الإجابة على أسئلة الطفل المحرجة ليست ترفًا علميًا ولا هدرًا للوقت ولا جلبًا لصداع ولا خدشًا للمروءة ولا إنقاصًا لهيبة الوالدين، وإنما هي تلبية للمشاعر العاطفية وإكمالًا لنقص وسدًا للفراغ وإزالة للخوف وإشباعًا للفضول وإجابةً على تناقضات الحياة التي يراه ولا يعرف الإجابة عليها.

من سن ٣إلى ٦ سنوات يصبح لدى الطفل تسونامي من الأسئلة الغير منتهية لماذا؟ كيف؟ ماذا لو؟ وتحتاج إلى إجابة قصيرة وصبر وحلم، ومنذ دخوله المرحلة الابتدائية تهدأ عاصفة الأسئلة وتكون مركزة وتزاد عمقًا وتنوعًا وإحراجًا.

يقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله ” مامن شيء إلا وقد علمت منه، إلا أشياء كنت أستحي أن أسأل عنها، فكبرت وفي جهالتها”

تُقرع أجراس الفضول، ويهيج بحر المشاعر، فالأولى أن تكون أشرعتنا متينة صالحة ليس فيها ثقوب، كل ذلك لأجل الرسو على شاطئ الأمان، وتحقيق الرغبات والأمنيات، فأسئلة الطفل تحتاج إلى صدر كبير وحلمٍ مطعم بحكمة.

يقول الدكتور إبراهيم الخليفي : عندما يحبنا أطفالنا فإنهم سيحرصون على محاكاة نماذجنا وتقليد سلوكياتنا، وسنضمن انتقال ثقافتنا التي ارتضيناها إلى أجيالنا، وذلك لأن المحب لمن يحب مطيع.

فهذا طفلٌ يكثر الأسئلة قبيل وقت النوم وذلك لتأخير النوم والغوص في بحر الحب الكبير، وذاك الطفل يسأل ليفهم ويُركب ويحلل ليفك جزءًا من شفرات الحياة.

ومجالات أسئلة الطفل كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر الأسئلة الدينية والأسئلة الجنسية والأسئلة العلمية والأسئلة الاجتماعية وغيرها كثير.. وبعضها ذكية، وأخرى منطقية، وأخرى ساذجة، المهم أنها رغبة جامحة نحو اكتشاف اللغز.

أكثر مايحرج الوالدين هي الأسئلة الجنسية وسنتطرق لها بأسس واضحة حتى يخرج الوالدان من الحرج وهي على النحو التالي :

✔️ لا تستجوب الطفل، فلا تسأله : من أين عرفت هذا الموضوع؟ لماذا تريد أن تعرف ؟ ماذا تقصد ؟ عندما تسأله هذا النوع من الأسئلة ستضطره لعدم السؤال مرة أخرى.

✔️ أجب بكلمات بسيطة وغير معقدة وبلا تردد أو تلعثم .

✔️ تأكد أنك قد أشبعت طفلك ورويت ظمأه، أسأله: هل هذا يجيب عن سؤالك؟

✔️ إذا كنت لاتعرف الإجابة فقل لا أعرف ، وأخبر طفلك أنك ستبحث عن الإجابة .

✔️ إذا كنت محرجًا فأخبر الطفل وبمنتهى المصداقية بأنك تشعر بالإحراج وسأحاول الإجابة عن سؤالك .

✔️ إذا جاءك السؤال وكنت منشغلًا ، قدم موجزًا عن الإجابة وأكمل بالتفصيل في وقت لاحق .

✔️ مع الرد على الإجابة يمكنك مناقشة القيم الخاصة بالعفاف والستر .

ليس هناك إجابات نصية لأسئلة الأطفال وإنما هي حكمة وهدوء وإطلاع على كتب التراث ومنتجات التربية .

ترقبونا في المقال القادم والأخير لأسئلة الطفل المحرجة ..