الأثنين 20 مايو 2024 / 12-ذو القعدة-1445

تدعيم الثقة في علاقاتنا



تدعيم الثقة في علاقاتنا

إذا كان الفهمُ هو أساس قيام العلاقة وتوثيقها فإن الثقة هي مقوم استمرارها وترسيخها.
فالثقة في العلاقة تحقق لكل من الطرفين الاطمئنان إلى أن الطرف الآخر يكن له مشاعر إيجابية تتمثل في الحب والاحترام، وكذلك الشعور أن الطرف الآخر سيبذل مافي وسعه لاستمرار العلاقة وتعميقها مهما واجه تلك العلاقة من مشكلات ومواقف حرجة، سيلتمس كل طرف العذر للآخرين وسيحسن الظن وسيبادر إلى الحوار والإصلاح.
وعندما تُغادر الثقة علاقات الأحبة تصبح غير آمنة لأحد الطرفين أو كليهما، وستكون تلك العلاقات معرضة للفصم أو الاستمرار ظاهرياً مع انفصال عاطفي بين طرفي العلاقة، وبعدها لا تسأل عن جراحات وانكسارات القلوب!!
والإنسان اجتماعي بطبعه لا تكتمل حياته إلا بعلاقات صحية تجعله يؤثر في الآخرين إيجاباً دعماً ومساندةً وإمتاعاً، وتجعلهم يؤثرون فيه بنفس الكيفية، ولذا من المهم العناية بعلاقاتنا والاهتمام بها حتى نحافظ على جانب رئيس في حياتنا، وفيما يلي قواعد لإدارة العلاقات الناجحة وتدعيم الثقة المتبادلة:
١- ترتكز العلاقات الناجحة على الثقة المتبادلة بين أطرافها فكل طرف يتحمل مسئولية تحقيق الثقة في العلاقة، ويتوقع من الأطراف الأخرى تحمل مسئوليتهم كذلك، وفي حال تحمل أحد الأطراف العبء وحدة ستهتز العلاقة وتضطرب.
٢- الولاء للعلاقة وتحمل مسئولية المحافظة عليها وتعميقها وتجنب ما يفسدها.
٣- منح مشاعر المحبة والود والتقدير لأطراف العلاقة لأشخاصهم مجردة عن مظاهرهم ومراكزهم وممتلكاتهم.
٤- الظهور بتلقائية دون تكلف مع المحافظة على اللياقة الاجتماعية.
٥- تشارك الأخبار والأحداث في المستوى الملائم لنوع العلاقة ودرجتها والقيام بمتطلبات اللباقة الاجتماعية نحو هذه الأحداث.
٦-تحديد قواعد واضحة تضبط وتنظم علاقة الأفراد ببعضهم وتأكيدها بدبلوماسية باستمرار بأسلوب مباشر أو غير مباشر.
٧-تقبل اختلاف أنماط الشخصيات ووجهات النظر والتفضيلات.
٨-منح مساحة من الحرية لأطراف العلاقة وعدم تقييدهم، والقدرة على قول: “لا” عند محاولة الطرف الآخر التحكم وفرض تفضيلاته.
٩- الشعور بالأمن والطمأنينة أن العلاقة مهما تعرضت لأزمات ومشكلات -نتيجة خطأ أحد أطرافها (أو غيرهم) أو مخالفة التوقعات أو التفضيلات- سيتم التعامل معها بتفهم وحكمة وتجنب ردات الفعل غير المنضبطة التي قد تؤدي إلى إضعاف العلاقة أو إفسادها.
١٠- طلب المساعدة عند الحاجة والتعبير عن التوقعات بوضوح.
١١- توقع احتمالية عدم استجابة الآخرين للتوقعات أو عجزهم عن تحقيقها وتقبل ذلك برحابة صدر.
١١-دعم ومساندة الآخرين عند حاجاتهم وفق الإمكانية، ومن ذلك النصح والإرشاد.
١٢- الحذر من فرض التفضيلات على الآخرين.
١٣- الصدق والصراحة وحسن الظن مع اللباقة الكافية عند حدوث منغصات أو مشكلات، فيعبر كل طرف عن انزعاجه وقد يطلب تفسيراً -خاصة عندما يعجز عن إحسان الظن-، وبالمقابل كل طرف يكون صادقاً في تبريره متقبلاً رغبة الطرف الآخر في تجلية الإشكال حريصاً على تطييب خاطره.

بقلم أ.أمل بنت عبدالله بن عبدالعزيز الحرقان

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم