الأحد 19 مايو 2024 / 11-ذو القعدة-1445

خطوات نفسية تساعد إبنك على حفظ القرأن



كنت أتجول بالصدفة على صفحتي على الفيس وأثناء متابعتي لكتابة صديقة على صفحتها وجدتها تكتب شكوى أن إبنها يتعبها في حفظ بعض آيات القرأن الكريم وذكرني حديث السيدة “رشا” أنني ظللت فترات في بعض الندوات أوضح كيف نستطيع أن نُسهل للأطفال حفظ القرأن ولكني لم انشر ذلك على موقعي، فأردت أن أستدرج ذلك الأن وسوف أتناول في النقاط التالية بعض الخطوات النفسية التي تساعد على تدريب الأطفال بصورة أسرع على حفظ كتاب الله والتي تتضمن :

1- قبل أن تُحفظي طفلك سورة من سور القرأن الكريم حاولي أن تطرحي عدد من الأسئلة حول موضوعها بشكل طبيعي أثناء حديثك معه .

فمثلاً : إن كنتي ستُحفظيه سورة الإخلاص .. إسأليه عن مَنْ ولده هو وأتى به للحياة؟؟ ثم إسأليه عن مَنْ ولدك أنتي – جده وجدته – ؟؟ ثم إسأليه عن مَنْ ولد والده ……………. إلى آخر ذلك من الأسئلة التي بعدها يُمكن أن تُبلغيه أن “الله” هو مَنْ لم يلد ولم يولد .

2- تحدثي عن روح السورة أولاً وساعديه على عمل “حالة إبداع” يصنعه بنفسه وفائدة ذلك أنه “يربط به عقلياً هذه السورة في ذهنه طيلة عمره” ، فمثلاً يمكن للطفل الصغير أن يضع صورة لنفسه وهو مع أسرته ويكتب “إسم الله عز وجل” أعلى الصفحة دون أحد معه أو أي شئ من هذا القبيل يتناسب مع عمر الطفل وطريقة تعبيره.

3- إعرضي على طفلك السورة في أكثر من شكل يساعده على تكوين ما يسمى بــ “الذاكرة المتعددة” مثل  “شكل بصري” ، و “شكل سماعي” يسمعه .

4- إطلبي من إبنك أن يربط بين الآيات بكل كلمة تنتهي بها الآية والكلمة التي تبدأ بها الأخرى التي تليها بحيث يتم حفظها في الذاكرة في شكل “سلسلة” كأن يقول ” قل هو الله أحد” آخر كلمة في هذه الآية  ” أحد ” وأول كلمة من الآية التي تليها ” الله ” الصمد ، ثم ….. في كل الآيات ما تنتهي به كل آية وما تبدأ به الآية الأخرى بحيث تُكَوِن سلسلة، ثم تقوم بعمل ما يسمى “بالتعرف بالرمز” أي أن الكلمة الجديدة ستكون رمز لتذكر باقي الآية.

5- إصنعي لكل سورة ذكرى ، ولتكن “رحلة” أو “مكان في المنزل يحفظه فيه” أو “وجبة معينة” أو “ملابس يرتديها” أو “طريقة جديدة للجلسة” ، ثم حينما تطلبي منه أن يسترجعها ذكريه بمكان الجلسة أو بملابسه أو غير ذلك بحيث يُعيد مخه “الحالة الكاملة” خاصةً بعد تراكم الصور التي يحفظها .

6- لا تباغتي طفلك بأن تسأليه “سمع” سورة كذا خاصةً في العمر الصغير بحيث لا يتوقف مخه عند “المفاجأة” ويربط بين “القرأن وبين المفاجأة الصدمية” .

7- إذا كان عليكي أن تراجعي معه إطلبي منه ذلك في حالة إختيار فقولي له “تحب تسمعني إيه النهاردة” ؟؟ فهذه الحالة تساعد الذاكرة على إستدعاء مُريح وتثبيت أعلى .

8- إربطي بين حفظه للسور المختلفة ورضا الله عليه، المتمثل في حفظه من السوء وليس حصوله على “مكافأة مادية” .

9- إجمعي له أعماله التي قام بها وتتعلق بالسور وضعيها في أماكن متفرقة من شقتك بحيث تكون “بصماته في الحياة” .

10- لا تستعرضي بحفظ طفلك وكأنه “راديو” تطلبي منه أن يقول للأخرين “سمع طنط” أو “إقرأ لعمو كذا ” لأن ذلك يُفرغ الأمر لديه من مضمونه الروحي، لكن دعيه هو يقرر هو ذلك، وإن كنتي ترغبي في ذلك فعلاً فإسأليه قبل حضور ضيوفك أو الذهاب لهم “هاتقدم لهم إيه هدية النهاردة” ؟ بحيث يفهم أنها هدية تطوعية يمكن أن يقدمها، ولا مانع من أن تكون هدية عيد ميلاد والده “سورتين” يقولهما له، أو هدية يقدمها لكي “تلاوة السورة” وتقديم العمل الذي مثل به السورة.

11- إن إستطعتي أن تقومي “بإصطناع موقف” يمكنه أن “يُطبق السورة” فيها فهذا يساعد جداً على الحفظ منها مثلاً “آيات حفظ الأمانات” أو “آيات تطبيق سورة الكوثر ” في موقف “الأضحية” “فصل لربك وانحر” .

12- إذهبي به إلى مسابقات حفظ القرآن وإجعليه يأخذ أحد الأطفال قدوة له ممن فازوا في هذه المسابقات، فحضور الحدث نفسه مختلف في تأثيره كثيراً عن مجرد السمع.

13- لا مانع من تسميته بإسم يتناسب مع تحفيظ القرأن كأن تسميه “حبيب الله” أو أي مسمى يصف “حافظي القرأن” ليعتبر الحفظ شكل من أشكال الحفاظ على هذا اللقب.

14- حاولي أن تربطي بين أخلاقياته وبين “حفظه للقرأن” وكأنها “رتبة” تجعل بعض السلوكيات متوقعة منه وبعضها غير مقبول لأنه “مَنْ يحفظ القرأن” .

15- راعي ظروفه الصحية والنفسية أثناء الحفظ ولا تضغطي عليه بحيث يصبح الحفظ  كأنه “عبء إضافي” فليس هناك توقيت محدد أو سن محدد لكي يحفظ القرأن فلا تضغطي عليه ليتم “الأجزاء كذا وكذا في فترة كذا” .

16- إن كنتي ستأتي له بمُحفظ أو مُحفظة فإحذري أن يأخذ شكل “المُدرس” الذي يُعاقب، بل إجعلي هذا المعلم يشاركه أوجه مختلفة من حياته كأن يأخذه في رحلة أو يتناول معه بعض الأطعمة، أو يأتي له ببعض الأشياء التي يحبها أو يشاركه في العمل الذي يرمز للسورة كما أشرنا سابقاً .

17- يُفضل أن تحفظي مع إبنك حتى يزداد الأمر مصداقية ويربط بينكما أكثر في أن كل منكما عليه أن يُقدم عمل وتحدث مواقف طريفة تربطه بحالة الحفظ.

18 – لو كان طفلك يحفظ ضمن مجموعة لا تصفيه بأي صفة سلبية أو تقارنيه بشكل سلبي .

هذه بعض الأمور التي يجب أن نأخذ بالنا منها أثناء تحفيظنا القرأن لأطفالنا وقريباً ربما انشر بعض الأمور النفسية الخاصة بالحفظ لدى الكبار لأنها تختلف بعض الشئ وقد تناولتها مؤخراً في المسجد النبوي أثناء وجودي بالصدفة أيضاً في حلقة دراسة لسيدات في المسجد بين المغرب والعشاء، أسأل الله أن اتذكر ذلك .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم