السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

همتي ستقتلني !



همتي ستقتلني !

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQWi8d-XYTPJsu_qh6X8BdhKLO0mDDJUmxg82thhksPEpq7f2Rd

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاهأما بعد:بعد جهد طويل ناهز الشهور والأيام أعانني الله على كتابة هذا التمرين الذي صعب علي

أن أجد له حلاً والذي أتمنى من الله أن تفيدوني في حله علكم تخرجوني من عالمي الضيق امتداد العلم الآخر.. 

وكلما اود قوله هو أنني عشت مرحلة طويلة ما تقارب 20سنة في عهد ازدهار ونجاح منذ الصغر حتى بعد المرحلة الجامعية إلى ان التحقت بمركز شرعي تلقيت منه بعض العلوم الشرعية حتى نهاية السنة الماضية، فشعرت بتغير في حالي فلم أعد أستطيع التركيز في اكثر منصفحة ونصف 

واصبح قرب الكتاب مني شيء يضايقني مع محبتي له ورغبتي في قراءته ومذاكرته بعد ان كنت من قبل أستطيع أن أكمل مجلد في ثلاثة أيام وكتيبات عدة في يوم واحد.وكنت أبدع في الكتابات مثل: القصص والمقالات حتى أن بعض كتاباتي حازت إعجاب مدرساتي 

اللاتي تفرسن بي أن أكون مستقبلاً أديبة ناجحة وكنت أجيد جداً إعطاء الأفكار الإبداعية ..

أماالأن أعصف ذهني عصفا حتى أعطي الفكرة ،لكن ليس عندي القدرة على تنفيذها بل ينفذها غيري على عكس ما قد كنت عليهزملخص الشكوى :أنني الآن لا أقدر على القراءة ولا اقدر على الكتابة لأني لا اتحمل وجود دفتر وقلم أمامي وأجهد بسرعة عند أداء أي عمل يحتاج إلى تفكير وعند غلزامي بعمل أيا منهما أفزع لعمل آخر

مثل: ترتيب المنزل ،ترتيب المكتبة، أو ترتيب أوراق،أو سماع أشرطة..(أكبر مشكلة ):أشعر أن لي همة تقتلني لعجزي عن التنفيذ..الأسباب المتوقعة:

إجهاد فكري فقد كان عندي زحام أهداف قريبة المدى، متوسطة المدى ،بعيدةالمدى، فتزاحمت الأهدافحتى أنني لم أستطع الأخذ بزمامها.

الحلول التي بدأت بها:الدعاء والرقية وهناك من نصحني بالتوقف لفترة سنة أو سنتين عن القراءة والكتابة حتى يكون عندي إتزان فكري، ولكني لا أجد أن هذا حلاًوربما قد يكون سببا آخر لإجهادي فكرياً، لأني ارى بعدي عن ذلك أبر سبب للتعب.

اسم المستشير     جمانة.
_________________________

رد المستشار   :  أ. عبيده بن جودت شراب

.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الكريمة : جمانة أسأل الله تعالى لي ولك دوام التوفيق والسداد في القول والعمل وأشكر لك تواصلك مع موقع المستشار ـ معاً لحياة أسعد وطلبك المساعدة في حل المشكلة التي تمرين بها، وأحمد الله تعالى أن وفقك للفلاح والصلاح في دنيانا وأرجو لي ولك المزيد

وقد سرني أنك تعرفين واقع حالك بما يضم من نقاط القوة والتميز والإيجابية التي منحك الله تعالى بها وعشت خلالها أياماً مليئة بالإنجاز والعطاء والارتقاء كما أنك شخصت واقع مشكلتك التي تعيشينها وإن كنت لم تعرفي السبب أو لم تذكريه

وهنا أرجو أن تسمحي لي أن أذكرك بأن الإنسان يعيش فيما يتصوره عن نفسه ويرسمه لذاته ومسيرة حياته في مخيلته وطموحه وحال الإنسان يعكس ما يراه عن نفسه وصورته فلا تكبلي نفسك بأوهام وأفكار وقد كنت في سعادة ببعدك عنها ….

أخيتي

إن المصائب والوقائع السلبية التي يعيشها الإنسان في واقعه ودنياه وما تحتويه من الاضطرابات والانفعالات النفسية والمخاوف المختلفة وما يرافقها من هموم الحياة والمعيشة تقود إلى المخاوف والهموم والكروب والأحزان، وهذا لا يكون إلا بالاستسلام لها

ولا يخفى أن الكرب والكمد والحزن الشديد توهن الجسد وتجرح القلب وتؤثر على الإنتاج… إن هذه الهموم والكروب يعالجها رسول الحق صلى الله عليه وسلم من خلال نصوص السنة النبوية وسيرته الكريمة عليه الصلاة والسلام فلقد أرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى علاج الهم والغمّ والكرب والحزن.

1) فكان عليه الصلاة والسلام يذكر الله تعالى في جميع أحواله وأحيانه وكان يلجأ إلى الله تعالى بالذكر والدعاء والصلاة عندما يهمُّهُ أمر ما أو يقع في كرب وشدة، فكان عليه الصلاة والسلام إذا حزبَه أمر فزع إلى الصلاة. والله تبارك وتعالى يقول ( واستعينوا بالصبر والصلاة).

2) وكان عليه الصلاة والسلام يقول عند الكرب والشدة ليعلّم أمته: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربُّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربُّ السموات وربُّ الأرض وربُّ العرش العظيم.

3) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أكربه أمر قال : يا حيُّ يا قيوم برحمتك أستغيث.

وكان صلى الله عليه وسلم إذا أهمَّه الأمر رفع رأسه إلى السماء فقال: سبحان الله العظيم، وإذا اجتهد في الدعاء قال : يا حي يا قيوم.

4) والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أرشدنا إلى اللجوء إلى الله تعالى بالذكر والدعاء والاستغفار والصلاة وتحري أوقات الإجابة وعلمنا أذكاراً ندعي بها الله تعالى إذا أصابنا كرب أو هم أو حزن . فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لقّنني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات، وأمرني إذا أصابني كرب أو شدة أن أقولهنّ: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين.

وعن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعواتُ المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يُقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة ما لي أراك في المسجد في غير وقت الصلاة؟. فقال: هموم لزمتني وديونٌ يا رسول الله.

فقال صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلامًا إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همّك، وقضى دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزَنِ، وأعوذ بك من العجز والكسر وأعوذ بك من الجُبن والبخل، وأعوذ بك من غلبةِ الدين وقهر الرجال”. قال أبو أمامة رضي الله عنه: ففعلتُ ذلك، فأذهب الله عز وجل همي، وقضى عني ديني.

ومن فوائد هذا الدعاء كما قال العلماء أن من داوم عليه يقوى قلبه أي يكسب جرأة ويُقضى عنه دينه ويذهب همه.

5) ومما علّم النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم أمته أن يقرأوه من القرءان عند الوقوع في الكرب والشدة آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة. فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة عند الكرب أغاثه الله عز وجل.

6) ومما ينفع لعلاج الحزن والهم أن نقول ما علّمنا إياه النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم: “ما أصاب عبدًا همٌّ ولا حزَنٌ فقال: اللهم إني عبدك، ابنُ عبدك، ابنُ أمتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حُكمك، عدلٌ في قضائك، أسألك بكل اسم هو لك، سمّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرءان العظيم ربيع قلبي، ونورَ صدري، وجلاء حُزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله حزنه وهمه، وأبدله مكانه فرحًا“.

ومعنى ناصيتي بيدك” أي تتصرف فيّ كما تشاء، فالله سبحانه وتعالى منزه عن الجوارح والأعضاء. و لا حول ولا قوة إلا بالله ;كنز من كنوز الجنة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أي في قولها والإكثار منها ثواب عظيم، وهي تنفع لعلاج أمراض كثيرة منها الهم فقد قال النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم: لا حول ولا قوة إلا بالله تنفع لتسعين داءً أقلها الهم.

7) ومما ينفع لعلاج الهم والكرب وللخروج من الضيق والشدة ويساعد أيضًا في أمور الرزق كثرة الاستغفار وملازمته ليلاً ونهارًا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب.

8) ومما ينفع في علاج داء الكرب أيضًا ما دعا به نبي الله يونس عليه السلام ربه وهو مكروب في بطن الحوت عندما التقمه، حيث دعا ربه وهو في ظلمات بطن الحوت قائلاً: لا إله إلا أنتَ سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجاب الله تبارك وتعالى له ونجّاهُ من الغم الذي كان فيه.

فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني لأعلمُ كلمة لا يقولها مكروبٌ إلا فُرِّجَ عنه: كلمة أخي يونس صلى الله عليه وسلم فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين.

فاستعيني بالله تعالى أختي جمانة والجأي إليه بالدعاء والتضرع والتذلل ولك في رسول الله تعالى صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة واملئي نفسك رضاً وتفاؤلاً وثقي بالله تعالى ثم ثقي بما وهبك إياه من نعم ظاهرة وباطنه واشكريه عليها وتوجهي إليه بالحمد والثناء ولا تستسلمي لأوهام ضعيفة وخوالج مأسورة فأنت قوية بما منحك الله إياه وأول قوتك أن اكتشفت علتك واتجهت لحلها،

لا ترضي لنفسك إلا بالتميز والإنجاز وكوني مع صحبة صالحة تعينك على طاعة الله وذكره وتأخذ بيدك وتساعدك نحو الخير كوني مع الله تعالى ولا تبالي حافظي على أذكار الصباح والمساء وأذكار اليوم والليلة وتعلقي بالله تعالى وألحي عليه في الدعاء ورتبي أولوياتك وضعي خططك للفلاح في الدارين بما يتفق مع قدراتك وطاقاتك واحتياجاتك .وسيكون سبحانه وتعالى نصيرك ومعينك ..

أسأل الله تعالى أن يرشدني وإياك إلى الحق وأن يرزقنا صلاح العمل والقول والنية وأن يأخذ بأيدينا إلى عز الإسلام والمسلمين.

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم