الخميس 02 مايو 2024 / 23-شوال-1445

زوجي يستشيرني



بقلم أ. فرجه فهيد القحطاني

الإنسان ليس بمناى عن من حوله يجري عليه مايجري على غيره ويشعر بما يشعرون فسابق ولاحق والسابق قد علم بما يتحدث به لاحق فلا ضير في استدلاله به وفهم الأمر من وجة النظر الأخرى ماذا تنتهي به ووجهة نظره لوعمل بما يراه هو ثم يوازن ذلك ويمضي في الأفضل لتحقيق النتيجه الأفضل ..من هنا كانت الأمور تحدث فنتناقش لنتواصل  بغيرنا لنصل لحلول مشاكلنا ومعرفة خابيتها والعمل بما نستفيده بفائدة أكبر وهنا لابد من المرور ببعض مايحكي واقع الاستشارة ودواعيها.

جبل الرجل على الأنفة والاستقلال بالرأي وتصديق كونه لا يخالف ولايجارى ولكن الأحاديث تأتي بما يخالف ذلك فتكون المسألة كما تحدث لاكما ينظر لها يقول لي الأمر فأبادره برأيي ليتغيرمدلول الموقف ومحتواه وما يفضي إليه من نتائج فيزمجر ويغتاض ويرفض تدخلاتي اللامطلوبه فاستدرك تلك هي الحقيقة كما لم ترها وكما لم تعرض عليك لكنها كما أراها تستمد جذورها من واقعنا وتستند لمجرياته يذهب ويعود وتلين طباعه ويتخذ القرار وفق الاستشارة يتكرر الأمر كأنه في كل مرة يشير لأذن جحى بيده الأخرى ويستبعد اليد الأقرب ليشير لها من قريب وتسير بنا قوافل الحياة نعيد المسائل في كل عرض لها وردود الأفعال لاتختلف فأميز ماقلته وألتمس لنفسي الروية والاستدراك والعلم بمجريات الأمور من وجهة نظر فاحصه فمشكلة تحدث وتحل وتنسى غير مايعرض به ويكثر اللغط فيها وحولها وبقاءها دون حل ممايعني أن الوعي يعطي الأمر قابلية للنقاش والتواصل والتوصل لأفضل المطلوب لتداركه في مجمل أمورنا الحياتية وما يغفل عنه الرجل ليس جهله بواقعه كأن يكون أب مسافر أو مشغول في عمله ويأتي على مشاكل الأبناء ليثأر ويتأثر ويزمجر ولا يكون مردود ذلك سوى الفوضى وما تحمله من كراهة الفعل والفاعل وتأتي الأم بمباشرتها للأبناء ووعيها باختلافاتهم ورؤيتها التراكمية لمثل هذه المواقف فتقضي فيها بكلمة ولا يعود الأمر كما كان وهو ليس تهميش لدور الأب ولكن ربما لو سئل الأب عن أمور يتعامل معها دائما لكان رأيه هو الأمضى لحلها وتبقى هيبته حل سلمي في حال كانت له عند الأبناء منزلة تستدعي التوقف والقبول بتوجيهه والاستشارات لا تأتي بحرفيتها ولكن يستضاء بها وتطمئن النفوس لكون الحياة مليئة بمن هم مثل طالب الاستشارة فتهدأ بها نفوس ويستدل بها للتائهين بالفكرة ويؤخذ منها العبرة وتفتح أفق العبور لمن يئس من تناول مشكلته بعدم القدرة على حلها ولما كانت العرب بحكمتها تحتكم لحكيمها لكي لايقر كل من أراد رأيه فينفروا فرادى وفيها اجتماع للرأي وتوحيد للكلمة ورؤية أسد وعلم ينتفع به فيبنى عليها الرأي فيما تلاها وتبقى وبعض الحلول لمشكلات عرف يعود إليه البعض ولانجد هنا بد من العودة لما كان من موقف “زوجي واستشارته لي” ورغبته في كل مرة يستشيرني في تغليب رأيه ولكن تنكشف الحقائق بكونه المستفيد الأول من الرأي الذي أبادره بقوله في حال أعلمني بما يدور في خلده وأضرب له مثل في بعض ما كتمه ولا أشعره بمعرفتي فتتهلل اساريره ويبادرني بابتسامة تدل على الرضى ولاينكشف الغيب الا لخالقنا ومع ذلك لازلت اناقش فكرة التحيز وعدم الرغبة في السؤال

فائدة.      

سُئِل حكيم : الأغنياء أفضل أم العلماء ؟فقال : العلماء أفضل .. فقيل له : فما بال العلماء يأتون أبواب الأغنياء .. ولا نرى الأغنياء يأتون أبواب العلماء ؟فقال :لأن العلماء عرفوا فضل المال ، والأغنياء لم يعرفوا فضل العلم.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم