الأحد 05 مايو 2024 / 26-شوال-1445

الفتاة المراهقة والأم .



الفتاة المراهقة والأم .
http://www5.0zz0.com/thumbs/2011/12/19/07/733091483.jpg  أ. روحي عبدات .

تعتبر الأم هي الشخص المفترض أن يكون أكثر قرباً من ابنتها الفتاة بشكل عام ، لأنها مرت بنفس تلك المرحلة، وهي من نفس الجنس، إضافة إلى أن الفتاة ترتاح لأمها أكثر من الأب دون خجل أو تحفظ على المواضيع والقضايا التي تواجهها.

ولا شك أن الفتاة حين تمر بمرحلة المراهقة فهي الأحوج إلى الأم التي تساعدها في حل المشكلات التي تواجها، وتفسر لها التغيرات التي طرأت عليها، إضافة إلى وضعها المزاجي والنفسي والاجتماعي، وللأسف فإن ما يحصل في عصرنا الحالي بدأ يظهر بشكل معاكس، فبدلاً

من أن تتقرب الفتاة من والدتها وتعتبرها صديقتها الأولى، بدأت تهرب منها وتبحث لها عن شخص آخر خارج إطار الأسرة لتبادله المشاعر، وتفرغ له مكنوناتها الداخلية، وكأن الفتاة في مجتمعاتنا العربية بدأت تنأى نحو سلوك الفتاة الغربية في الخروج عن إطار الأسرة، والتحرر في سن البلوغ واتخاذ القرارات الخاصة والاستقلال الكامل والحرية المطلقة.

ولا نريد أن نلوم هنا الفتاة فقط بالدرجة الأولى على هذا التصرف الخاطئ والخطير، بل إن الأسرة مشتركة فيه بوعي أو بدون وعي، فالبيئة الكابتة لتفكير الفتاة والضاغطة على حريتها قد تخلق ردة الفعل المعاكسة، لتبحث الفتاة عن الملاذ الآخر الذي تعتقد أنه يحل لها مشاكلها.

إننا في عصر أصبحت وسائل الإعلام فيه تلعب الدور الأهم في تغيير اتجاهات الناس وصناعة تفكيرهم وتوجهاتهم، في عالم أصبح قرية صغيرة منفتحة على ثقافات الآخرين، دخل فيه التلفاز والانترنت كل البيوت، وبالتالي كل ذلك أصبح يثير التساؤلات عند الفتيات

المراهقات التي تحتاج إلى إجابات صريحة وواضحة وليست إبر مخدرة ومسكنة، وإذا لم تجد الفتاه هذه الإجابات الشافية، فلا شك أنها ستبحث عن البديل والذي يكون خارج المنزل، وبالتالي الابتعاد عن العائلة والأم خاصة، وبدلاً من أن تصبح الأم هي العنصر المساعد

لابنتها أصبحت عنصراً منفراً لا يستطيع استيعاب كل تطلعات هذه الفتاة وتفهم حاجاتها، ومراعاة المرحلة العمرية التي تمر بها، خاصة إذا علمنا أن مرحلة المراهقة هي مرحلة التمرد وتبلور الاتجاهات والمعتقدات وتفحص اتجاهات الآخر، والخروج عن إطار الأسرة إلى إطار الصحبة من نفس المرحلة العمرية.

لا شك أن هذه الظاهرة خطيرة وتستلزم من مجتمعاتنا العربية الجرأة والصراحة في مواجهة احتياجات الفتاة وفقاً لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وإلا أدى ذلك إلى الانحراف والابتعاد عن أهم ركائز المجتمع الآمن المستقر وهو الأسرة.


تصميم وتطوير شركة  فن المسلم