الأحد 28 أبريل 2024 / 19-شوال-1445

الطب الاتصالي من منظور الجودة الصحية



التحول الرقمي دعم وسائل الاتصال حتى في العلاج عن بعد، ويشمل ذلك الخدمات الإسعافية والعناية المركزة بل حتى في العلاج الذي يتطلب عملا يدويا مثل الفم والأسنان، من خلال استخدام وسائل تقنية المعلومات والاتصالات الإلكترونية لتقديم خدمات التشخيص والفحص والمعاينة الطبية للمريض.
العلاج عن بعد يعد من سياسة مكافحة التمييز التي تلتزم بها المملكة، وضمن الخطة الإستراتيجية لوزارة الصحة في رؤية المملكة 2030، حيث تركز على ثلاثة عناصر وهي كالتالي:
1. الاهتمام بصحة المواطنين وتحسين نوعية حياتهم.
2. تحسين جودة الخدمات المقدمة.
3. الاهتمام بأن تكون خدمات نوعية تقدم قيمة مضافة في القطاع الصحي، من خلال احتواء التكاليف وتخفيضها على المواطنين، وتوجيه المزيد من الاستثمارات نحو القطاع الصحي.
الطب الاتصالي إحدى الوسائل التي توصل الخدمات الصحية بعدالة، حين يحظى من يستطيع الوصول له بفرص العلاج من كوادر صحية مؤهلة، وبوسيلة مرخصة باختلاف الزمان والمكان.
سابقا مع الهاتف الثابت وقبل اختراع الأجهزة المحمولة كان يقتصر على حدود المنشأة الصحية، حيث يتصل مقدم الخدمة المباشر مع المتخصص أو المسؤول الأساسي عن الحالة الصحية، وغير المتواجد مع المريض ويشرح له الحالة الطبية ليعطيه رأيا فيها، وتطورت هذه الوسيلة لتكون إلكترونية صوتية أو مرئية من مقدم الخدمة إلى المستفيد.
بعض المنصات الاتصالية التي تعاملت معها بحاجة للتطوير، وبعضها متميزة من حيث جودة الخدمة كان بسهولة الحجز للخدمة والتواصل مع الطبيب المتخصص، بعضها مجاني وبعضها مغطى بالتأمين الصحي بما يشمل الاستشارة والدواء والفحوصات الطبية، وكانت تكلفة الاستشارة أقل بثلثي الاستشارة الطبية الواقعية، وبعض المنصات توفر خدمات إضافية تنافسية مثل الرعاية الصحية المنزلية وسحب الدم من المنزل وتوصيل الدواء.
من التحديات في الطب الاتصالي سلامة المريض وكفاءة الإنفاق وأمن المعلومات، قلة خبرة الطبيب أو ضعف قدراته في التواصل وإيصال المعلومة للمريض ليلتزم بالخطة العلاجية، التي لا تقتصر فقط على تقديم الدواء وبحاجة لنموذج استشارة ومن ضمنه التثقيف الصحي للمريض. وفي حال كان هناك سوء فهم للحالة من خلال التواصل، ما يتسبب بأخطاء تشخيصية وعلاجية أو تلاعب من المريض، بوصف حالته للحصول على ميزات علاجية يصعب للطبيب التيقن منها بالفحص.
أدوات الطب الاتصالي متعددة والأداة وسيلة وليست غاية، وبالطبع يقاس فيها الفعالية والكفاءة، وتهتم شركات التأمين بتحديد سعر الخدمة الصحية أيا كان مقدمها، كلفة الخدمة الطبية عبر الطب الاتصالي هل هي مجدية للجهة التي ستتحمل التشغيل فهناك أصول عينية، ودعم فني وأجور، وتعاقدات، وأمن معلومات لحماية التطبيق ومعلومات المرضى وسرية المعلومات التي يفشي بها المريض لطبيبه.
الترويج للخدمات الاتصالية أثار انتباهي لتقييمها وفق الجودة الصحية، فالإقبال عليها وقياس الأداء فيها هل يقتصر على الزيادة في عدد المستفيدين وهل لأنها أفضل كجودة، وماذا بعد الوصول للخدمة ففي الجودة تقاس المؤشرات التنظيمية والتي تشمل المدخلات والعمليات والمخرجات، والخدمة الطبية هي رحلة مريض ولا تنتهي بتسجيله للدخول للمنصة.
كيف يمكن تأكيد سلامة المريض من خلال المنصة وحمايته من الأخطاء الطبية، وهل هناك آلية لقياس الأخطاء الطبية والدوائية من خلال الطب الاتصالي.
لن أثقل عليكم أكثر في مقالة محدودة الكلمات عن الجودة في الرعاية الصحية بالطب الاتصالي، ونأمل أن يحقق الأهداف المرجوة منه وأن يتطور لأن يكون أكثر من منصة وأداة، لأن يكون مساهما في تطوير الخدمات الصحية والنظام الصحي كما رسمته الرؤية الوطنية.

———————————
د. د. لمياء البراهيم

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم