الجمعة 10 مايو 2024 / 02-ذو القعدة-1445

الأجهزة الذكية … عدو للطفل أو صديق



بقلم أ.عدنان سلمان الدريويش
المستشار الأسري بجمعية التنمية الأسرية بالأحساء
مع مرور الزمن والتطور التقني الهائل الذي نشهده الآن، لاحظ المجتمع تغييرات عديدة في تربية الأطفال وطريقة استخدامهم للأجهزة الذكية المتطورة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية Tablets، فإن عدنا بذاكرتنا إلى الوراء قليلاً سنتذكر أنه لم يكن لمثل هذه الأجهزة وجوداً في حياتنا الأسرية أو اليومية، أما الآن، أصبح الجميع، ومن ضمنهم الأطفال لا يفارقون هذه الأجهزة، ليعلن معظم الأهل تذمرهم من الاستخدام المستمر لهذه الأجهزة من قبل الأطفال ، فهل هذا التذمر بمكانه؟ هل هذه الأجهزة أصبحت عدو للأطفال أم صديق نافع لابد منه؟ .
إن استخدام الأجهزة الذكية من قبل الأطفال يتعين عليه عددا من السلبيات والإيجابيات المختلفة، وبالطبع يعتمد ذلك على طبيعة استخدامها والهدف من ورائها، ولتوضيح الأمر، يجب أن نعي ما هي الأثار السلبية والإيجابية لاستخدام الأجهزة الذكية .
لعبت الأجهزة الذكية دوراً هاماً في تطوير أساليب التعليم والتواصل لدى المجتمع ، فمع وجود الكم الهائل من المعلومات على شبكة الانترنت، وسهولة الوصول إليها، أصبحت آليات التعليم أكثر سهولة وتوافراً للأطفال ، فقد ساعدت الطلاب على تغيير طريقة تعليمهم مستقبلاً ، وجعلت عملية التعليم أكثر متعة .
أما في حالة الاستعمال المكثف والسيئ لها فإنها ستؤدي إلى مشاكل عدة قد تصل إلى حد الإدمان وإضعاف الذاكرة وجعل الطفل أكثر انطوائية.
وخلال استقبالنا للاستشارات الأسرية في جمعية التنمية الأسرية بالأحساء و من خلال موقع المستشار ، تتساءل أسر عديدة عن كيفية تخليص أطفالها من المشاكل التي سببتها الأجهزة الذكية ، خصوصاً بعد ظهور أعراض سيئة عليهم، مثل التأخر في النطق والاكتئاب والعزوف عن المذاكرة … فما الحل؟
إليك أخي وأختي المربية 10 أفكار تساعدك في علاج هذه المشكلة :
1- غرس القيم الإسلامية في نفوس الأطفال بما يتناسب مع مراحلهم العمرية مع متابعتهم من بعيد دون إشعارهم أنهم تحت المراقبة، هذا يساعدهم على اختيار  برامج تتناسب مع قيم الأسرة ومراحلهم العمرية.
2 – تربية الأطفال وتدريبهم على التفريق بين الحق والباطل ، الصالح والفاسد ، ليتمكنوا بأنفسهم من تمييز الغث من السمين وتجنب ما يخالف مبادئهم التي تربوا عليها.
3 – الاهتمام بالأولاد من خلال الاستماع إليهم وقضاء الوقت معهم، والحرص على وجود علاقة جيدة بين الزوجين حتى لا يلجأ الأولاد إلى الأجهزة ليهربوا من جحيم المنزل والجوع العاطفي.
4- الحرص على شغل أوقاتهم بأنشطة أخرى محببة لهم ، مع توفير وسائل الترفيه والألعاب الحركية والذكية في البيت ، وكذلك ممارسة الرياضة سواء في البيت أو في أماكن آمنة لهم كأندية الأحياء أو الرياضية .
5-تحديد وقت لاستخدامها ، حيث يوصى بعدم تعريض الأطفال الأقل من سنتين لأي شاشات، أما بالنسبة للأطفال الأكبر فيمكنهم استخدامها لمدة ساعتين في اليوم.
6-يجب أن يكون الأبوان قدوة في استخدام الأجهزة باعتدال ( خاصة أمامهم ) وأن تكون هناك قوانين أسرية تسري على البيت كله، مثل:
-استخدام الأجهزة يكون في غير أوقات الطعام والمذاكرة .
-تصفح الإنترنت يكون بعد عمل الواجب المنزلي أو الدراسي .
-إغلاق الأجهزة قبل النوم بساعة .
-وضع الأجهزة خارج الغرفة عند النوم.
7-عقد اتفاقية بين الأب والأم على اتخاذ موقف واحد، واتباع إجراءات موحدة دون أي تعارض تجاه أطفالهم لحل المشكلة قبل البدء بأي إجراء مباشر تجاه هذا الأمر.
8- افتح حوارا مباشرا مع طفلك، بتذكيره أنك تتمنى له السعادة، وأنك تشعر بالقلق لأجله، تجاه التغيرات التي طرأت على سلوكه نتيجة استخدامه الزائد لهاتفه، كابتعاده عن هواياته، وابتعاده عن أصدقائه، وما قد يسببه أيضا من مشاكل أخرى.
9- استخدم تطبيقات المراقبة والتطبيقات التي يمكنها الحد من استخدام طفلك للبرامج التي تهدم القيم ولاتنس استخدام التطبيقات التي تعزز القيم لدى الطفل.
10- قم بإجراءات السلامة والحماية التي يقدمها الجهاز للأطفال. كذلك اطلع على طرق الحماية والأمان للتطبيقات التي يستخدمها أطفالك.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم