الجمعة 17 مايو 2024 / 09-ذو القعدة-1445

ارحموهم كما ترحمون أهليكم وأولادكم



إن الله تعالى يبتلي عباده بالقِلَّة.. ليمتحن صبرَهم وعفتَهم، ويبتلي آخرين بالكثرةِ واليُسر.. لينظر كيف يعملون .

وإنَّ مما ابتلينا به، ونخافُ على أنفسنا من تبعاته يوم القيامة.. هذه الأموالُ التي بين أيدينا، هذا الرزقُ الذي يأتينا عفواً صفواً.. بينما نسمع ونرى كيف يعيشُ المسلمون من حولنا، شعوبٌ تمزقها الحروب، وأخرى يفتك بها الفقرُ والمسغبةُ والجهل والوباء والبرد.

 

 

هل أتتكم أنباءُ الجوعِ الفاتك والبردِ القارس, الذي يطوي ملايين المسلمين في مخيمات اللاجئين السوريين في دولٍ شتى؟!

إخوان لنا يستغيثون, أجهدهم العوزُ، وألح عليهم الفقر؛ هزلت أبدانهم، واصفرَّت وجوههم، وعدتْ عليهم الأمطارُ والعواصفُ الثلجية، فهدمت الملاجئ البائسة، وملأت الطرقات وحلاً وطيناً. ثم اجتاحهم البرد.. كلُّ ذلك وهم يستصرخون إخوانهم في مشارق الأرض ومغاربها، ويستصرخون العالم المتحضر.. ولا رجع هناك ولا أثر.. فلا نامت أعين البخلاء.

ألم يكن لأنينِ إخواننا صدى؟ ألم يبلغنا نحيبُهم؟ ألم نسمع شكواهم؟

 

 

في يوم القيامة.. يقول الله جل جلاله.. كما في الحديث القدسي: «يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني!! فيقول: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ فيقول: استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه. أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟!…».

فأين مدَّعو حقوق الإنسان؟

أين هم عن ملايين البشر؟ في الداخل السوري وفي مخيمات اللاجئين والمهجرين؟ يفريهم الجوع، وتفتك بهم الأمراض؟!. ولا يجروء أحدٌ على الكلام.. لأن المصابين من المسلمين المستضعفين.

أيها المؤمنون بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عيه وسلم نبياً ورسولاً… أنقذوا إخوانكم وأغيثوهم، فإنهم يموتون قهراً من تخاذل المسلمين، ويموتون مسغبةً وجوعاً وبرداً، كلّ ما وصلَهم هو الفُتاتُ مما لا يسمن ولا يغني من جوع.

 

 

لن يغيثَهم المراؤون ولا أهلُ المصالح، ولا الغرب ليس لهم بعد الله إلا أهلُ الصدقِ الذين يقولون: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا , إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا).

وفي الحديث: (أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم، وأحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً). فاستدفعوا عذابَ الله بالصدقة، واستجلبوا رضاه بالإحسان، فلله درُّ مسلمٍ موّحدٍ.. شمر وجدَّ في عون وغوث إخوانه المسلمين.

 

شكر الله لكل من واساهم، وخفف مصابَهم، وفرّج همهم، ونفّس كربتهم. والله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.زادكم اللهُ من خيره العظيم، ووسّع عليكم من فضله العميم.

 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم