض الأشياء .

والمرحلة الثانية تمتد من العام الثاني إلى العام العاشر من بدء المرض ، وتتميز بضعف أشد في تذكر الأحداث القريبة والبعيدة وتوهان مكاني وضعف في الأداء المهاري وحبسة كلامية وعدم القدرة على إجراء العمليات الحسابية البسيطة وعدم القدرة على أداء الأعمال المركبة التي تستلزم تنسيقاً بين الفكر والحركة كإشعال الموقد ، ولامبالاة أو نوبات من الهياج أو توهمات ، وبطء النشاط الكهربي في رسم المخ وأخيراً ضمور المخ .

أما المرحلة الثالثة فتمتد من العام الثامن إلى الثاني عشر من بدء المرض ، وتتميز بتدهور شديد بالوظائف العقلية ، وتيبس بعضلات الأطراف وانحناء الجسم ، وفقد القدرة على التحكم في الإخراج وبطء منتشر في النشاط الكهربي للدماغ برسم المخ وضمور في المخ مع توسيع بطون الدماغ ، ونقص التمثيل الغذائي .

ويؤكد الدكتور مدحت خليل استشاري الامراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد والتغذية العلاجية بكلية الطب جامعة القاهرة ، أن بعض الأطعمة تكون أحد أسباب المرض لاحتوائها على نسبة عالية من عنصر ” الالومنيوم” نتيجة وسائل الطهي أو الحفظ الخاطيء أو التلوث البيئي لمياه الشرب ، وقد أثبتت الدراسات أن الضغط المرتفع وزيادة مادة الهوموستين في الدم وتناول الأطعمة عالية الدهون عوامل خطيرة تسبب الإصابة بالمرض بالإضافة إلى العامل الوراثي ، ويلعب فيتامين ” سي” دوراً أساسياً كعامل مضاد للتأكسد يحمي الخلايا العصبية ، وكذلك الأغذية التي تحتوي على فيتامين ” e “ لها دور كبير في تأخر تدهور المرض وظهور الأعراض المتقدمة ، ومنها : ( القمح الكامل – المكسرات – الخضروات ذات الأوراق الخضراء ) .

هذا مع الأخذ في الاعتبار ضرورة تجنب الأطعمة أو المشروبات المحفوظة أو المطهية في أوعية مصنوعة من الألومنيوم حيث اثبتت الدراسات أن نسبة غير قليلة من مرضى الزهايمر يعانون من ارتفاع نسبة الألومنيوم بالدم ، كما أن المرض أكثر انتشاراً في المناطق التي تتجاوز فيها نسبة الألومنيوم في مياه الشرب ( 15 ميكروجرام لكل لتر ) .

طرق العلاج .

ويرشد الدكتور شريف حمدي إلى أن مراعاة الحالة النفسية للمريض تسهم في العلاج بجانب العلاج الدوائي ، ويقول : تعد البيئة العربية التي تكتنف المريض بالحب والرعاية من أهم طرق العلاج ، حيث الأوامر الإلهية بطاعة وبر الوالدين وعدم الضجر منهما مهما فعلا وفي ذلك يقول تعالى : ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا”الإسراء : 23-24 “، وفي قوله تعالى : ” .. ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا .. ” الحج : 5 ” ، إشارة إلى ما قد يعتري الإنسان في شيخوخته من أمراض تتعلق بالمخ والذاكرة .

أيضاً العلاج غير الدوائي موجود في بلادنا فمثلاً دخول الشمس الغرف صباحاً والإضاءة الجيدة تهدي من روع المريض و” الطبطبة” وتدليك اليد بالزيوت العطرة يحسن من نفسيته ، وكذلك الجلوس معه واسترجاع الذكريات القديمة مصحوباً بمشاهدة الصور التي يحبها تحسن من ذاكرته وكذلك زيارة الأحباب والأصحاب والعائلة بانتظام .

خللي بالك .. من عقلك .

ويجزم الدكتور حلمي عبد الحليم الدسوقي أستاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية الطب- قصر العيني ، بأنه حتى الآن لم يتم إجراء عمليات جراحية لمعالجة مرض الزهايمر ، أيضاً لا توجد مستشفيات أو مراكز متخصصة لعلاج مرض الزهايمر ولكن هناك علاج لأمراض الشيخوخة ككل ويتضمنها علاج ومتابعة مرض الزهايمر. وفي المقابل يوصي الدكتور حلمي الدسوقي باتخاذ الإجراءات التالية كي نبعد أنفسنا عن هذا المرض الخطير حيث أن درهم وقاية خير من قنطار علاج ، فيقول :

يوصي الخبراء في الأمراض العصبية والزهايمر بممارسة الرياضة ، فهي أفضل ما يمكن أداؤه لتثبيت العقل والحفاظ على سلامته مع التقدم في العمر ، فالرياضة تحسن قلبك وقدرته على ضخ الدم إلى مخك وتزيد الأوكسجين الذي يصل إليه ، وممارسة رياضة المشي لمدة 20 أو 30 دقيقة يومياً هي أفضل الطرق للحصول على اللياقة اللازمة .

ثانياً : التغذية السليمة ، تنشط عقلك وتنظف شرايينك وتضمن استمرار تدفق الدم إلى مخك ، فتناول الخضروات والفواكه بألوان قوس قزح فهي مصادر جيدة لمضادات الأكسدة التي تمنع تلف خلايا المخ وتقيه من الأمراض . وتناول الكثير من الأسماك فهي غنية بالأحماض الدهنية ( أوميجا3 ) المضادة للالتهابات والتي تكافح الزهايمر ولا تهمل تناول المكسرات فهي مصدر جيد لمضادات الأكسدة التي تحميك منه .

ثالثاً : راقب وزنك ، فقد أظهرت الأبحاث أن الذين يحرصون على أن يكون وزنهم صحياً يكونون عادة أقل تعرضاً لخطر الإصابة بالتدهور الذهني ، فزيادة الوزن يصحبها غالباً ارتفاع في الكولسترول وارتفاع في ضغط الدم وهما عاملان يؤديان إلى زيادة احتمال الإصابة بالزهايمر بنسبة تصل إلى الضعف بالمقارنة بالشخص العادي، أما إذا كان الشخص مصابا بالضغط العالي والكولسترول والسمنة فإن احتمال إصابته بالزهايمر يزيد ست مرات عن الشخص العادي كما تقول اليزابيث اوجرلي رئيسة برنامج جمعية الزهايمر بشمال كاليفورنيا .

رابعاً : احرص على أن يبقى عقلك نشيطاً كل يوم ، وذلك بالقراءة والحفظ والاسترجاع والكتابة أو ممارسة بعض الألعاب الذهنية ، وثبت بالمشاهدة أن الذاكرة الحافظة لآيات القرآن الكريم خلاياها لا تضمر ولا تموت ، وعلى هذا فحفظ القرآن واسترجاع آياته يومياً يقي من الزهايمر .

خامساً : كن اجتماعياً واندمج مع الأصدقاء والأصحاب ينشط عقلك ، فنقص الاتصال مع الأهل والأصدقاء يجعلك أكثر عرضة للتدهور العقلي .

سادساً : حافظ على عقلك من هؤلاء الأربع :

– التدخين ، حيث يرفع ضغط الدم والكولسترول ويزيد الجلطات كما يقلل نسبة الأوكسجين في الدم .

– الجلوس كثيراً أمام التليفزيون ، فقد أظهرت الدراسات أن المشاهدة أكثر من أربع ساعات في اليوم تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر ، فهذا النشاط العقلي السلبي لا ينشط عقلك .

– التوتر المزمن ، حيث يرفع هرمون الكورتيزول الذي يرفع بدوره ضغط الدم والكولسترول ، فحاول التخلص من التوتر بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن والتجول والتفكر في آيات الله الكونية .

– إصابات الرأس ، حيث ثبت أنها من أكثر العوامل التي تساعد على الإصابة بالزهايمر ، فاتخذ احتياطاتك لتكون آمن واستخدم حزام الأمان في سيارتك وحافظ على نفسك من السقوط أثناء ممارسة أي نشاط في حياتك .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم