الجمعة 03 مايو 2024 / 24-شوال-1445

التخطيط لرمضان



نتيجة بحث الصور عن رمضان

شهر رمضان المبارك – نسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياكم إياه ويتقبل منا فيه الصيام وصالح الأعمال.. شهر فضيل؛ تتنزل فيه الرحمات وتشتاق لعبقه الأرواح والقلوب, وكريم الله تعالى فيه كثير والله هو الكريم المنان سبحانه.. شهر رمضان: يقول عنه النبي –صلى الله عليه وسلم- :« رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه” وفي رواية “خاب وخسر كل من أدرك رمضان ولم يُغفر له ذنبه ». فما هو تخطيطنا لرمضان؟
 

قبل أن أبدء هذه الوقفة مع ( التخطيط لرمضان ) أنوه إلى أمر مهم؛ أننا نقصد بالتخطيط ؛ ذلك الأمر أو النشاط الذي ينقلك من حال معينة إلى حال أفضل أو أكبر.! كما أن التخطيط يتطلب وجود رسالة أو دور واضح أو منهج أو فلسفة للعيش في الحياة.. وأخيراً التخطيط يتطلب توفر رؤية واضحة ؛ وهي تعبر عن أهداف الإنسان وتطلعاته في الحياة… هذا أمر!

الأمر الثاني.. حتى يكتب للتخطيط النجاح – بإذن الله تعالى ؛ يجب أن يكون للمخطِط (قدوة) يقتدي بها؛ سواء من الأحياء أو من الأموات من عباد الله الصالحين.. أقرأ عنهم وتزود من كلامهم, وأفهم كيف كانوا في رمضان… هذا مهم في التخطيط ( بناء الصور الذهنية الايجابية من خلال الاستراتيجيات الناجحة في الحياة ).

وحتى يكون شهر رمضان – هذا العام وكل عام – مميزا ومثمرا بالطاعات يجب على الإنسان الفطن أن يتقن فن الإعداد أو التخطيط لهذا الضيف الكريم.. اجلس مع نفسك – جلسة صمت, جلسة هدوء وبدون مقاطعات.. اسأل نفسك الطيبة, يا نفسي يا حبيبتي ماذا تريدين أن تقومي به – من أمر عظيم – في رمضان هذا العام.!؟ مثلاً : بعضنا يود أن يختم القرآن أكثر من مرة! والآخر يريد أن يحافظ على السنن والرواتب من الأعمال, وآخر يريد أن يعتمر أكثر من مرة .. وآخر يريد أن يتصدق بمبلغ (معين) في هذا الشهر!! المهم شيء كبير تود الوصول له وتحقيقه في هذا الشهر إن شاء الله تعالى..
 

بعد ذلك ضع ( الخطة ) موضع التنفيذ! بمعنى ضع لتلك التصورات الذهنية الناجحة وتلك الأهداف الطموحة من الأعمال الصالحة.. ضع لها برنامجا للإنجاز..!! وأنا أقترح عليك؛ أن يكون لك برنامج منوع من الأعمال.. عمل إيماني (بينك وبين نفسك مثل القيام بعبادة معينة كالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أو قراءة الأدعية المأثورة..) وبرنامج عمل آخر صحي, كالمشي أو الرياضة.. وآخر عائلي؛ كقراءة في كتاب رياض الصالحين, وآخر تعاوني دعوي؛ كزيارة ومساعدة الجمعيات الخيرية في منطقتك, وآخر ترفيهي؛ نعم ترفيهي في رمضان, هذا جانب مهم في الحياة.. مثل زيارة المكتبات العامة, مشاهدة أو سماع المواد النافعة التنموية وحضور الدورات التدريبية التنموية في رمضان أو المحاضرات العامة… ولا تنس الجانب المادي؛ وهنا نقصد فيه الاستثمار في رمضان بالإكثار من الصدقة!!

وقدوتك في هذا رسول صلى الله عليه وسلم؛ عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ” . رواه البخاري .- ومعنى أجود الناس : أي أكثر الناس جودا , والجود الكرم , وهو من الصفات المحمودة . ومعنى الريح المرسلة: أي المطلقة يعني أنه في الإسراع بالجود أسرع من الريح أن الريح المرسلة التي أمرها الله وأرسلها فهي عاصفة سريعة، ومع ذلك فالرسول عليه الصلاة والسلام أسرع بالخير في رمضان من هذه الريح المرسلة.
 

أخيراً … ليكن لك برنامج للمتابعة والمراجعة الأسبوعية لخطتك.. بحيث تقييم وضعك وترى مكان الخلل في جوانبها وتعدل… المخطط الذكي يعمل هذا ( يخطط ثم يقييم ثم يعدل وهكذا… ) كما لا تنس أن تشجع نفسك مع كل عمل أو إنجاز تقوم به, وإن كان صغيراً ؛ فالإنجاز ما تراه أنت إنجازا وليس الآخرون! لا تقارن نفسك بالآخرين – لا من هم فوقك ولا من هم تحتك!! بل قارن نفسك بنفسك.. بحيث يكون يومك أفضل من أمسك, وغدك أفضل من يومك الآن..!! عش لحظات رمضان لحظة لحظة.. لا تفوتها فـرمضان – ضيف كريم خفيف المكث سريع الترحال…

أسأل الله تعالى أن يبلغنا هذا الشهر الكريم ويتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم