السبت 18 مايو 2024 / 10-ذو القعدة-1445
  • الرئيسيه
  • تربويات
  • استخدام القصص الاجتماعية مع أطفال التوحد يساعدهم على التكيف الاجتماعي

استخدام القصص الاجتماعية مع أطفال التوحد يساعدهم على التكيف الاجتماعي



أفادت الدراسات الحديثة بأن القصص الاجتماعية قد تساعد في التخفيف من المشكلات السلوكية عند أطفال التوحد، وتزيد من الوعي الاجتماعي، أو تقوم بتعليم مهارات جديدة. وفي بعض الحالات، فإن السلوكيات الجديدة تبقى مترسخة ويتم تعميمها إلى مواقف أخرى جديدة، حتى بعد اختفاء القصة. علماً أن القصص الاجتماعية هي أكثر فائدة للأطفال الذين لديهم مهارات لغوية أساسية.
فاعليتها

يمكن أن تكون القصص الإجتماعية ممتعة بالنسبة للطفل وترشده نحو السلوك الصحيح، فقد أفاد أحد أطفال التوحد بعد قراءته الأولى لإحدى القصص التي تتحدث عن سلوك تناول الغذاء في المدرسة: “لقد عرفت الآن ما عليّ فعله”. ولاحقاً، بعد أن استخدم الطفل القصة لمدة ستة أسابيع، لاحظ الطفل قائلاً: “أنا لا أقراً القصة الآن، بل مجرد أقوم بتذكرها فقط”.تكتب القصص الاجتماعية لطفل معين باستخدام الفعل المضارع، ومن وجهة نظر الطفل، ويجب أن يكتب ولي الأمر، المعلم، المعالج، أو المرشد، القصة الاجتماعية بحيث تقابل مفردات الطفل ومستوى استيعابه. وتكتب القصة وتوضع في شكل كتيب، وبمجرد أن تكون جاهزة، لا بد أن يقوم الراشد بقراءة القصة مع الطفل مرتين على الأقل، حتى لو كان الطفل قادراً على قراءتها لوحده، ومن ثم يقوم الراشد باختبار فيما إذا كان الطفل فاهماً للعناصر الهامة فيها، إما باستخدام قائمة شطب أو بلعب الدور مثل:(هيا نمثل بأننا في متجر الأحذية، ما الذي سيحدث؟) بعدها يراجع الطفل القصة كل يوم. وللأطفال الذين لا يستطيعون القراءة، فيمكن استخدام أشرطة التسجيل الصوتية، أو أشرطة الفيديو، أو الكتب المصورة التي تمثل القصة، والتي يمكن عملها لهم من أجل مراجعة القصة يومياً. وأخيراً فإنه لا بد من ملاحظة فعالية كل قصة وأثرها على سلوك الطفل، حيث يتم إبعاد أو إخفاء القصة تدريجياً عندما يتم تعلم السلوك المطلوب.
كيف تكتب؟

وهناك عدة طرق والتي من خلالها يمكن أن تساعد القصص الاجتماعية في تحسين نظرية العقل عند الطفل، أحدها يتم عبر إعطاء أمثلة لتلميحات اجتماعية وسلوكيات محددة، فقد تطور القصص الاجتماعية عملية حل المشكلات الاجتماعية بشكل عام. وقد تساعد في تنظيم الأفكار والتلميحات الاجتماعية التي تكون غير منظمة من قبل. علاوة على ذلك، فعبر استخدام المواد المطبوعة، السمعية، الفيديو، أو الصور لتحل محل التدريس الشخصي، فإن القصص الاجتماعية قد تخلص الطفل من القلق الذي يحدث أثناء العلاقات الاجتماعية. وبهذه الطريقة فإن الطفل ذو التوحد، يركز على ما يتم قوله، بدلاً من التركيز على العلاقة مع الشخص الذي يتحدث.يعتقد بعض الباحثين بأن أطفال التوحد لديهم مشكلة في فهم ما يعتقده الآخرون، أو يعرفونه، أو لا يعرفونه، وتسمى هذه الصعوبة أحياناً بالنقص في نظرية العقل لدى التوحد.

لذلك تم تطوير القصص الاجتماعية من أجل المساعدة في تحسين التفاعل الاجتماعي لأطفال التوحد عن طريق إعطاء وصف بسيط وواضح للتلميحات والسلوكيات الاجتماعية المناسبة، في حين أنه من غير الواضح لماذا تحرز القصص الاجتماعية نتائج جيدة مع أطفال التوحد، في حين أن التلميحات الاجتماعية التي يتلقاها يومياً من البيئة المحيطة لا تحقق ذات الاستفادة.إن الصعوبة في تبادل عملية التفاعل الإجتماعية هي واحدة من السمات الأساسية لأطفال التوحد، وهذه الصعوبة قد تكون نتيجة نشاط غير عادي في مناطق محددة من الدماغ والتي هي مسؤولة عن المهارات الاجتماعية.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم