الأثنين 20 مايو 2024 / 12-ذو القعدة-1445

الآثار السلبية لإدمان مشاهدة التليفزيون في الأطفال



الآثار السلبية لإدمان مشاهدة التليفزيون  في الأطفال

 

   د/ علاء فرغلي (إستشاري الطب النفسي)

1- زيادة العنف وتقبل الجريمة لدى الأطفال :

إن هذه الأفلام تنقل للأطفال – دون شعور – الطابع العام والغالب عليها وهو العنف أو الأعمال البهلوانية ، فيحاول هذا الطفل المخدوع تقليدها فيضر نفسه أو غيره ، أو تنعكس آثار مشاهدة هذه الأفلام المرعبة على نفسيته فيعامل غيره بالعنف أو يستسهل ارتكاب الجرائم كما يشاهدها لدى أبطال التليفزيون الذين يخرجون غالباً منتصرين على خصومهم.

واثبتت الدراسات ان الأطفال يبدأو فى تقليد أعمال العنف التى يشاهدونها فى افلام الكارتون ابتداء من سن الثامنة ثم تزداد النسبة بينهم بعد ذلك.. أيضا هناك عدد من الأطفال الذين تأثروا بالكارتون يشعرون أن مسألة تكوين العصابة هى مسألة ضرورية للحياة والحماية فيبدأون هؤلاء الأطفال فى تكوين عصابات صغيرة التى قد تعمل أشياء بسيطة يغفر لها ، ولكن بعد ذلك تكبر هذه الأشياء وتكبر الصداقات بينهم على أساس حماية بعضهم البعض فى حالة حدوث أي مكروه وتكون النتيجة أنهم يكونون فعلاً عصابة متعاونة تسبب خطراً وقلقاً للمجتمع.

وهكذا يتأثر الطفل وتنطبع فى نفسه العوامل المثيرة التى شاهدها. وإن مدى تأثر الطفل بما يشاهده يمكن أن يكون على النحو التالى :

  • زيادة العنف وخشونة التصرفات.
  • إضعاف أحاسيس الشفقة والرحمة لديه تجاه الآخرين.
  • تغيير نفسية الأطفال وجعلهم يتقاعسون عن تلبية نداء الآخرين أو استغاثاتهم فى حالة الخطر ، لجمود عواطفهم التى تبلدت.

2- صعوبة التمييز بين الحقيقة والخيال:

إن كثرة ما يشاهده الطفل على الشاشة الصغيرة من برامج خيالية غير واقعية ، جعلت من الصعب عليه أن يميز بين ما هو واقع حقاً وما هو خيال لا يمت إلى الحقيقة بصلة ، وقد يعمد بعض الأطفال إلى محاولة تقليد ما يرونه على الشاشة من أمور يحسبونها حقيقة ويظنون أن بمقدورهم أن يقوموا بمثلها فينتج عن ذلك أضرار جسيمة عليهم أو على مجتمعهم. ويترتب على هذا الخلط أن الخط الفاصل بين الواقع والخيل يضعف تدريجياً ويصاب الطفل بحيرة تجاه ما يواجهه فى هذه الحياة .

3- التغرير بعقلية الطفل :

يغلب على الطفل الظن بأن ما يعرضه عليه التليفزيون من المشاهد والأحداث هو الحقيقة ، بينما هو الأكثر خلاف الواقع ، فالتليفزيون كثيراً ما يصور للمشاهد العالم بصورة مغايرة لما هو حاصل فعلاً ، وهذه المشكلة تزداد حجماً بالنسبة للطفل حيث أن معرفته للعالم حوله لا تزال فى مرحلة البناء ، ويصعب عليه التمييز بين جدها وهزلها ، أو بين الصور المنتقاة والحقيقة الواقعة.

4- السلبية واللامبالاة :

إن الإكثار من مشاهدة التليفزيون تولد عند الأطفال السلبية واللامبالاة تجاه العالم ، فقد لاحظ العلماء أن الأطفال يفضلون الجلوس أمام التليفزيون غير مبالين بالعالم من حولهم ، منصرفين عن مصاحبة الأصدقاء ، وأداء التمارين الرياضية أو حتى عن مذاكرة دروسهم ، وهم خلال جلوسهم ذلك يتناولون – عادة – كميات كبيرة من الأطعمة والأشربة المحلاة مما يزيد من الآثار الضارة على أجسامهم ولياقتهم الجسمية والعقلية.

5- التأثير العكسي على التعليم والتثقيف الفكرى :

بالإضافة إلى السلبية واللامبالاة الناتجة عن ادمان التليفزيون ، فقد لوحظ أن هناك عدة عوامل أخرى تقلل من قدرة الطفل على الفهم والاستيعاب منها :

  • تأثير التغير السريع فى صور التليفزيون المتحركة على الظلال البصرية للطفل وينتج عن ذلك نقص فى قدرته على التركيز.
  • إثـقال الطفل بما يتابعه من برامج بصرية سمعية يمكن أن تحول دون معالجة المعلومات وامتصاصها بالطرق المفيدة.
  • كون البرامج التليفزيونية تعرض بصورة مصغرة ، يقلل من حركة العين، وهذا فى رأى بعضهم يؤدى إلى صعوبات فى القراءة مستقبلاً لدى الأطفال الذين يشاهدون التليفزيون بكثرة خلال سنين ما قبل الدراسة.

هذا ولابد من القول بأن مقدرة التليفزيون على التعليم ، ونقل المعارف، شئ ملاحظ وبخاصة عند مقارنة أطفال اليوم بأطفال الأمس ، مما لا يدع مجالاً للشك بأن للتليفزيون بعض المنافع ، فهو كآلة صماء ، سلاح ذو حدين ، إن أحسن استعماله وجه الأطفال ناحية الخير، وإن أسئ استخدامه أدى إلى الشرور والمشكلات.

* ما الذى يمكن عمله للتقليل من حجم المشكلة ؟

إن اهتمام الوالدين بأولادهما وحرصهما على مصلحتهم يمكن أن يؤدى إلى نتائج طيبة فى هذا المجال مع مساعدة الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين ، فبالإمكان مثلاً:

  • تحديد الأوقات التى يسمح للطفل أن يشاهد التليفزيون خلالها ، وأن يحدد له وقت فى الأسبوع أو ساعة معينة فى اليوم ، فى ساعة معينة بعد الانتهاء من مذاكرة دروسه مثلاً.
  • تجنب ترك الأطفال يشاهدون البرامج التى تحلو وتلذ لهم مشاهدتها بمفردهم ، وإنما يجب على الوالدين اختيار البرامج المفيدة لهم.
  • تشجيع القيام بنشاطات ايجابية كزيارة الأصدقاء وأداء التمارين الرياضية والقيام بنزهات خارجية أسبوعياً لإشغال وقتهم عن متابعة مشاهدة التليفزيون.
  • مشاهدة الوالدين التليفزيون مع أطفالهم بحيث يتسنى لأحد الوالدين شرح ما يعرضه التليفزيون من أشياء مفيدة يصعب فهمها على الطفل وبحيث يكون بالإمكان توضيح الأمور الضارة ، والتفريق بين ما يراه الطفل مما يعرض على الشاشة وبين ما هو كائن و ما يجب أن يكون.

هذا ولابد من ملاحظة أثر الفيديو على الأطفال أيضاً ، إضافة إلى ما للتليفزيون من آثار سلبية سبق تعدادها.

فالفيديو جهاز آخر تصور فيه الأسرة كثيراً من الأفلام نقلاً عن التليفزيون ، هذه الأفلام التى تم عرضها فى غياب الأطفال ليروها بدورهم فى حال انشغال الوالدين عنهم أو فى حال رغبة الوالدين فى إشغالهم عن قصد أثناء تغيبهم عن المنزل.

وإن آثار هذه الأفلام التى تعرض بالفيديو لا تقل سلبية عن الآثار التى للتليفزيون وقد تزيد عليها بما ينتقى من أفلام خاصة تكون موضع تتبع من أفراد الأسرة : كبيرهم وصغيرهم.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم