الجمعة 17 مايو 2024 / 09-ذو القعدة-1445

الشخصيات المهنية وأنماطها



من النادر جدا أن نجد إنسانا مقتنعاً وراضيا عن وظيفته أو مهنته وكثيرون لم يختاروا مهنهم بل هي التي اختارتهم ربما كان السبب قلة الفرص المعروضة أو لأنها كانت طريقا رسمه الأهل وانصاع له الأبناء كارهين.

والحديث عن اختيارالانسان مهنته له أهميته هذه الأيام, بعضهم قد يخدعه المجموع العالي في المرحلة الثانوية ويختار كلية لا تناسبه على الاطلاق, ويعيش عمره وهو يعمل في مهنة يكون فيها عاديا بلا تميز لأنها لا تناسبه في الأساس.

علم النفس المهني الاجتماعي, هو فرع من العلوم الإنسانية العريقة التي لا نعطيها حقها يحدد بعض القواعد التي لو اتبعناها تحقق لنا الرضا المهني. يقول الدكتور إبراهيم شوقي عبدالحميد ــ أستاذ علم النفس المهني الاجتماعي بكلية الآداب جامعة القاهرة.. (إن القاعدة الأساسية هي أن الأجر ليس هو العنصر الأساس في اختيار المهنة، والاحصائيات تؤكد أن رضا الأشخاص عن مهنتهم لا يرجع للأجر ولكن لطبيعة العمل).

وهذه رسالة أوجهها لأخواني الطلبة…قبل أن يختاروا الكلية التي يتقدمون إليها أو يفكرون في احتراف مهنة معينة.. ينصحكم الدكتور شوقي بعدة اجراءات اولها:

الوعي بالذات بمعنى أن يفهم الإنسان ذاته ويعي حجم ومستوى قدراته وجوانب التفوق عنده ويحدد لماذا يحتاج الى العمل, هل للأجر أم لتحقيق الذات ام لاظهار الجوانب الابداعية في الذات وعلى الشخص أن يحدد هواياته ويرتبها حسب الأولوية والأنشطة التي يحب ممارستها ونوع الكتب والمجالات التي يفضل قراءتها.

والخطوة الثانية هي استكشاف دنيا العمل فلو كان متقدما لكلية معينة عليه أن يدرك نوع التخصصات والمجالات التي تتيحها له هذه الكلية وفرص العمل المتوافرة وهل تناسبه أم لا وان يكون الشخص على دراية باحتياجات سوق العمل ونوع التحديات التي قد تواجهه والمهارات التي تتطلبها المهنة وهل هي مهارات لغوية أم يدوية ام غير ذلك وهل هي متوافرة لديه أصلا.

بعد ان يقوم الشخص بهاتين الخطوتين عليه أن يحاول الإجابة عن سؤال ماذا يريد صاحب العمل..ويجهز نفسه لذلك.

ويوضح الدكتور شوقي عبد الحميد.. أن هناك عدة أنماط للشخصيات المهنية يمكن على أساسها تحديد نوع المهنة التي تناسب الإنسان وهي.

الشخصية الفنية.

وتهتم بالجوانب الفنية والتعبير عن الذات والتركيز علي المشاعر والأعمال الفنية وينصح صاحبها بكليات الفنون الجميلة والتربية الموسيقية وأكاديمية الفنون وغيرها من الكليات الفنية.

الشخصة الواقعية

ويميل صاحبها للتعامل مع الأمور المادية العلمية ويفضل القيام بالأعمال اليدوية التي لا تتطلب الكثير من التفكير المعقد ويجنح أصحابها إلي الاعمال الخشنة والعمل الفردي والتعامل مع الواقع بأقل قدر من المشاعر وتناسبهم كليات الزراعة وبعض أقسام كليات الهندسة والتجارة وعلوم الحاسب الآلي. ولأنهم يفضلون التعامل مع الآلات والبيانات فتجد منهم حرفيين ومهندسين ومحاسبين على درجة عالية من الكفاءة.

الشخصية العقلية

وهي تفضل العمل الذهني والعمليات الحسابية المعقدة وتناسبهم أيضا كليات الحاسب الآلي والتجارة والهندسة.

الشخصية الاجتماعية

وهي تبحث عن فرص للتواصل الاجتماعي وتكوين العلاقات وتميل للمهن التي تتطلب قدرا من المهارات اللفظية والاجتماعية ويبرعون في مجالات الاعلام والتدريس والعلاقات العامة والخدمات النفسية والاجتماعية وتناسبهم كليات التربية والاعلام والآداب وغيرها من الكليات ذات نفس التوجهات.

الشخصية المغامرة

وهي تتميز بقدرة عالية علي المغامرة والقدرة اللفظية وحب السيطرة والادارة وهؤلاء رجال أعمال ناجحون.

الشخصية التقليدية

وأصحابها أكثر سيطرة على أنفسهم وقدرتهم علي ضبط انفعالاتهم عالية جدا ويميل أصحابها للأعمال الروتينية والعمل مع أهل السلطة ويفضلون الأنشطة التقليدية مثل أعمال السكرتارية والمحاسبة والأعمال المكتبية وهؤلاء هم الموظفون.

في النهاية يؤكد الدكتور إبراهيم شوقي أن الإنسان قد تجتمع لديه اكثر من شخصية وقد يناسبه أكثر من عمل لكن عليه أن يعرف نفسه قبل كل شيء وينصح كل طالب بزيارة الكلية التي يريد التقدم اليها بنفسه والا يكتفي بكلام الآخرين فما أكثر الخرافات المهنية في مجتمعاتنا.

فؤاد عبدالله الحمد – الاحساء

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم