الأحد 19 مايو 2024 / 11-ذو القعدة-1445

اضطرابات النطق عند طفلك لها حل.



من أهم أمراض النطق لدى الطفل, تأخره في الكلام وقلة عدد الكلمات التي ينطق بها واحتباس الكلام أوعدم القدرة عليه, وعيوب طلاقة اللسان والتعبير مثل اللجلجة والتهتهة والسرعة الزائدة في الكلام وما يصاحبها من إضغام وخلط وحذف للحروف والكلمات, وأيضا الخنف كنتيجة لتشوه خلقي في سقف الحلق, وفقدان القدرة علي الكلام نتيجة الخوف من بعض المواقف الصعبة والذي قد يصاحبه أعراض حركية مثل تحريك الكتفين أو اليدين أو الضغط بالقدمين علي الأرض أو ارتعاش رموش العينين والجفون, كما قد يصاحبه أعراض نفسية مثل القلق وعدم الثقة في النفس والخجل والانطواء.


الدكتور ياسر أحمد نصر مدرس الأمراض النفسية بكلية الطب جامعة القاهرة يري أن كثيرا من هذه المشكلات المتعلقة بالكلام لها حل، فالأسباب العضوية تتمثل في اضطراب الأعصاب المتحكمة في الكلام أو إصابة المراكز الكلامية في المخ بتلف أو نزيف أو ورم أو اختلال الجهاز العصبي المركزي المتحكم في عملية الكلام. وهناك عيوب بالجهاز الكلامي كالأسنان والشفتين والفكين, وأيضا عيوب الجهاز السمعي تجعل الطفل عاجزا عن إلتقاط الأصوات الصحيحة للكلمات مما يؤثر علي طريقة نطقها فيما بعد.
أما الأسباب النفسية فهي كما يقول الدكتور ياسر نصر: من أكثر العوامل التي تسبب مشكلات الكلام وتتركز في التوتر النفسي المصاحب للقلق وعدم الشعور بالأمان والخوف المكبوت.

 


وبالنسبة للأسباب البيئية فعيوب النطق فيها ترجع غالبا إلي تقليد الطفل للكلام المضطرب والنطق غير السليم من قبل الآباء والأمهات, والذي قد يؤدي أيضا إلي تأخر نمو الطفل بصفة عامة أو ضعفه عقليا, كذلك تعدد اللغات التي يتعلمها الطفل في وقت واحد, والكسل والاعتماد الزائد علي الآخرين والمشكلات العائلية والتغير المفاجئ في بيئة الطفل كولادة أخ له أو الالتحاق برياض الأطفال.


ويوضح د.ياسر أن التلعثم( اللجلجة) يعد من العيوب الكلامية الشائعة عند الأطفال والكبار علي السواء, وأسبابه معقدة, ولكن يعد الشعور بالقلق النفسي من أكثر العوامل التي تؤدي إلي ظهوره.
أما غالبية الحالات التي تعاني من اللثغ فترجع إلي أن الكبار ينطقون الكلمات أمام أطفالهم بصورة غير سليمة علي سبيل المداعبة, فيواصل الطفل الكلام بهذه الطريقة الطفولية معتقدا أنه سيلقي استحسانا, وعندما يتعرض الأطفال الذين يظهر لديهم هذا العيب إلي قدر كبير من السخرية, فإن من يعانون منه لأسباب غير عضوية يتغلبون عليه مبكرا قبل دخول المدرسة, أما اللثغ المستمر وعدم المقدرة علي نطق حروف الكلمات بصورة صحيحة فقد يكون نتيجة للإصابة بصمم جزئي أو خلقي.


من جانب أخر فعجز الطفل عن النطق بأول كلمة في الجملة فيسمي هذا( العي) ويرجع السبب فيه إلي توتر العضلات الصوتية وجمودها, ويبذل الطفل فيه مجهودا كبيرا حتي يتمكن من نطق أول كلمة في الجملة, لكنه بعدها يندفع في كلامه كالسيل حتي تنتهي الجملة, ثم يعود إلي نفس الصعوبة عند بدء الجملة الثانية, وأغلب الحالات سببها نفسي, وإن كان بعضها تصاحبه أمراض جسمية كاضطراب الجهاز التنفسي أو تضخم اللوزتين أوغير ذلك.


كما أن بعض الأطفال يعانون من( مضغ الكلام) وهذا يرجع لقلة نشاط الشفتين أو اللسان أو الفك لسبب أو لآخر, فقد يكون السبب عضويا كعدم نضج وتطور جهاز النطق أو شلل في أعضاء الصوت أو بعض العضلات خاصة عضلات اللسان, وهذا العيب قد يكون لأسباب انفعالية, حيث يندفع الطفل في نطق الكلمات دون وضوح.


وهناك أيضا المعاناة من( عدم الترتيب والتشوش) أي أن يكون كلام الطفل سريعا مشوشا وغير مرتب, وكثيرا ما يخلط بين هذه الحالة وبين التهتهة, ولكن الفرق بينهما أن هذا العيب يمكن التغلب عليه إذا انتبه الطفل لكلامه وكان يقظا لما يقول, أما التهتهة فإن الطفل تسوء حالته أكثر إذا اهتم بكلامه, ويوجد هذا العيب أساسا لدي الأطفال الذين تأخر تطورهم اللغوي.


وعن طرق العلاج يشير د. ياسر نصر إلي أنه ينبغي علي الأم البحث عن السبب وراء اضطرابات النطق عند طفلها, وعليها أن تتحلي بالصبر والتخلي عن القلق, وعليها إدراك أنها إذا تعجلت شفاءه فإن المرض قد يستمر طويلا أو قد يفشل العلاج, كما يجب عليها أن تتأكد من أن طفلها لا يعاني من أمراض عضوية, وما يتصل بإخراج الصوت, وألا تهمل فحص الطفل نفسيا, ثم يأتي بعد ذلك دور المختص لتدريب الطفل المريض علي تقوية عضلات النطق والجهاز الكلامي لديه بطريقة صحيحه.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم