السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

من السهل أن تُطعم طفلاً جائعاً !



من السهل أن تُطعم طفلاً جائعاً !

د. عبدالله عبدالرحمن السبيعي .
طفلي لا يأكل طعاماً حقيقياً، كيف أستطيع أن أجعله يأكل ما يفيده؟
طفلي لا يأكل أي وجبة أعدها، فكل ما يريده هو المغلفات ورقائق البطاطس .
بعض الأحيان ألجأ لإعطاء أطفالي وجبة خفيفة قبل العشاء ليتمكنوا من مقاومة الجوع، وعندما نجلس للعشاء لا أحد منهم يتناول ما في طبقه !!
ما الذي يمكنني أن أفعله ؟؟
أليست مثل هذه الأسئلة تراود الكثير من الأمهات وتتمنى لو تجد حلولاً لها. وقت الوجبة ينبغي أن يكون وقتاً ممتعاً ومريحاً لكل أفراد الأسرة، ولكن في الواقع الأمر ليس كذلك في أغلب العائلات.
الآباء غالباً يريدون من أبناءهم أن يأكلوا ما يقدم لهم لأنه الأفضل من وجهة نظرهم، ولكن الأطفال هذه الأيام يهتمون بما قد يعتبره الآباء سماً أو طعاماً فاسداً.
وفيما يعيش الآباء قلقاً مستمراً حيال عادات أطفالهم الغذائية نجد الأطفال يستمرون في أكلهم لهذه التي قد نعتبرها خردة.
الأطفال سيأكلون حتماً عندما يشعرون بالجوع إلا إذا كانت هناك مشكلة تمنعهم من ذلك. إذا أشغل أحد الوالدين نفسه بمسألة أكل الطفل فإن الطفل سيتعلم كيف يتحكم بهذا الوالد عن طريق الأول ( أو عدم الأكل )، ورغم أن فقد الشهية علامة مرضية إلا أن الطفل سيبحث عن الأكل حين يشعر بالجوع وسيتوقف عندما يحصل على ما يكفيه.
عادة يبدأ قلق الأم خصوصاً في المرحلة العمرية ما بينه سنة إلى سنتين عندما يبدأ الطفل نفسه في تحديد كمية الأكل التي يتناولها، فأغلب الأهل وخصوصاً الأمهات يقلقن كثيراُ في هذا التغير في الشهية في هذه الفترة العمرية إلا أن هذا أمر طبيعي جداً ينبغي عدم القلق منه إلا إذا ظهر على الطفل أعراض ضعف أو هزال.
معلومة إضافية يجهلها كثير من الآباء والأمهات وهي أن الأطفال لا يأكلون نفس الكمية من يوم ليوم أو من وجبة لوجبة، فمستوى ما يأكلونه متعلق بشكل مباشر مع مستوى نشاطهم وحركتهم، حالة الطقس، الحماس، الإجهاد، وأيضاً الطعام المفضل لديهم من عدمه كل هذه عوامل تلعب دوراً كبيراً في تحديد كمية الطعام التي يتناولها الطفل في كل مرة يتناول فيها الطعام.
يحتاج الآباء لتذكر القاعدة الأساسية هنا: ما لم تكن هناك مشكلة طبية فإن الطفل سيبحث عن الأكل ويأكل إذا شعر بالجوع، فقط اجعل الأكل في مكان يسهل عليه الوصول إليه.
معلومة بسيطة بالأرقام ليدرك الآباء المسألة : الطفل في سن3 – 4 سنوات يحتاج تقريباً لـ 1100 سعر حراري (كالورى) في اليوم، فهل تعلم أن كوب عصير تفاح عادي يحوي على 90 سعر حراري، قطعة الحلوى قد تحتوي على أكثر من 200 سعر،
فإذا شرب كوبي عصير في اليوم وأكل بعض الحلويات فقد تحصل على أكثر من نصف ما يحتاجه، وعندها أي قطعة صغيرة من الطعام ستكفيه لأن الأطفال لا يأكلون ليشبعوا بل هم يتبعون النظام الصحي السليم فطرياً ، يأكلون ما يكفي لتحريك أجسادهم وتوفير الطاقة اللازمة لأعضائهم الداخلية لتعمل بشكل صحيح.
الطفل من 4 – 6 سنوات يحتاج لـ 1600 سعر في اليوم
من 7 – 10 سنوات يحتاج إلى 2200 سعر
من 11 – 14 يحتاج 2300،
ولا تنس أن 3 قطع من الكعك الصغير أو الشابورة البنيّة تزوده بحوالي 1000 سعر حراري، يعني الدعوة ما هي محتاجة صحون كثير ولقم واجد عشان يأكل اللي محتاجه. أغلب أطفالنا يأكلون أكثر مما يحتاجون لا تشيلون هم.
كوب الشوكلا يعطي 385 سعر، عصائر الفاكهة وحتى الشراب منها يعطي تقريباً 110 سعر للكوب الواحد، الطفل لا يكترث كثيراً من أين تأتي السعرات وهل هي من مصدر صحي أم لا، المهم أن يحصل على الوقود الذي يضمن له القدرة على مواصلة الحركة ويبعد عنه ألم الجوع الذي يعيقه.
ولو نظرنا إلى بعض العادات التي لدينا لعرفنا السر وراء عدم تناول أطفالنا للطعام على الوجبات الرئيسية، إذا أردت أن يشعر طفلك بالجوع ليأكل معك في وجبة فعليك أن تضمن أنه لم يأكل أي شيء خلال الساعات الثلاث الماضية،
لا تسمح بأي أكل ( تشبس، بسكوت حلويات وغيره ) في إطار الوقت هذا وستجد بأن طفلك / أطفالك سيتواجدون في وقت الوجبة ويأكلون ما يجعلك تتأكد من أنهم لا يعانون من أي مشكلة.
ضع طعاماً صحياً أمام طفل جائع ولا تقلق من كمية ما أكله سواء كانت أكثر أو أقل مما تتوقع أو ترغب.
وآخر أمر تحدث فيه على طاولة الطعام هو الأكل.
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم