الجمعة 17 مايو 2024 / 09-ذو القعدة-1445
  • الرئيسيه
  • أفياء نفسية
  • تعاون الأسرة والمدرسة ضروري لتهيئة الطالب نفسيا لاستقبال العام الدراسي الجديد

تعاون الأسرة والمدرسة ضروري لتهيئة الطالب نفسيا لاستقبال العام الدراسي الجديد



ومن المعروف أن التهيئة والاستعداد النفسي للطالب مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة فكلاهما له دور كبير وإيجابي في عملية الانتقال من فترة الإجازة التي من سماتها الراحة والتراخي والسهر إلى مرحلة الدراسة التي فيها نظام ومسؤولية والتزام واستيقاظ مبكر.

 فالمسؤولية الأولى تقع على عاتق الأسرة بما يحمله العام الدراسي الجديد من آمال وتطلعات للطالب وأسرته, حيث تلعب الأسرة دورا هاما في تهيئة أبنائها لبدء العام الدراسي الجديد سواء كانوا طلابا جددا أو قدامى بالمدرسة أو رياض الأطفال وذلك بتكوين اتجاهات نفسية ايجابية نحو المدرسة والمرحلة الدراسية الجديدة التي يدرس بها، وذلك من خلال الحديث الإيجابي عن المدرسة من خلال سرد القصص المشوقة عن المدرسة والحديث عن بداية العام الدراسي، ومناقشة أي تغيرات في الوضع سواء الانتقال من صف إلى آخر أو من مرحلة إلى أخرى أو من مدرسة إلى أخرى، من دون أن نشعرهم بالخوف أو التوتر، وبإلحاقهم بمدارس بها أخوة أو أصحاب أو أقرباء ليكونوا أكثر أمانا وطمأنينة, ولا نغفل أهمية الالتحاق بمرحلة الروضة حيث يساعد على التكيُّف مع الجو المدرسي والاندماج مع الأقران .

 

تعويدهم على الوضع الجديد :

وعلى أهالي الطلاب أن يبدؤوا قبيل بداية الدراسة بأيام بتعويد أبنائهم تدريجيا على تقليل ساعات مشاهدة التلفاز والسهر, والنوم مبكرا والاستيقاظ في الصباح الباكر, وحثهم على قراءة القصص وتوفير احتياجاتهم من ملابس وقرطاسية وغير ذلك مع بداية العادم الدراسي، وذلك لتخفيف المشاعر النفسية غير الإيجابية لديهم عند ذهابهم إلى المدرسة ومشاهدتهم زملائهم وهم على استعداد تام, وأيضا بمصاحبتهم في الأيام الأولى للمدرسة وخصوصا الملتحقين بالصف الأول أو رياض الأطفال .

 

انطباعات أولية :

وتلعب المدرسة دوراً أساسياً في غرس حب المدرسة وزرع بذور الثقة بين الطلاب والمدرسين، وخصوصاً في الأيام الأولى حيث تتشكل لدى الطلاب صورة وانطباعات أولية عن البيئة المدرسية يحملها معه طوال العام وتؤثر في شخصيته وسلوكه وتحصيله الدراسي,

 فعلى المدرسة اتخاذ خطوات تغرس في نفسية الأولاد الأمان وتساعد على تكوين علاقة وطيدة بين الطالب والمدرسة، كما تيسّر توافق الطالب مع عناصر مجتمعه الجديد من طلاب ومعلمين والتكيف مع الجو المدرسي والاستقلال عن الأسرة من خلال الاستقبال الجيد والتعارف فيما بينهم وبين مدرسيهم وممارسة الأنشطة الترفيهية والعروض المسلية الهادفة المحببة بالمدرسة,وتزيين المدارس والصفوف بشتى أنواع الزينة والألوان الجميلة والجذابة بحيث يضفي على الجو العام داخل المدارس مشاعر الفرح والبهجة, والسماح لأولياء الأمور مرافقة أبنائهم في اليوم الأول وخصوصا الجدد منهم, أيضا من خلال إعطاء صورة مبسطة وواضحة للطلاب عن المرحلة الجديدة أو الصف الجديد ومتطلبات هذه المرحلة مع تجنب خلق أي توتر وخوف بالنسبة إلى ما هو جديد ,ومن خلال حثهم على بذل الجهد وإذكاء روح التنافس بينهم وهذا بدوره يدفعهم إلى زيادة الدافعية لديهم نحو التعلم بكل همة ونشاط .

 

مرحلة انتقالية :

ويجب أن تكون الأيام الأولى بمثابة مرحلة انتقالية يتم فيها التدرج في استقبال الحدث الجديد لتقبل التغيير وتجنب التوتر والخوف بحيث يتم التركيز فيها على الأنشطة اللامنهجية ويتم فيها فتح المجال للحديث المفتوح مع الطلاب عن فترة الإجازة واستعادة ذكرياتهم الجميلة وكيف قضى كل واحد إجازته وليحكي كل تجربته، ويتم استكشاف ميولهم وهواياتهم والتعرف على مستوياتهم وتوقعاتهم وطموحاتهم، بالإضافة إلى تعريفهم بأنظمة وقوانين المدرسة وضرورة الالتزام بها وإعطائهم الجدول الدراسي وتسليمهم الكتب .

 

التكيف مع الحياة المدرسية :

إن التهيئة النفسية للطلاب من أهم العوامل المؤثرة في تكيفهم مع الحياة المدرسية الجديدة مهما اختلفت صفوفهم الدراسية سواء المستجدين منهم أو أولئك المنقولين الى صفوف ومراحل عليا ومدارس اخرى, وهي مسؤولية مشتركة ومتكاملة بين الأهالي والمدرسة ينبغي على كل طرف القيام بدوره من اجل أن يكون هذا العام الدراسي الجديد عاما مثمرا وان يتكلل بالنجاح الباهر لكل طلابنا وطالباتنا الذين هم ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا المشرق.

الفئة: 

المصدر: 
العروبة

الكاتب: 
بشرى عنقة

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم