الجمعة 03 مايو 2024 / 24-شوال-1445

غـدا و اليـوم



 

 

غـدا و اليوم

 د.خالد بن سعود الحليبي

 

 قبل أقل من أربعة عقود .. كنت وكانت ..
• كنت طفلا أتهجى الحياة من حولي حرفا حرفا ..
• وكانت طفلة تخطو في الدرب الطويل .. خطوة خطوة ..
• كنت أصر على التطلع إلى الأمام،وأشق بتأملي الغائم جدر الغيب المجهول..

• وكانت تصر على الحياة دون زاد .. دون مأوى مناسب ..

دون استعداد.. وتشق عروقها في الصخر .. غير هيابة ولا آبهة بالنزيف الراعف ..
• ولكن المسيرة بدأت .. وحين تبدأ الخطوات الأولى بثقة وعزم .. فإن الصعاب تتدحرج أمام أقدامها الهادرة .. حجارة صماء .. لا تلبث أن تعود إلى صمتها بعد أول حرف تصرخ به خلال الصدمة الأولى التي لا ثاني لها .. • اليوم الجريدة .. واليوم المنطقة .. واليوم السجل الذي يحمل تراكمات الإنسان في شرق الوطن .. بكل جـيـنـيـاته … بكل بصماته .. بكل انطباعاته . • لا شيء أجمل من أن ترى أكمام الأمل تتراقص أمامك زهورا فاتنة ..

• لا شيء أبهى من أن تزهو أغصان الصبر حقولا من الريحان بين ذراعي  طفلة وادعة .. • اليوم اليوم .. ليست اليوم الأمس .. بكل المقاييس .. • فلئن ولدتُ معها في منطقة واحدة ، وفي عام واحد .. ، وكان حاجب الطفولة كافيا أن يواري عن شاخصتي تاريخ الأيام التي قضيناها سويا في مرحلة الوعي المحدود ، ولكن سوط البحث العلمي الجامعي أجبرني على متعة لا أزال أفخر بها حتى اليوم ..

فلقد رحت أقلب صفحاتها الصفراء منذ بدايتها حتى آخر عدد منها صفحة صفحة .. أبحث فيها عن مبتغاي وهدفي ، وأسجل على هامش وعيي كل لحظات العناء الصحفي الذي كان يتجرعه القائمون على الصحيفة خلال مسيرتها الطويلة .. • عدد من رجالات الأدب والصحافة تتابعوا على مقاعد تحريرها .. • مئات الكتاب مروا في دربها .. • احتضنت آلاف التجارب الإنسانية لآلاف المبدعين في شتى المجالات .. • أرخت لمسيرة التطور في هذا الجزء الغالي من وطننا الكبير سجلا سجلا .. • حتى جاء اليوم الذي انتقلت فيه من ثلاث غرف احتضنت طفولتها إلى صرح شامخ من أجمل ما توصلت إليه المعمارية الحديثة ، مجهز بأرقى الأجهزة التي أبدعتها أنامل الإنسان المبتكر .. لتقدم لنا اليوم .. اليوم .. التي بلغت مستوى مشرفا في هذا العهد الميمون .. • إن افتتاح مبنى الجريدة بكف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية هو الصدى الحقيقي للجهد الذي بذله سموه حفظه الله للارتقاء بجريدة المنطقة ، والحرص الواضح على تطويرها لتواكب النهضة العملاقة التي يشهدها الوطن في كل ساحاته ..

• وإن الاختيار الموفق لربانها الذي يقود مسيرتها الآن الأستاذ الكريم / محمد الوعيل لهو من أبرز أسباب بلوغها هذا المستوى الراقي الذي تنافس به كبريات الصحف في بلادنا .. حرسها الله .

• أيتها اليوم .. لك أن تمدي النظر غدا لغد أجمل .. وغد أكثر عطاء ورقيا .. فاصلة / احتضنت اليوم لي أول قصيدة نشرتها باسمي منذ خمسة عشر عاما ، وأول مقالة منذ عشر سنوات ، وأول زاوية ثابتة .. فلها مني خالص الوفاء في يوم الوفاء ..

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم