الجمعة 03 مايو 2024 / 24-شوال-1445

تأملات قرآنية



القرآن كلام الله الجليل ونحن في الشهر المبارك الذي أنزل فيه والذي كان جبريل عليه السلام يتدارسه مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيه لذا حقا علينا أن نعطي هذا القرآن حقه من حسن التلاوة وتذوق حلاوة التدبر والمبادرة لتطبيقه في واقعنا على أنفسنا وأهلينا ومع الناس أجمعين ..

ولنأخذ مثالاً على ذلك ماذا يوحي لنا قوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تتعاونوا على الإثم والعدوان ) من معان ودلالات ودروس ؟ أولها أن خلق التعاون فطرة وغريزة في النفوس وأمر يحبه الله ويجزي عليه إذا كان على خير وخالصا لوجهه الكريم .. وأن المرء ضعيف بنفسه قوي بأهله وإخوانه وأنه مشروط بأن يكون في البر الذي يشمل جميع الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة وترضي الله عزوجل والتقوى وهي ترك المنكرات والمحرمات فإذا معياره هو الشرع ليس العادات والتقاليد ولا ينبغي أن يكون لعصبية أو عنصرية أو هوى ..

ومن الفوائد أن التعاون يكون في الأمور المادية والمعنوية والفكرية كالمشاورة مثلا والنفسية كالمواساة عند المصيبة وغيرها وكذلك من التعاون أن أكف شري وشر الآخرين من أهل وأحباب وأصحاب عن ظلم الناس وأكل حقوقهم بناء على القاعدة التي تقول ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) .. ومن التعاون تعاون الزوجين في مهام البيت وتكاليفه وتربية الأولاد والتغافل عن أخطاء وتقصير كل منهما في حق الآخر وإن لم يوجد ذلك التعاون فهذا نقص في المودة والرحمة والمروءة ..

وممن توحي به الآية أن التعاون بين الجميع الرجل والمرأة والطفل والموظف والمسؤول والجمعيات والمنظمات بل وحتى مع العاصي والكافر لتحقيق مصلحة عامة وتفويت مفسدة تضر بالنفس والمسلمين .. ومما يدرك من الآية أن التعاون لا يحد بزمان أو مكان أو أشكال .. ولو تأملنا وتدبرنا أكثر في آيات كتاب الله لما انتهت حقائقه وعجائبة ودروسه وعظاته لكن ذلك يحتاج منا الإخلاص والتقوى (( واتقوا الله ويعلمكم الله )) وطبتم سالمين .

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم