“هل يهرب زوج من بيته لو كان سعيدًا مع امرأته؟!”.. أخذت هذه الكلمة ترن في أذنها بعدما سمعتها من أمها، لكم شكت لها من زوجها من جلوسه النادر في المنزل وكثرة خروجه منه، ما بين أصحابه ليلًا وعمله نهارًا وسويعات يقضيها في البيت طالبًا الطعام والقيلولة لا غير.. لقد وعت الكلمات جيدًا، وعلمت أنها بيدها هي لا بيد غيرها.
ويؤكد خبراء الحياة الأسرية ما وعته الزوجة الطيبة، من أن هروب الزوج من البيت، وقضاء معظم أوقات فراغه في الاستراحات أو في لقاءات مع الأصدقاء، يرجع إلى الزوجة في المقام الأول، وينصح الخبراء هؤلاء الزوجات بمحاولة جذب أزواجهن إلى البيت.
ويكمل د. تامر جمال – عضو الجمعية العالمية للصحة النفسية في نفس السياق فيقول-: “هناك سببان لاختفاء الزوج من بيته، الأول: أن يكون بسبب طبيعة العمل والرغبة في زيادة الدخل أو تحسين مستوى المعيشة له ولأسرته، والثاني: يرجع إلى الزوجة نفسها، وهنا تشير الدراسة إلى مسؤوليتها بنسبة 90% لما تحمله من «عوامل تطفيش» تجعل الزوج يلجأ إلى أي وسيلة تساعده على البقاء بعيدًا عن بيته”.
ودعيني أيتها الزوجة الطيبة أذكر بعض الأفكار العملية التي أظنها نافعة، تجعلين بها زوجك يهرب إلى البيت بدلا من أن يهرب منه :-
عند عودة زوجك من سهرته لا تقابليه ـ كما تقابلينه في كل يوم ـ بوجه عابس؛ ففي هذه الحالة سيزداد بغضًا لكِ ولبيته، ولن تفلح معه مناقشاتكِ المتكررة بنفس الأسلوب، ووفري له المكان المناسب للجلوس في بيتك، وكذلك احرصي على الروائح الطيبة في البيت،
ولتضعي في اعتبارك أن زوجك ضيف ولابد أن تكرميه بما تملكين حتى يطول جلوسه معك، واحذري أن تستقبليه بالحديث عن المشاكل وما حصل من أحداث سيئة خاصة،
وكذلك شاركي زوجك في هواياته وشجعيه، وإن لم تستطيعي فأتيحي له الفرصة لأن يمارس الهواية التي أحبها، ولماذا لا تقترحين عليه أن يحضر أصدقاءه في المنزل، وأن تعدي لهم طعامًا شهيـًا، فشعورك أنه في المنزل يخفف كثيرًا من الضغط النفسي عليك،
واجتهدي أن تظهري له كل حب واحترام، فهذا يشعره بالمتعة ويسعده حتى لو لم يعبِّر عن شعوره، وجميل أن تعطيه بطاقة دعوة – تصنعينها بنفسك – لحفلة صغيرة على العشاء، واطهي له ما يحب من الطعام،
واعملي برنامجًا ثقافيًا ممتعًا، كأن يقوم كل طفل بــدور، فأحدهم يقرأ من القرآن، والآخر ينشد قصيدة، وغيره يعمل مسابقات، وإذا كان أطفالك في سن يستطيعون التعبير عن آرائهم فحبذا لو تحدثينهم عن والدهم، وتحثينهم على أن يطلبوا منه البقاء بجانبهم، لأنهم مشتاقون إليه ويحبونه، وقبل كل هذا أنصحك بأن تحتسبي الأجر في كل ما تفعلينه، وتذكري أنك مأجورة بإذن الله على ذلك.
_______________
المصدر: الإسلام اليوم