الأثنين 29 أبريل 2024 / 20-شوال-1445

 اختبارات بأجواء آمنة لتحصيل عال



 

سلوى راشد سعيد الجهني

من الجدير بالذكر حينما نتحدث عن الاختبارات أن نذكر أولا أهمية العلم في حياة الفرد والمجتمع فهو من ضروريات حاضرنا ومستقبلنا، انطلقت رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما أمره جبريل -عليه السلام- بأن يقرأ فكان ذلك نبراسا في العلم والحث علية، ولن يشعر شخص بالضياع مادام أنه يثقف نفسه، ويتعلم فالجاهل عدو ما يجهل وما أجمل أن نذَّكر أولادنا دوما بأهمية العلم، وكيف أنه يكسب الفرد الاحترام الذاتي والتقدير والمهابة من قبل الآخرين، ويرفع درجته ويصنع مكانته كما أخبر بذلك القرآن الكريم بالعلم تستطيع كسب الرزق والحصول على العمل الملائم لقدراتك، ويسهل على الفرد الحياة، ويُطوع كل شيءٍ لخدمته من الطبيعة والتقانة، فيصبح كل شيءٍ بمتناول يديه، قال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب)، والعلم أيضا يبني المجتمعات القوية المتماسكة المكتفية ذاتياً المعتمدة على نفسها في تعليم أبنائها للحصول على جيلٍ متعلمٍ واعٍ مثقفٍ يستطيع التقدم بالمجتمع اقتصادياً وصناعيا وحضارياً. ً

ولكن للأسف! هناك أسر لا تهتم بقيمة التعليم وأثره، فنجدهم يركزون فقط على نتائج الاختبارات دون متابعة لمسيرة تعلمهم والتعلم في حياتهم العملية، فلا يقدمون الدعم والتوجيه.

ما هي اختبارات التعليم؟

هي فرصة للارتقاء بالمستوى العلمي للطالب وفقًا لمعايير وضعت لتقويم المستوى المعرفي لدى الطلاب، بحيث أنّ هذه المعايير تهدف إلى معرفة مستوى كفاءة كل طالب وما يتمتع به من قدرات على الفهم والحفظ من خلال نواتج التعلم، ووسيلة لقياس وتقويم جميع أعمال المعلم للحكم على تحصيل الطلاب.

تصحيح مفهوم الاختبارات:

حديثا هي فرصة لاختبار مدى استيعاب وفهم الطلاب للمادة الدراسية، وكفاءات الطلاب، ومن الخطأ أن يعتقد أن الاختبار مقياس مستوى الذكاء الذي يجعله ناجحاً أو فاشلاً، لذلك لا بد من إدراك هذه النقطة لتغيير نظرة الأهل والطلاب وتخفيف قلقهم من النتائج ولتخفيف الضغط عن الطلاب وتوفير الراحة النفسية لهم، فقديمًا كان مفهوم الامتحان بالنسبة للطلبة يعني الخوف والتوتر بسبب الأجواء الأسرية والمدرسية التي تشعره بأن الامتحان لحظة حاسمة في تلك الفترة التي يقف عليها النجاح، أو الفشل.

اقتربت أجواء الاختبارات وعم التوتر بالمنازل وغالبا تعاني الأمهات أكثر من الآباء في متابعة أولادهم عموما والكسول مرهق والدية، والفرق بين الطلاب المجتهدين والمهملين قبيل الاختبارات:

المجتهد يستذكر أولا بأول، ولا يراكم الدروس لديه خطة واضحة وتنظيم للوقت، بالتالي ستكون أيام الاختبارات لديه مثل سائر الأيام فهو من بداية العام منضبط في الحضور والاستذكار والمراجعة، ويحصل على الدعم والتحفيز والمساعدة من المعلم والأسرة.

أما المهمل فهو ضائع لا هدف ولا تنظيم يشقي المعلم والوالدين فلا يجد التحفيز ولا التوجيه السليم من الأسرة، بل يخطئون في الإفراط في الاهتمام ونتائجه عكسية بأن يكون اتكالي ومتعثراً أو التفريط في المتابعة والنصيحة بترك الأولاد يفعلون ما يشاؤون، وبالتأليف مهدر في جوانب غير مهمة على حساب الاستذكار والواجبات، وتأتي ليلة الاختبار وكأنه يقرأ معلومات جديدة، ولا يعرف من أين يبتدأ ولا يعرف طريقة الاستذكار علاوة على ذلك التشتت والخوف والقلق.

كيفية الاستعداد للاختبارات:

  1. تخصيص الوقت الكافي للدراسة يُنصح الطالب بالاستعداد للاختبارات بفترة زمنيّة كافية، وليس قبل الاختبار بيوم؛ تجنُّباً للقلق من عدم القدرة على الانتهاء قبل موعد الاختبار المحدد، وذلك بوضع جدول زمني للدراسة يعطي كل مادة دراسية أولويّة من الوقت اللازم لدراستها والأيام التي تتناسب مع حجمها والوقت المتبقي قبل بدئها.
  2. ترتيب مكان الدراسة يُنصح بالابتعاد عن أيّة وسيلة من شأنها تشتيت التفكير والتركيز في أثناء الدراسة؛ وذلك بخلق بيئة مناسبة تتناسب مع كلّ طالب كما يُحبّ قبل البدء بالدراسة بحيث تُساعده على التركيز قدر الإمكان، إذ تختلف البيئة المناسبة للدراسة من طالب إلى آخر؛ فبعض الطلاب يُمثّل لهم الهدوء والصمت الوضع الأنسب للدراسة، كما يحتاج البعض إلى مكان أكثر ترتيباً وتنظيماً للتركيز في أثناء الدراسة، على غرار آخرين ممّن تُمثّل لهم الفوضى البيئة الأفضل للتركيز والدراسة.
  3. استخدام الأشكال والرسوم البيانية يُعدّ استخدام الذاكرة البصرية في أثناء الدراسة؛ وذلك بتحويل المعلومات والملاحظات إلى رسوم بيانية ومخططات من الأمور المهمّة التي تُسهّل الدراسة والحفظ والمراجعة؛ حيث أنّها تُساعد على فهم المعلومات وحفظها وفهم العلاقات التي تربط بينها، كما تُساهم في تذكُّر المعلومات بشكل أسرع في أثناء تقديم الاختبار.
  4. التدرب على اختبارات سابقة يُنصح بحلّ اختبارات سابقة للمادة التي يدرسها الطالب، حيث يُعدّ ذلك من الطرق الفعّالة التي تُساعد على الاستعداد للاختبارات؛ إذ أنّها تُساعد الطالب على معرفة طريقة صياغة الأسئلة، فتُمكّنه من توقّع نمط الأسئلة في الاختبار، كما أنّها تُعدّ تمريناً جيّداً للتدرّب على السرعة وإجابة أسئلة الاختبار خلال الوقت المحدد دون تأخير.
  5. الانضمام إلى مجموعات دراسية تُعدّ الدراسة ضمن مجموعة من الطلاب أمراً جيداً للاستعداد للاختبارات؛ وذلك لأنّها تُساعد على مناقشة الأسئلة المحتملة للاختبار، والحصول على أسئلة جديدة لم يُفَكَّر بها من قبل، بالإضافة إلى تعلّم المزيد من المعلومات خلال مناقشة المواضيع مع الأصدقاء؛ ومن ثم فهم المعلومات وحفظها بطريقة مختلفة، والذي من شأنه أن يُرسّخ المعلومات في الذاكرة بشكل أفضل.
  6. تنظيم الوقت: يُنصح بتصميم جدول لتنظيم الوقت خلال الأسبوع من أجل إتاحة وقتٍ كافٍ للمذاكرة وتنظيم باقي الأعمال الأخرى التي يلزم القيام بها خلال اليوم، بحيث يشمل الجدول عدد ساعات النوم.
  7. الاعتناء بالنفس في أثناء وقت الدراسة والاختبارات.
  8. الحرص على اتّباع نظام غذائي صحي والنوم لفترة كافية من أهم الأمور التي يجب القيام بها في أثناء فترة الامتحانات، كما يُنصح بممارسة التمارين الرياضية كالمشي السريع؛ لما لها من أثر في زيادة القدرة على التركيز بشكل أفضل.
  9. التنويع في أماكن الدراسة: يُساهم تغيير مكان الدراسة من حين لآخر؛ كالتنقّل بين غرف البيت، أو مكتبة المدرسة، أو مقهى هادئ، أو بيت صديق، في تحسين جودة الدراسة والاحتفاظ بالمعلومات لفترة أطول؛ ويُفّسر ذلك بأنّ دماغ الإنسان يربط المعلومات بالمكان الذي دُرست فيه؛ ممّا يُساعده على استرجاعها بشكل أسرع.
  10. يُنصح بأخذ قسطٍ من الراحة من حينٍ إلى آخر؛ ممّا يُساعد على استعادة التركيز، حيث أنّ الدراسة لساعات طويلة غير مُجدية؛ نظراً إلى أنّ الطالب لا يُمكنه فهم المواد وحفظها دفعةً واحدة، لذا يُنصح باتباع روتين دراسة مناسب.
  11. البدء في الدراسة في أسرع وقت: يُنصح بترك الليلة التي تسبق الاختبار لمراجعة العناوين الرئيسية والفرعية وتثبيت المعلومات المتعلقة بها، ثم القيام بالتسميع للتأكد من حفظ المعلومات جميعها، كما ومن المهم النوم مبكراً وضبط المنبه على موعد الاختبار في اليوم التالي.
  12. ينصح باللجوء إلى أستاذ المادة، أو أحد الأصدقاء، أو أحد أفراد العائلة في حال استعصى فهم أمر معين عوضا عن اللجوء إلى الحفظ دون فهم، فطلب المساعدة يؤدّي إلى الحصول على شرحٍ أبسط بالتالي تذكر المعلومة لوقتٍ أطول، كما يُساهم طرح الأسئلة من قِبل أفراد العائلة في معرفة مستوى الفهم والحفظ قبل الاختبار.
  13. الاكثارمن شرب المياه: يُعدّ شرب الكثير من الماء في أثناء التحضير للاختبارات وأثناء تقديم الاختبار من الأمور المهمّة؛ وذلك لمساهمته في الحفاظ على رطوبة الجسم، وتحسين المزاج، وتعزيز وظائف الدماغ.

أخيرا أتمنى أن يكون هذا المقال مفيدا للجميع ارجوا لأولادنا التوفيق والنجاح.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم