السبت 18 مايو 2024 / 10-ذو القعدة-1445

درس من أمّنا سودة



 

توفيت رفيقة النبي صلى الله عليه وسلم في بدء النبوة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها، في الزمن الذي كان يأوي إليها، ويأنس بها، ويتعبد ربه معها، ففقدها فقد الحبيب للحبيب، وما أشده!

وكان لابد له من زوجة تشد أزره، وتهون عليه ما يلقاه من عنت قومه، فـ”جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون، فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تَزَوَّجُ؟ قال: من؟ قالت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا، قال: فمن البكر؟ قالت: ابنة أحب خلق الله إليك؛ عائشة ابنة أبي بكر، قال: ومن الثيب؟ قالت: سودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك، قال: فاذهبي فاذكريهما علي” فلم تزل خولة ببيت أبي بكر حتى زوجه ابنته، “ثم خرجت فدخلت على سودة بنت زمعة فقالت: ما أدخل الله عليكِ من الخير والبركة! قالت وما ذاك: قالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطبك إليه، قالت: وددت، ادخلي إلى أبي فاذكري ذلك له، وكان شيخا كبيرا قد أدركه السن، قد تخلف عن الحج فدخلتُ عليه فحييته بتحية الجاهلية فقال: من هذه؟ قالت: خولة بنت حكيم قال فما شأنك قالت أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة فقال: كفؤ كريم ماذا تقول صاحبتك قالت: تحب ذلك، قال: ادعيها إلي، فدعتها، قال: أي بنية إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك، وهو كفؤ كريم أتحبين أن أزوجك به؟ قالت: نعم، قال: ادعيه لي، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه، فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج، فجاء [يحثو] على رأسه التراب فقال بعد أن أسلم: لعمرك إني لسفيه يوم [أحثو] في رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة”.

فيا لأدب العرض من خولة، وأدب استقبال الخاطب من أبي سودة، وأدب المخطوبة من سودة رضي الله عنها حين أحالت الأمر إلى والدها، وأدب الوالد حين استأمر ابنته في أمر الموافقة على زواجها، وأدب التوبة من أخيها (عبد) فقد أسلم رضي الله عنه، وندم على تحسره على زواج أخته من سيد البشر صلى الله عليه وسلم.

فيا لأدب العرض من خولة، وأدب استقبال الخاطب من أبي سودة، وأدب المخطوبة من سودة رضي الله عنها حين أحالت الأمر إلى والدها، وأدب الوالد حين استأمر ابنته في أمر الموافقة على زواجها، وأدب التوبة من أخيها (عبد) فقد أسلم رضي الله عنه، وندم على تحسره على زواج أخته من سيد البشر صلى الله عليه وسلم.
 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم