الجمعة 17 مايو 2024 / 09-ذو القعدة-1445

السلوكيات وأثرها على صحة الإنسان.



السلوكيات وأثرها على صحة الإنسان.

أ. د. عبدالله حسين باسلامه . 
تمهيد :  
ما يصيب الإنسان في دنياه من صحة وسقم بدني او نفسي مصدره ( طبعا بعد قضاء الله و قدره عليه ) كما هو معروف طبيا وبحكم خبرة السنين راجع إلى امرين رئيسيين : اما إلى جينات (Genes ) نقلت إليه العوامل المؤدية إلى المرض من آبائه واجداده ، واما ناتج عن سلوكيات وعوامل بيولوجية ومكتسبة؟. 
ومن هنا فلا شك إن السلوكيات عامل مهم في صحة وسعادة الانسان , وما نعمل من عمل يوفي إلينا !.  
ومصادر ( السلوكيات ) او الطريقة التي يتخذها الانسان في سلوكه في الحياة إما ( من صنع البشر ) او من تعإليم سماوية ارسلت إلينا عن طريق خير البشر … وشتان بين تعإليم صادرة من خالق ( الصنعة ) المقتدر ، وبين تعإليم صادرة من الانسان المستهلك الفقير ؟. 
فالسلوكيات المبنية علي التعإليم الاسلامية غير السلوكيات المبنية على مبدأ العرف والاخلاق والبيئة ؟ وبما انني اتحدث طبيا .. فلنلقي الضوء على السلوكيات المبنية على التعإليم الاسلامية وأثرها في صحة الانسان و سعادته .. ولسعة الموضوع وتشعبه ،  
فسوف اقتصر على اثر التعإليم الاسلامية او السلوك الاسلامي الصحيح ، واثر ذلك في الحد من انتشار الامراض الخبيثة . 
والامراض الخبيثة او السرطانية لا تحتاج الى تأكيد باهميتها فاسبابها غير معروفة ، والعلاج الشافي منها لم يكتشف بعد ، وفي الغرب الان اهتمام كبير بالامراض الخبيثة حيث انها تحتل المرتبة الثانية من اسباب الوفاة ؟. 
وحيث انه من اكثر انواع الامراض الخبيثة التصاقا بالقيم والسلوكيات هو سرطان عنق الرحم عند المرأة .. وهو ايضا من اكثر انواع السرطان التي تصيب المرآة بعد سرطان الثدي .. 
والسلوكيات الخاطئة ادت في الحقبة الاخيرة الى كثرة انتشار هذا المرض بين صغار السن من الاناث في الغرب مما جعل القلق يتزايد هناك من هذه الظاهرة ؟. 
ومن هنا اخذ الباحثون هناك يوالون اهتمامهم الان بالاسباب المسببة لهذا المرض وبخاصة السلوكيات التي ادت إلى كثرة انتشاره ؟ 
من اسباب ندرة المرض : 
اشارت الابحاث في الماضي الى ندرة سرطان عنق الرحم بين النساء إلىهوديات ، وكان يقال إن ذلك عائد الى إلجنس إلىهودي ! ولكن عندما اختلطت إليهوديات مع غيرهن من النسوة المتحررات انتشر المرض فيهن وزاد ؟. 
ومن ناحية أخرى دلت الابحاث التي أجريت فيما بعد إن النساء المسلمات أيضا تكاد تكون اصابتهن بهذا الداء منخفضة نسبيا عن غيرهن من غير المسلمات ، و المسلمات المشمولات بهذه النتيجة هن من مختلف الجنسيات ( أي إن اسطورة الجنس المفضل او العامل الوراثي عند إليهوديات ليس له اساس علمي ؟ ) 
اذا هناك عوامل مشتركة مبنية على التعإلىم السماوية في الديانتين ساعدت على الحد من انتشار هذا المرض الخبيث . . وفعلا هذا العامل كان مبنيا علي السلوكيات ؟ 
المسببات السرطانية : 
لم يعرف بعد بالكامل مسببات السرطان ولكن هناك عوامل وراثية ( جينات ) ومؤثرات بيولوجية وبيئية وسلوكيات وعوامل متداخلة . 
ومن العوامل المؤكدة في مسببات سرطان عنق الرحم هي الالتهابات الفيروسية ؟. وبعض المواد الكيميائية .. وقد استخلصت الاسباب التإلية على انها متوفرة في المصابات بسرطان عنق الرحم فهو : 
• يكثر في المومسات واللواتي يمارسن الدعارة ونزيلات السجون . 
• في الفقيرات واللواتي في مستوي اجتماعي متدني . 
• ويكثر عند ممارسات الجنس في سن مبكرة جدا ، وبالتإلى كثرة الحمل والولادة. 
• والمتعرضات لكثرة الالتهابات الفيروسية . 
ندرة المرض الخبيث بين السيدات المسلمات وإلىهوديات : 
رغم توفر الكثير من العوامل المسببة لسرطان عنق الرحم عند المسلمات وإليهوديات وهي :  
الفقر وكثرة الانجاب وقلة النظافة والزواج المبكر والتعرض للالتهابات ، إلا إن الدراسات والابحاث العلمية التي اجريت على مجموعة من المسلمات وغير المسلمات في مجتمع واحد ( في منطقة مسيدونيا في يوغسلافيا سابقا ) ونشرت في المجلة البريطانية للسرطان منذ مدة اسفرت عن إن هناك فرق واضح ومقبول علميا في نسبة الاصابة بمرض السرطان بين الفئتين .. 
فقد وجد إن واحدة من كل 400 سيدة مسلمة تصاب بسرطان عنق الرحم ، بينما تصل النسبة في غير المسلمات الى واحد في كل 90 سيدة ؟. 
والجدير بالذكر إن سرطان عنق الرحم في السعودية يعد اقل نسبة مما يجب إن يكون عليه . 
من اسباب ندرة السرطان بين المسلمات وإليهوديات : 
ليس ذلك راجع إلى إن هؤلاء النسوة من عنصر مميز ! وانما هناك عوامل مهمة في سلوك وخلق وعادات وطبائع هاتان الفئتان المتمسكتان بالسلوك الاسلامي .. ومنها : 
• ختان الذكور ( الازواج ) في المجتمع المسلم وإلىهودي ، عادة مبنية على تعإلىم الديانتين . 
فالختان يزيل من القضيب المنطقة التي تفرز مادة تسمي ( سمقما ) اثبتت التجارب إنها قد تؤدي الى حدوث سرطان .. 
• الامتناع عن العلاقة الجنسية اثناء الحيض ، وهي عادة دينية . 
فقد ثبت طبيا إن خلايا تلك المنطقة اكثر عرضة للاصابات في هذه الفترة للمؤثرات الخارجية عن غيرها من الاوقات الاخري .. 
• الغسل والطهارة بعد الجماع ومراعاة وسائل النظافة الموضعية . 
وهذه عادة حميدة اوجبتها التعإلىم الاسلامية ، فالغسل والطهارة تزيل بعض العناصر الضارة التي تعلق في تلك المنطقة .
• العفة .. وعدم ممارسة الجنس خارج أطار الزوجية .
انها من اهم العوامل و السلوكيات التي حمت المرآة المسلمة المتمسكة بدينها من الإصابة بهذا المرض الخبيث .. ( حيث كما دلت الأبحاث على كثرة انتشار هذا المرض بين المموسات ونزيلات السجون ، وندرته بين الراهبات ؟.)
وهو ايضا اكثر حدوثا عند المراة التي تمارس الجنس مع اكثر من رجل وفي سن مبكرة ؟. وهذه جميعها حرمتها الشريعة الاسلامية .
الجدير بالذكر إن المراة التي يمارس زوجها الجنس المحرم مع اكثر من إمراة هي ايضا عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم من التي انعم الله عليها بزوج عفيف ملتزم ؟.
اذا فالعفة الطهارة والسلوك السوي والالتزام بالتعإلىم الاسلامية فيها حماية باذن الله لصاحبها وصاحبتها ، وانها ليست قيود ….. وانما هي دعائم لصون الصحة والعافية .
واخيرا : لا يعني هذا خلو المجتمعات الاسلامية من الامراض الخبيثة وغيرها ، فالعوامل المؤدية لها متوفرة وبكثرة ، ولولا التمسك بالتعإلىم الاسلامية و السلوك القويم ،لازداد الحال سوءا والعلم الحديث رغم تعصب القائمين عليه ، لا يزال يكشف ويؤكد لنا حكمة ديننا الحنيف وتعإلىمه السمحة .
_________________________
المصدر: موقع الطبيب المسلم .
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم