الأحد 05 مايو 2024 / 26-شوال-1445

التفوق السلوكي للأبناء



إن للآباء ( الوالدين ) دور كبير في عملية التربية لا يمكن أن يقوم به غيرهما ، فهما من يقضيان الوقت الأكبر مع الأبناء و يتقبلون منهم ما لا يتقبلونه من غيرهم ..

لذلك كان التوجيه الرباني في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة … )

 

 

لذا كان علينا أن نذكر بهذا الدور العظيم للوالدين تجاه أبنائهم مع بعض الإلماحات المهمة من أجل جعل أبنائنا متفوقين ليس فقط دراسياً و إنما سلوكياً أخلاقياً و اجتماعياً و عبادياً …

 

إن أبنائنا بحاجة ماسة إلينا منذ الصغر و حتى في كبرهم هم محتاجون إلينا و محتاجون للاستفادة من خبراتنا و تجاربنا في الحياة ، و خاصة في هذا الزمن الذي تغيرت فيه معالم الحياة الاجتماعية و الثقافية ، و أصبحنا في زمن التطور العلمي و التقدم التكنلوجي ، و أصبح كثير من الأبناء معزولين حتى داخل بيوتهم بل ربما وهم جالسون بين والديهم و إخوانهم في غرفة واحدة ..

 

 

إن الأبناء كلما تقدم عمرهم كلما كبرت مشكلاتهم و نوعياتها لذا علينا أن نكون قادرين على مواجهة هذه المشكلات بشتى أحجامها و بالطرق المناسبة التي تحفظ لنا سلامة أبنائنا و تزيد تفوقهم السلوكي و الأخلاقي .

 

و قد يكون للمدرسة دور مهم في هذا التفوق ، لأن التعليم هو التعديل في السلوك ، لكن المدرسة ليست كل شيء لأننا نتكلم عن التفوق في جميع المجالات العلمية و السلوكية …

فالمدرسة تقوم بالتدريس و يختلط فيها الطالب بأقرانه فيظهر نتاج تربيته المنزلية في تعامله مع زملائه و مع أساتذته .

 

 

و دور الوالد هنا في التواصل مع المدرسة و زيارة الابن و أساتذته و التعرف على مستوى الابن الدراسي و السلوكي .

 

 

و مما يؤسف له أن بعض الآباء لا يعرف مدرسة ابنه إلا وقت التسجيل أو في حال استدعائه من قبل المدرسة و هذا نقص في دور الأب و تعاونه مع المدرسة في نجاح العملية التربوية .

 

 

– و لعل الوسائل التالية تعينك بإذن الله على تفوق أبنائك سلوكياً و تفوقهم أخلاقياً :

 

1- القرب من الأبناء : من خلال الجلوس معهم و قضاء وقت كاف للحديث و الحوار معهم ، بعض الآباء أصلحنا الله و إياهم تجده قريباً من أبنائه في صغرهم و إذا تقدموا في العمر و دخلوا المدرسة و أحياناً إذا وصل المرحلة المتوسطة أو الثانوية تجده أهمل ابنه فلا يتابعه في صلاته و لا يعرف مع من يجلس و من يصاحب ، ثم بعد ذلك يلوم ابنه على عدم احترامه وعدم السمع و الطاعة له و يقول أنه وصل إلى سن المراهقة و يخشى عليه من الانحراف ؟؟ من أوصله إلى هذا الأمر ..

في ظني أنه لو كان الأب قريب من ابنه منذ صغره و أثناء تقدمه في العمر بحيث يعرف مشكلاته و ما يواجهه من مصائب و يصارحه في كل شيء لما وصل إلى هذا الحد .

 

2- السيطرة على الانفعالات أثناء التعامل مع الأبناء و خاصة الأطفال .

 

3- الحرص على التحفيز و التشجيع و البعد عن التهديد و العقاب .

 

4- تقبل الابن كما هو من أجل تعديل سلوكه : أو الحب غير المشروط .

 

5- اصطحاب الابن : في المسجد و زيارة الأقارب و السوق و غيرها من الأماكن التي تصقل فيها شخصيته و يكتسب خبرات من والده في التعامل .

 

6- التعرف على وسائل التكنولوجيا الحديثة : لاختيار ما يناسب الأبناء منها ، فمن الصعب أن نوفر لأبنائنا أشياءً لا نعرف أضرارها و مساوئها .

 

7- طلب المعونة من الجيران و الأقارب و المعلمين في ملاحظة سلوك الابن و تصويبها ، فالأب قد ينشغل عن ابنه في بعض الأيام فإذا ضمن أن في المسجد و الحي و المدرسة من سيعينه في تقويم سلوك ابنه فإنه يطمئن لذلك ، و لابد أن يسعى الوالد في طلب هذا الأمر …

 

8- توفير الجو الملائم للأبناء داخل المنزل : الجو المناسب للاستذكار ، الجو المناسب للحوار ، جلسات الحديث مع الأبناء

 

9- لا تجعل أبناءك يحتاجون إلى غيرك في أي أمر من أمور الحياة ، ففي هذا الزمن كثر من يتلقى الأبناء خارج المنازل و يغريهم بأشياء محببة لهم لأجل استدراجهم و تدمير أخلاقهم .. فكن على حذر منهم .

 

10 – الدعاء للأبناء و الحذر من الدعاء عليهم .

 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم