السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

ودع القلق … واستمتع بالحياة .



ودع القلق … واستمتع بالحياة .
https://encrypted-tbn1.google.com/images?q=tbn:ANd9GcQ19CcVd-TV3enu0uEyJ2IwEGBdYJH8aTnGJvWqNQGr5Sg441hM
د. طارق موسى .
يكون القلق محموداً إذا كان معتدلاً، لأنه يدفعنا إلى التخطيط السليم ويبعث فينا النشاط والحيوية، ولكن القلق الذي يقيد الشخصية بأوهام الفشل والخوف اللا منطقي يمثل سلوكاً تدميرياً، ويساهم في خلق أفكار تدعو للهزيمة الذاتية والإحباط،
ونحن في هذه الصفحات ندعو إلى التحرر من قيود القلق والتخلص من أوهام التوتر والارتباك، في محاولة أن يحفظ كل فرد على كيانه وتكامل شخصيته.
كيف تتخلص من أوهام القلق؟
أولاً تقبل ما لا يمكن تغييره :
من علامات الصحة النفسية تقبل ما لا يمكن تغييره، فهناك عدد كبير من الحتميات أو الثوابت الاجتماعية والطبيعية تتطلب قبولها، لأن مناقشتها، وتحديها وإظهار الانزعاج الدائم منها لا ينتهي إلى أي تعديل أو تغيير فيها، ومن أمثلة ذلك:
1 – تقبل ما حدث في السابق أو الحياة الماضية:
فما حدث في الماضي من أحداث قمنا بها أو قام الآخرون بها نحونا شيء لا يمكن تغييره الآن، ولكن يجب أن نتعلم من الخبرة ومن التمعن في الأحداث الماضية للاستفادة منها في توجيه حياتنا بفاعلية أكثر،
وهذا هو الجانب الوحيد الذي تبدو الأحداث الماضية مهمة فيه، وما تمتلئ به ذاكرة الماضي من ذكريات مؤلمة، وإدانة الآباء أو الأسرة أو الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية هي أشياء لا يمكن التحكم فيها أو تغييرها الآن.
وهنا ندعو إلى الوفاق النفسي مع الذات وتقبل الماضي، سواء تعلق ذلك بأخطاء قمنا نحن بها أو أخطاء ارتكبها الآخرون نحونا عن قصد أو عن غفلة تجاهل.
2 – آراء الناس فينا.
نحن جميعاً نحب أن يحمّل الآخرون عنا انطباعات طيبة، وأن نحظى منهم على الحب والاحترام، لكن آراء الناس فينا بشكل عام تمثل شيئاً ليس في مقدورنا التحكم فيها. آراء الناس فينا – مهما كانت مؤلمة – شيء خاص بهم، وهم في النهاية أحرار في اعتناق ما يريدون من آراء فينا أو في غيرنا سواءً أردنا أم لم نرد.
فعلينا أن نؤمن بالقاعدة النفسية التي تقول:
(أن تصرفات الآخرين وآرائهم فينا لا تحكمنا، لأننا لا نستطيع دائماً أن نحكمها)
إن جزءاً كبيراً من القيود الاجتماعية، وإدانة الذات التي تكتنف حياة المرضى بالقلق علاجها يتسم في تجاهل آراء الناس فينا وخاصة الآراء السيئة المملوءة بالنقد لمجرد النقد فقط.
3 – لنقبل خصائصنا الجسمية والعقلية:
إن ما نرثه من خصائص جسمية وعقلية شيء لا يمكن التحكُّم فيه، ولذلك يجب تقبلنا له، بل وحب ما أنت عليه من مظهر أو لون أو عقل، لأن عدم التقبل يؤدي إلى الانطوائية وتأنيب الذات والبُعد عن المهارات الاجتماعية.
ثانياً تغيير ما يمكن تعديله
1 – القدرة على التواصل الجيد والفاعلية الاجتماعية:
نحن لا ندعو بالفاعلية الاجتماعية الإغراق في علاقات اجتماعية دائمة، والتهريج، وإطلاق النكات، والإغراق في المجاملات الاجتماعية، بل ندعو إلى القدرة على التواصل الجيد والفاعلية في المواقف الاجتماعية التي تتسم بالمهارة في تكوين علاقات شخصية واجتماعية فعّالة، تتسم بالدء والتبادل، ومرونة الانتقال بين الأخذ والعطاء.
2 – أداء الأدوار الاجتماعية:
يلعب كل شخص منا مجموعة من الأدوار الاجتماعية، سواء في الأسرة أو مع الأصدقاء أو زملاء العمل، وكل دور من هذه الأدوار متطلباته الخاصة حتى ينجح الشخص فيه.
3 – القدرة على النجاح والقضاء على اليأس والإحباط
لا تدع اليأس والإحباط يسيطر عليك، يجب عليك أن تتحدى العوائق وتقتحم الحواجز وتناضل من أجل الحياة وإثبات الذات، لا تجعل اللقب والعائلة تقضي عليك وتقول أنا ابن فلان، ومن عائلة فلان… لا تردد ذلك، قل مَن أنا؟ وما هدفي في الحياة؟ وماذا سأكون؟ أريدك أن تردد كلمات، لقد حققت كذا وكذا،
وإن شاء الله سوف أحقق الكثير، ولا أدعوك أن تنفر من العائلة أو اللقب، بل هم سندك في هذه الحياة من أجل أن ترفع اسم العائلة ثم اسم بلدك ثم ترفع راية الحق والدين.
عزيزي وأخي وصديقي وابني هيا ننهض ببلادنا، هيا نحقق دواتنا، هيا نثبت للعالم بأننا خير أمة وأعظم ديانة في كل المجالات، ولا ندع اليأس والقلق يقضي علينا. 
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم