الأثنين 29 أبريل 2024 / 20-شوال-1445

ثقافة التبرع وقلة المتبرعين



“تشير التقديرات الطبية إلى وجود 3 ملايين مواطن يحتاجون إلى زرع كبد بديلة، وهو رقم كبير مقارنة بعدد عمليات الزرع التى لم تتعد ما بين 5 و6 آلاف عملية منذ بدء الزرع بمصر، وفقا لتقديرات اللجنة العليا لزرع الأعضاء، مما يستلزم تفعيل قانون الزرع من حديثى الوفاة”.

كان هذا أبرز ما ناقشه المؤتمر السنوى لجمعية الجراحين المصرية الذى تطرق إلى الجديد فى جراحات المناظير والكبد وجراحات السمنة المفرطة من خلال 80 ورقة بحثية، بحضور ما يزيد على ألف طبيب من مصر وإيطاليا وإنجلترا.

 

 

وأكد المؤتمر أيضا أن مرضى الكلى والكبد يحوزون النصيب الأكبر فى قوائم الانتظار؛ لأسباب تتعلق بنفقات العملية المرتفعة، وتوافر المتبرع المناسب.

وقال الدكتور عادل حسنى أستاذ الجراحة بطب قصر العينى ورئيس الجمعية المصرية للجراحين ورئيس المؤتمر، عن التحديات التى تواجه تفعيل قانون زرع الاعضاء من حديثى الوفاة متمثلة فى البنية الأساسية بربط المستشفيات ومراكز الزرع لنقل الأعضاء وفق برنامج وجدول معين مع مراعاة عامل الوقت لضمان صلاحية العضو للزرع، وكذلك ينص القانون على أن يتم بإرادة حرة من الشخص فى أثناء حياته قبل وفاته، وهو ما يتطلب مزيدا من التوعية بثقافة التبرع لتقبل وتفهم موضوع الزرع ونقل الاعضاء من المتبرع بعد موت جذع المخ.

 

 

ومن جانبه أشار الدكتور مصطفى الشاذلى أستاذ الجراحة بطب القاهرة وعضو اللجنة الفنية العليا لزرع الأعضاء، إلى أن عملية نقل وزرع الكبد مثلها كأى عملية جراحية كبرى ومركبة، وأن أهم المضاعفات تكمن فى النزف والعدوى والتهاب الجروح والتجلط فى الرجل أو الرئة، موضحا أن الخبرة والتدخل الجراحى السليم مع الاختيار المناسب للمتبرع والمريض يحسن النتائج بشكل مذهل.

وأكد أن المشكلة تكمن فى قلة المتبرعين فإذا تحدثنا عن فيروس «سى» نجده يصيب16% من المصريين بما يجاوز الـ12 ونصف المليون مصاب، نصفهم تقريبا يحدث له تليف ونصفهم تتطور حالته للاصابة بفشل كبدى يستلزم معه إجراء زرع كبد جديدة.

 

كما تم استعراض نتائج عدد من الدراسات التى أجريت فى مراكز زرع الكبد ومنها وحدة زرع الكبد التابعة لطب القاهرة، حيث تم رصد المضاعفات بين المتبرعين الأحياء بعد اتمام نقل الكبد فى 110، منهم 84 ذكرا، و26 أنثى، إذ تم التبرع بنسبة 84% من فص الكبد اليمنى ونحو 4% من الفص الأيسر، وظهرت المضاعفات فى 30 متبرعا فقط، وكان أكثر المضاعفات شيوعا تسرب العصارة الصفراوية.

 

 

وتحدث الدكتور محمد عمر رئيس وحدة مناظير القنوات المرارية بقسم الجراحة العامة بطب سوهاج، عن التهاب البنكرياس الحاد الذى يعد من أهم المضاعفات الناتجة عن منظار القنوات المرارية، حيث استعرض دراسة لتقييم عوامل الخطورة المسببة لالتهاب البنكرياس بين 581 مريضاً ممن يعانون من الإنسداد المرارى فى أعمار 18 عاما فما فوق بين المترددين على وحدة المناظير بطب سوهاج والمستشفى الجامعى بأسيوط، وكان الملاحظ أن نسبة المضاعفات بلغت نحو 12.7%.

 

 

بينما استعرض الدكتور أحمد عبد المنعم أستاذ مساعد جراحات الأطفال بطب سوهاج، حالات تورم البطن غير المعتاد بين أطفال الصعيد التى تستدعى تدخلا جراحيا، وكانت تورمات المبيض السبب الأكثر شيوعا يليها الأورام (الخراجات) فى الأمعاء بجانب الأكياس الزائفة فى البنكرياس أو فى القناة الصفراوية.

 

ومن جهته، أوضح الدكتور هادى أبو عاشور مدرس الجراحة العامة والسمنة بطب المنوفية، فائدة جراحات البدانة باستخدام المنظار، واستعرض نتائج مناظرة 120 مريضا عولجوا فى المستشفى الجامعى بالمنوفية وعدد من المستشفيات الاخري، منهم 56 حالة ذكور و64 إناث بمتوسط اعمار 34 عاما، وكانوا يعانون من السمنة المصاحبة بارتفاع فى مستوى الدهون والسكر وضغط الدم. وبعد إجراء العملية أظهر نحو 77% من المرضى تحسنا فى نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم