الخميس 02 مايو 2024 / 23-شوال-1445

المدينة المنورة وفضلها



تستعد مدينة رسول الله طيبة الطيبة في هذه الايام لاستقبال حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن كونها ثاني الأما كن المقدسة للمسلمين بعد بيت  الله الحرام والمسجد أقصى ،اضافة لكونها عاصمة السياحة الإ666لاسلامية للعام 2017م .. وفي المدينة عاش ومات رسول الله عليه الصلاة والسلام ومنها بدأ اول تحالف اخوي في التاريخ وهو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ومنها انطلقت أول الجيوش الإسلامية لنشر الإسلام ورفع راية التوحيد

تقع المدينة المنورة في واحة خصبه . وفي الشمال الغربي منها جبل سلع ويحتضنها جبلان وواديان  من الجنوب هما جبل عير ووادي ا لعقيق .
 ومن الشمال جبل احد ووادي قناة (احد ) ويخترق المدينة ماراً بوسطها وادي بطحان (أبو جيده )  بعد أن ينضم إليه وادي رانوناء في قباء  .
ويحدها من الجنوب جبل عير ومن الشمال جبل ثور  ومن الشرق اللابه (الحرة الشرقية ). ومن الغرب اللابه ( الحره الغربية ) . ويبعد جبل ثور عن المسجد النبوي  بنحو (8) كيلو مترات  ويبعد جبل عير عن المسجد النبوي بنحو (8 ) كيلو مترات ايضاً .

وقال بعض مؤرخي المدينة  أن اللابتين داخلتين في حدود المدينة بخلاف الجبلين  لما روي عن النبي صلى الله علي وسلم إنه كان في الحرة الشرقية – جهة العريض – في منازل بني حارثه وانه قال لهم: (( أراكم يأبني حارثه قد خرجتم عن الحرم )) ثم التفت وقال: ( لا0 بل انتم فيه ) وروت بعض الأحاديث أن حدود المدينة بريد في بريد – والبريد أربعه فراسخ والفرسخ أربعه كيلو مترات والمسافة من جبل ثور إلى جبل عيرنحو (16) كيلو متر

  وترتبط المدينة المنورة بمكة وجده وينبع  بخطوط اسفلتيه . وترتبط بعمان ودمشق بخط حديدي بني في أخر عهد الأتراك ودمر أبان الثورة العربية على الأتراك .
ترجع الأهمية المكانية لمنطقة المدينة المنورة إلى أنها تتوسط العالم الإسلامي بالإقليم الغربي من المملكة العربية السعودية، ومنذ القديم وقبل الإسلام كان لموقع المدينة المنورة أهمية خاصة على طريق القوافل الدولي القديم
(البخور) والذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الشام، حيث يتميز الموقع بوفرة الموارد المائية وخصوبة التربة، وتميزها بالحصانة الطبيعية.

وبالرغم من  تحول وظيفتها السياسية كعاصمة للدولة الإسلامية حتى نهاية عصر الخلفاء الراشدين وانتقال العاصمة إلى الكوفة ثم دمشق ثم بغداد إلا أنها ظلت محتفظة بأهميتها الدينية لكونها البقعة المقدسة التي يشد إليها الرحال من قبل المسلمين لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قبره الشريف وصاحبيه رضي الله عنهما.
ومن العوامل التي أكدت الأهمية الاستراتيجية لموقع المدينة المنورة قيام الدولة العثمانية في الماضي بربطها ببلاد الشام بخط سكة حديد عام 1326هـ ، مما ساعد على انتعاش الأحوال

الاقتصادية وسهولة اتصالها بالعالم الخارجي، غير أن ما أصاب خط السكة الحديد من تخريب خلال الحرب العالمية الأولى عام 1332 مما ساعد على انتعاش الحياة  ألاقتصاديه فيها .

ومن العوامل التي تزيد من أهمية الموقع الجغرافي للمنطقة فكان  سببًا في اتصال مناطق المملكة بعدد مــن محاور الطرق الإقليمية، فقد وجد باستخدام طريقة مصفوفة الترابط (Binary Connection Matrix ) أن المدينة المنورة تأتي في المرتبة الأولى بين جميع مدن المملكة من حيث درجة اتصالها، ويلاحظ أن المدينة المنورة تربطها محاور الحركة الإقليمية ليس بداخل المملكة فقط بل بالدول الأخرى مثل الأردن وسوريا وتركيا ومصر وكذلك دول الخليج العربي، كما أن قرب الموقع من مكة المكرمة يمثل أهمية خاصة للموقع المكاني لمنطقة المدينة المنورة لارتباط المدينتين المقدستين منذ بزوغ فجر الإسلام ببعضهما.

  • تكتسب المنطقة أهميتها الدينية من وجود المدينة المنورة، حيث المسجد النبوي الشريف الذي يؤمه ملايين الزائرين كل عام من جميع البقاع في العالم مما أعطى للمكان خصوصية خاصة ودائمة أبد الدهر. وغني عن الذكر حيث تفردت المدينة المنورة بأهميتهما الدينية في العالم الإسلامي، فالمدينة المنورة مكان رباعي الأبعاد بينما سائر الأماكن باستثناء مكة المكرمة والقدس الشريف هي أماكن ثنائية الأبعاد، بمعني أن البعد المكاني والزمني هما الأبعاد التي تحدد معالم الموقع بشكل عام، أما في حالة المدينة المنورة فيضاف إليها بعدان آخران وهما بعد الاتصال بالسماء عن طريق الوحي، أما بعدها الرابع فيرجع لارتباطها بالجنة التي أعدها الله لعبادة المؤمنين نظرا لوجود أماكن مثل جبل أحد والروضة الشريفة، لأنها بعض من الجنة كما ثبت في صحيح الأخبار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم ..

  • تمثل منطقة المدينة المنورة أهمية خاصة في الاقتصاد الوطني، فهي تشمل عددا من الأنشطة الاقتصادية ومن أهمها الأنشطة الصناعية حيث توفر المدينة المنورة مركزاً للصناعات المتوسطة والصغيرة كما يعد النشاط التعديني من أهم الأنشطة الاقتصادية التي أبرزت أهمية المنطقة اقتصاديا حيث يوجد بمنطقة المدينة المنورة واحد من أهم مناجم الذهب بالمملكة، كما تمثل المدينة المنورة أحد المراكز التجارية الرئيسة نظراً لوجود المسجد النبوي الذي يؤمه ملايين الزائرين وخاصة في موسمي الحج والعمرة مما يشكل رواجاً تجارياً هاماً بالمنطقة بصفة خاصة وعلى المستوى الوطني بصفة عامة، ومن الأنشطة الاقتصادية الهامة بالمنطقة القطاع الصناعي والزراعي حيث تشتهر بزراعة النخيل.
  • وللمدينة المنورة فضلها على غيرها من البقاع والمدن :

   1- حمايتها من الدجال   :  كما جاء في حديث أنس بن مالك مرفوعاً:” ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق”. 

  • 2-    حمايتها من الطاعون: كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال”.  
  • 3-    حب النبي صلى الله عليه وسلم لها، وتمكن حبها من قلوب المسلمين
  • 4- ان الله جعلها حرمًا أمنًا كما جعل مكة حرمًا أمنًا وقد قال الرسول “ان ابراهيم حرم مكة واني حرمت المدينه “رواه مسلم،كما حرم  صيدها وقطع أشجارها: كما جاء ذلك عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إن إبراهيم حرم مكة، وإني حرمت المدينة ما بين لا بتيها، لا يقطع عِضَاهُها، ولا يصاد صيدها “. 
  • 4- ومما يدل على فضل المدينة انه لما اخرجه الكفار منها واتجه إلى المدينة مهاجرًا قال مخاطبًا مكة ( والله انك لخير ارض الله وأحب ارض إلى الله ولوا إني أخرجت منك ماخرجت )رواه الترمذي وابن ماجه،حديث صحيح
  • 5-ومن فضائلها ان النبي سماها “طيبة” و”طابة” وقال النبي ان الله سمى المدينة طابه
  • ومن فضائلها أن الإيمان بأزر إليها كم قال الرسول إن الإيمان ليأزر إلى المدينة كما تأزر الحية إلى حجرها ) روا البخاري ومسلم

6- ومن فضائل المدينة شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن سكنها وثبت فيها و في الحديث عن  الشفاعة لمن مات بالمدينة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلممن استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن يموت بها. رواه الترمذيوابن ماجه، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي، وصححه 

ومن فضل المدينة وجود البقيع فيها حيث دفن فيه كبار الصحابه والتابعين وامهات المومنين. (الألباني).

 وقد وصفها الرسول بأنها قرية تأكل القرى:فقال اُمرت بقرية تأكل القرى ) أي أمر بالهجرة إليها ،وقيل في تفسير تأكل القرى بمعنى تنتصرأو تتغلب عليها وقيل بمعنى تجلب الغنائم التي تحصل عليها من الجهاد وهذه الأوصاف كلها تنطبق على المدينة

 7-ومن فضائلها إن النبي حث على الصبر على لاوائها أي صعوبة العيش فيها فقال المدينة خيرا لهم لو كانوا يعلمون لايدعها احد رغبة عنهاالا أبدل الله فيها من هو خير  منه ولا يثبت احد على لاوائها وجهدها إلا كانت له شفيعًا أو شهيدً يوم القيامة ” رواه مسلم

8-كما دعى لها الرسول بالبركة فقال :اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا )

9- ومن فضائلها وجود مسجد قباء فيها اول مسجد بُني على التقوى ومما ورد في فضله عن عبدالله بن عمرقال: كان النبي يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيًا أو راكبًا  فيصلي فيه ركعتين ” وهذا دليل على فضل مسجد قباء ، فقد اختص الله المدينه بوجود مسجدين فيها ذكرت السنة النبوية فضلهما .                                                             

 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم