الأحد 05 مايو 2024 / 26-شوال-1445

الأجهزة الذكية تلتهم إجازة ابنائنا الصيفية



نتيجة بحث الصور عن الأجهزة الذكية كنا نتجاذب أطراف الحديث مع ثلة من المستشارين فطرح سؤالٌ مهم كيف نُرشد استهلاك الأجهزة الذكية في هذه الإجازة الصيفية واستمعت إلى مجموعة من الإجابات ولم تكن كافيةً شافيةً فأحببت التفصيل هنا حتى نضع النقاط على الحروف وتكتمل أجزاء الصورة الناقصة ..
 

في البداية أود الإشارة إلى أربعة مربعات أساسية في التربية هي منطلقات البناء وترتيب الأولويات وحل المشكلات ..

أولًا: ضرورة الاهتمام بالانتماء إلى البيت والأسرة والعائلة ولهذا الانتماء مقومات وأصول.

ثانيًا: تعزيز تقدير الذات وتسليط الضوء عليه والعناية به فهو مرتكزٌ هام.

ثالثًا: تأصيل الشورى والحوار المنظم داخل البيت وغرسه بأدوات فعّالة واضحة.

رابعًا: التأكيد على الترويح المجدول المنضبط وفق ضوابط متفق عليها مسبقًا.

إذا تلاشت أحد المربعات ولم يُفعل.. تنشأ المشكلات بصورة مطردة ..

هذه المقدمة والسياق التربوي مهم في اكسابنا لمهارات التعامل مع الأجهزة الذكية ..

ندلفُ سويًا لها وهي على النحو التالي:

• تعزيز الرقابة الذاتية لدى الابن والتأكيد على زيادة المناعة الداخلية من خلال الخوف من الله (ألم يعلم بأن الله يرى)

• عقد اتفاق مبرم واضح في مدة استخدام الأجهزة اليومية ولا مانع من تعليقه في مكان يراهُ الجميع في البيت.

• يجب أن تستخدم الأجهزة في مكانٍ عام في الصالة مثلًا وليس في الغرف الخاصة، وهذا لا ينافي الثقة.

• التنويه على عدم قفل الجهاز برقمٍ خاص، لأن الجهاز ملك للأب وهذا المفهوم ضروري أن يصل للابن بصورة واضحة.

• الطاولة المستديرة الأسرية فالأولوية للحوارات العائلية وليس للجهاز.

• توعية الأبناء بفوائد الأجهزة ومضارها كما السيارة والسكين والعصا وغيره، فهي سلاح ذو حدين.

• التأكيد على عدم المجازفة بالدخول في حوارت أو تعارفات إلا بعد استشارة الوالدين، لأنها أطراف مجهولة!

• التنويه على تجنب وضع الصور الشخصية أو الدخول بمعرفات وهمية أو التصريح بأي شيء شخصي.

• تفعيل فكرة البحث العلمي اليومي للتنافس والاستقصاء عن المعلومة، كالبحث عن شركة قوقل ومقوماتها ونشأتها أو التقصي عن شركة آبل ومكانها ومنتجاتها، وغيرها العديد من الأفكار التي تزيد من فعالية الأجهزة بدلًا من الاعتكاف على الألعاب.

• اشتراك الوالدين مع الأبناء في ألعابهم وأجهزتهم وخلق روح من المنافسة والتحدي.

• اختيار الألعاب التي تنمي الثقافة وتزيد المعرفة وتشجع على التفكير.

• حفظ بعض الأوراد والقرآن سويًا من الأجهزة.

• إيجاد بدائل ذكية مثل ألعاب الذكاء التركيبية أو التصنيفية التي تتناسب مع سن الابن.

• اشراك الابن في برامج السباحة والكراتية والحاسب الآلي وكسب اللغة وحفظ القران، فكلما زادت أوقات الفراغ زاد الاحتياج للأجهزة.

• الاتفاق على مشاهدة أحد البرامج التلفزيونية أو اليوتيوبية النافعة الجاذبة .

• اشراك الفتاة في معاهد اللغة أو الخياطة أو الأعمال اليدوية أو تجربة تجارية أو إدارية أو الأندية الصحية الثقافية.

• تخصيص وقت للحوار في بعض القضايا الاجتماعية وطلب البحث عنها وتبادل وجهات النظر وتقبل الرأي المخالف، ومنها مناقشة حبوب الشباب أو الطموح أو الصحبة بشرط أن يكون الأب مديرًا وليس متحدثًا خطيبًا.

• زيارة بعض المعالم التاريخية في المنطقة والقراءة عنها قبل دخولها وتعزيز مفهوم الإرث التاريخي.

• اشراك الابن في دورات المنتاج حتى يتقن المهارة ويبدأ بالتسويق لنفسه ليتكسب منها، وتكون نافعة له.

• اكساب الابن مهارة صيانة الأجهزة بشكل دقيق ولا مانع بأن يتكسب من العائلة والأقارب .

لن تستطيع تنفيذ ذلك كله إذا كانت علاقتك بابنك سطحية أو فوقية أو دونية ..
 

سؤال: ماهي العوامل التي جعلت الأجهزة ذات جاذبية ..

– التواصل مع الآخرين ، تواصل مع ابنك بطريقة ذكية انزل إلى مستواه وتفكيره .

– جاذبية عالية .. كن مع ابنائك متجدد في أفكارك وحديثك واهتماماتك وتصرفاتك.

– السرعة .. كن سريع التلبية للرغبات النفسية والاجتماعية والمادية.

– الخفة .. احرص على خفة الظل والتلميح وحاول أن يبحث عنك في كل وقته لأنك خفيفٌ عليه.

القاعدة الثابتة … أن علاقتي بابني هي الباقية والأجهزة مؤقتة .. آيفون .. آيباد .. جلكسي .. أما أنت فأب!

لا ينبغي الاستسلام للأجهزة .. فهي تسرق أبنائنا وهم عندنا .. فالتربية تحتاج تعب صدق الله ( لقد خلقنا الإنسان في كبد)

ولو وجد الابن بيئة ترفيهية تربوية مميزة لهجر الأجهزة .. لأن الإنسان مدنيٌ بطبعه وليس منعزل بجهازه.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم