الأربعاء 15 مايو 2024 / 07-ذو القعدة-1445

المشاكل الزوجية بعيدا عن عيون الأطفال



المشاكل الزوجية بعيدا عن عيون الأطفال

د/ خالد المنيف
المشاكل الزوجية أمر لابد منه بين الأزواج فهو “ملح الزواج” ولكن علينا الانتباه لكيفية تجنيب أطفالنا لهذه المشاكل وعدم الزج بهم فيها
المشاكل الزوجية أمر لابد منه بين الأزواج فهو “ملح الزواج” ولكن علينا الانتباه لكيفية تجنيب أطفالنا لهذه المشاكل وعدم الزج بهم فيها، وحول هذا الموضوع وكيفية إبعاد الأطفال عن الخلافات الزوجية
من أي جيل يبدأ الطفل الوعي لخلافات الأهل؟
من جيل مبكر جداً يستطيع الطفل أن يشعر بغضب الأهل وحزنهم وحتى قبل بلوغ السنة وهناك العديد من الأبحاث التي تثبت آن الطفل في المرحلة الجنينية يستطيع أن يشعر بحزن الأم أو غضبها، ونحن نعلم أن نفسية ألام الحامل تؤثر على الجنين من ناحية صحية، بالرغم من أن الطفل بجيل مبكر لا يستطيع تفهم الخلافات إلى انه يشعر بالتعابير الجيدة التي تعبر بدورها عن حالتنا النفسية، أما فهم الخلافات فلا يمكن للطفل أن يفهمها إلا في جيل متأخر.
ما تأثير هذه المشاكل على الطفل؟
تؤثر هذه الخلافات من ناحيتين أولا بان الطفل يشعر بهذه الخلافات وهذا يؤثر على نفسيته ومن ناحية أخرى إذا كانت الأم في حالة مزاجية سيئة لن نستطيع منح طفلها ما يحتاجه والاهتمام المطلوب به، وحتى لو حضنت الأم طفلها يكون احتضانها له بعصبية.

فمن الصعب على الأهل ذوي الخلافات المستمرة منح طفلهم الرعاية الكافية وهذا يؤثر كثيراً على نمو الطفل ونفسيته، ومن المعروف اليوم أن العناية الكافية للطفل والحنان الذي يمنحه الأهل لا يؤثر فقط على نفسية الطفل بل على نموه بشكل سليم، ونموه العقلي.

إن الأهل الذين يتعاملون مع أبنائهم تعامل ايجابي مبني على التقبل والاهتمام والحنان العاطفي يتطورون عقلياً أكثر من الأطفال المحرومين من رعاية الأهل الذين يرفضون أبناءهم وتعاملهم معهم بشكل سلبي.

فنجد أن هناك علاقة طردية فكلما كانت الخلافات الزوجية أكثر حدة كلما زاد رفض الأهل لأطفالهم، فهناك العديد من الحالات يتم رفض الأهل لأبنائهم نتيجة الخلافات والمشاكل الزوجية، ففي هذه الحالات الأطفال هم ضحية الخلافات، ولكن هناك حالات عكسية والتي نجد فيها الأم البديل بالعناية الكبيرة الموجهة لأطفالها وهنا التأثير أحيانا يكون سلبي لان العناية الشديدة يؤدي إلى تضييق الخناق على الأبناء.

فالوضع السليم هو الاهتمام بالطفل بشكل كاف ومنحه التقبل والحماية المطلوبة وعدم منحه بشكل زائد لهذه الرعاية.
هل من الممكن للطفل أن يعيد في المستقبل الخلافات ذاتها؟ وهل هذا ينعكس على تربيته لأبنائه؟
حقيقة وفي أحيان عديدة ينقل الطفل التجارب التي يعيشها حتى بدون رضاه عن هذه الأمور التي من الممكن أن يعتبرها خلافات سلبية أن ينقلها فيما بعد، فمن المعروف أن الطفل الذي ينشأ في جو محاط بالعنف يصبح هو أيضا عنيفاً، ويمكن أن يستعمل هذا العنف بالمستقبل لتربية أطفاله بدون سيطرة وليس لأنه يريد إعادة هذه التجربة ولكن بدون إدراك وسيطرة على ذاته يكرر هذه الخلافات العنيفة نتيجة مشاعر داخلية تكونت لديه من خلال تجاربه مع أهله وخاصة الطفل المعنف،

فعندما يكون هناك جو من العنف يطغى على العائلة، الطفل يكون الضحية لمثل هذه الأعمال من العنف من خلال الضرب، فالطفل المعنف يترعرع مع مشاعر نقص ومشاعر ضغط والشعور بالعجز، فهذه المشاعر تسيطر عليه في المستقبل بدون وعي لخطورة هذه المشاعر وانعكاسها على الأفعال التي يقوم بها.

وأيضا الأطفال الإناث يعانون من هذه المشكلة وليس فقط الأطفال الذكور، فالأمهات المعنفات في الصغر يصبحن أمهات عنيفات مع اطفالهم في المستقبل. 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم