الأربعاء 01 مايو 2024 / 22-شوال-1445

الخيال .. و دوره في الصحة النفسية



الخيال .. و دوره في الصحة النفسية 

 د. آية السيد نوفل

الخيال هو القدرة على تكوين صور و أحاسيس و تمثيلات عقلية بدون استخدام حواسنا الخمسة المعهودة و دائماً ما يكون مصاحباً للابداع .

 يستخدم الخيال كمصطلح للتعبير عن القدرة على التفكير الابداعي عن طريق تخيل سيناريوهات روائية ، و قصص خيالية ، أو لوحات فنية ، و دائماً ما يعرف المبدعون مثل الفنانون ، و الكتاب ، و غيرهم بامتلاك خيال قوي ، و نشيط في علم النفس يعرف الخيال بأنه القدرة العقلية على تجسيد أحاسيس غير موجودة في أرض الواقع ، و يعتبر من أهم الأشياء التى تشكل وعي الانسان  ، و تزداد تلك القدرة عادة في الأطفال حيث أنها تشكل جزءاً كبيراً من تطورهم العقلي و العاطفي ، لذا يستخدم الأطباء عادة العلاج بالألعاب في هذا السن معتمدين على خيال الأطفال للتغلب على مشاكلهم النفسية ، و مساعدتهم على التأقلم بالحياة .

دور الخيال في الصحة النفسية

يلعب الخيال عدداً من الأدوار الهامة في الصحة النفسية ، فالقدرة على تخيل الأشياء التى لم تحدث بالفعل تساهم في خل المشاكل العقلية مثل القلق ، و التوهم ، بالاضافة إلى أنه يستخدم أيضاً في العلاج ، حيث ينصح الأطباء مرضاهم بتخيل نهايات سعيدة ، و نتائج ايجابية ، أو أماكن هادئة لتحسين الحالة العاطفية و العقلية ، كما يتم الدمج بينه و بين تقنية التأمل ، و مثال على ذلك تخيل المرضى لأماكن آمنة و مريحة للتخلص من الخوف و الاكتئاب .

دلائل قدرة الخيال على تغيير حياة الشخص

عادة يملك الشخص تصورات عن حياته أو ذكريات عن ماضيه قد يشوهها الواقع المرير ، لذا اضافة خيالنا على الذكريات و الأحلام يحسن كثيراً من الحالة النفسية و القدرة على تقبل المستقبل .

قد ترى لوحة جميلة و لكن لا تنجذب لها و يكون السبب في ذلك أن اطارها لا يظهر محاسنها ، هكذا حياتنا اذا احطناها باطار من الاكتئاب و اليأس لن نستمتع بجمالها ، لذا يلعب الخيال دوراً في ربط المشاعر بالذكريات و توقع الأفضل بالمستقبل فيبدل الاطار ليكون مليئاً بالسعادة و الأمل .

يكمن التحول في المشاعر العميقة ، فأن تتعمق بخيالك في المشاعر القديمة التى دفنتها الأحداث أو في المشاعر الحالية التى قد تمر بك مرور الكرام ، قد ينشط القلب مرة آخرى و يجعلك تتقبل الماضي بفرحه و حزنه و كذلك تحيا الحاضر كما ينبغي أن تحياه .

تعمق في الحزن و الشعور بالمصائب , فاذا ظل الانسان مدة طويلة متجاهلاً الأمور المفجعة التى مر بها فقط لحماية نفسه من الانكسار ، فان ذلك يكسره تدريجياً دون أن يشعر ، فعلى الانسان أن يستقطع وقتاً للتفكير بكل ما مر به ، و في تخيل الحياة بعد ما فقد فيها ، حتى يشعر بأنه لا زال حياً واعياً . 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم