الأحد 19 مايو 2024 / 11-ذو القعدة-1445

أين دور الأسرة والمؤسسات في الوقاية من المخدرات



 

تؤكد الدراسات إن نسبة 64.7% من انحرافات الأبناء ترجع إلى تصدع الأسرة بالمشاكل النفسية والاجتماعية والاقتصادية، ففي ظل وجود الأب والأم يشعر الأبناء بالاستقرار والهدوء والسعادة والأمان ، وينهار الجو الأسري فى حالة إدمان أحد الأبوين على الكحول والمخدرات، أو استهتار أحدهما بالواجبات الزوجية.

وتشير بعض الدراسات إلى أن نسبة 80% تقريبا من الذين يلجاون إلى المخدرات ، ترجع أسباب انحرافاتهم إلى حب تقليد المدمنين على المخدرات.

ومن أقوى الأسباب التي تؤدى إلى التعاطي ، هو استعداد الفرد وميله إلى إدمان المخدرات بحكم تكوينه الجسمي والنفسي ، وهوعادة يعانى من اضطرابات في الشخصية ، أو يتميز بسمات مثل الاعتماد الشديد على الآخرين والعودة إلى عالم الطفولة والخيال وعدم التكيف مع الواقع.

واليوم يلعب تجار المخدرات دورا كبيرا في تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات بين أفراد المجتمع ، فأموال المدمنين تدفع هدرا وصحتهم تتدهور تدريجيا وتتفكك أسرهم ، وقد يؤدي ذلك إلى انحرافهم فى مجالات أخرى.

أن سهولة توفر المخدرات وتساهل وضعف القانون نحو تعاطيها ، ترتفع نسبة تعاطي المخدرات في المجتمعات التي يسهل الحصول عليها ، سواء بطرق مشروعة كالمشروبات

الكحولية في بعض الدول أو المخدرات الأخرى الغير مشروعة، وكثيرا ما ينتشر جوا من التسامح تجاه متعاطي المخدرات في هذه المجتمعات.

إن وسائل الإعلام تساعد على استشارة الميول الإجرامية للأشخاص الذين لديهم استعداد لهذه الميول ويشهدون بذلك بأنه بالرغم من تعرض الشباب للتلفزيون والسينما، إلا أن مجموعة منهم هي التي تقوم بارتكاب السلوك المنحرف واللجوء إلى المخدرات.

ويلعب الأصدقاء والأصحاب دورا كبيرا في التأثير على اتجاه الفرد نحو تعاطي المخدرات فلكي يبقى الشاب عضوا في الجماعة يجب أن يسايرهم في عاداتهم واتجاهاتهم ، فنجده يبدأ تعاطي المخدرات في حالة تعاطيها من قبل أفراد الجماعة.

إن الإدمان على المخدرات يسبب انحلال تدريجي لجسم الفرد وتدهورالقوة العقلية ويجعله فريسة للأوهام والهلاوس والأمراض النفسية والعقلية، وعادة ينتج عن تعاطيها فقدان كلي أو جزئي للإدراك بصفة مؤقتة وتحدث فتور في الجسم وتجعل الإنسان يعيش في خيال. ويحدث النعاس أو النوم، وإذا أعطي بكميات كبيرة ف إنها تسبب الموت.

الوقاية والعلاج :-

إن التمسك بالقيم والمبادئ الإسلامية يعتبر من أهم الجوانب التي يمكن أن تساعد في تقليص حجم هذه المشكلة، انه يجب إجراء الدراسات والبحوث الميدانية لوضع البرامج الإرشادية لمشكلة الإدمان. وتلعب وسائل الإعلام دور مهما في مكافحة هذه المشكلة وذلك من خلال توعية المجتمع بالأضرار الناتجة عن تعاطي المخدرات ، وفرض رقابة على الأفلام والمسلسلات. يجب وضع القوانين الرادعة . يجب توفير أماكن تساعد على استثمار طاقات الشباب وتوجيههم . يجب توفير مستشفيات ومراكز متخصصة للعلاج. إن المؤسسات تلعب دورا كبيرا في توعية الشباب من خلال برامج تثقيفية واجتماعية وترويحية ورياضية .

على الآباء مساعدة أبنائهم على وضع أهداف مناسبة لقدراتهم وإمكاناتهم المادية والعقلية،

وتشجيعهم على مواجهة العوائق بأساليب توافقية وذلك من خلال رفع معنوياتهم وزرع الثقة في نفوسهم وتشجيعهم على السلوك المقبول ( التدعيم الإيجابي ) ، ومراعاة الفروق الفردية بين أبنائهم ومساعدة الضعيف والاهتمام به من خلال برنامج تربوي تعليمي هادف، ومساعدة أبنائهم في التغلب على المشكلات الاجتماعية والنفسية والتي تواجههم في حياتهم العامة.

وتتحمل الأسرة مسئولية كبيرة في سد وقت فراغ أبنائها وتوفير الفرص الجيدة لتنمية مهاراتهم وقدراتهم العقلية ، فالأسرة تستطيع مشاركة أبناءها في أنشطة مختلفة سواء تلك الأنشطة التي توفرها الأندية أو المؤسسات الاجتماعية في البلاد.

_________________________

بقلم الدكتور/ كاظـم أبـل

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم