يقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (28 سورة الرعد)،
الذكر قوة للقلوب وقوة للأبدان وغذاء روحي يطمئن ويهدئ النفوس فالقلب له حياة وموت فلا بد أن نحييه بذكر الله سبحانه وتعالى .
والقلب لهذه الأعضاء هو كالملك المتصرف في الجنود التي تصدر كلها عن أمره وجميعها تحت سيطرته وتكتسب منه الاستقامة والزيغ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) .
وإبليس لما علم أن المقصد القلب أشغل القلب بالوساوس والخوف. ولكن بذكر الله لا يستطيع إبليس أن يشغل القلب لأنه قوي بذكر الله، وقوله تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } (152سورة البقرة)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا بلى، قال: ذكر الله تعالى ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم) متفق عليه.
فالذكر هو الألفاظ التي ورد الترغيب بقولها و الإكثار منها وهي (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والبسملة والاستغفار وتلاوة القرآن) وهي أيضا الباقيات الصالحات، والذكر أيضا هو المواظبة على العمل بالواجب والمندوب.
أخي القارئ : العبد إذا غفل عن ذكر الله جثم على قلبه الشيطان وبذر فيه الوساوس التي هي أصل الذنوب كلها، فإذا ذكر العبد ربه واستعاذ من الشيطان خنس وذهب.
فالشيطان الذي يوسوس للقلب هو (الخناس) وقال قتادة في وصف له (إن له خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان، فإذا غفل الإنسان وسوس له، وإذا ذكر العبد ربه خنس).
من أقوال السلف في الذكر: يقول أبو الدرداء – رضي الله عنه-: (لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – (الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟!)
فذكر الله سبحانه وتعالى عظيم وفيه من الفوائد ما لا حصر له.
وقد ذكر ابن القيم – رحمه الله – في الذكر أكثر من مائة فائدة منها:
1- يطرد الشيطان ويقمعه.
2- يرضي الرحمن عز وجل.
3- يزيل الهم والغم عن القلب.
4- ينور الوجه والقلب.
5- يجلب الرزق.
6- يورث الذاكر المراقبة حتى يدخله باب الإحسان.
7- يورثه الإنابة وهو الرجوع إلى الله عز وجل.
8- يفتح أبوابا عظيمة من المعرفة.
9- يحط الخطايا ويذهبها.
10- يزيل الوحشة بين العبد وربه.
11- أنك إذا عرفت ربك في الرخاء عرفك في الشدة.
12- يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة.
13- أنه أيسر العبادات وهو من أجلها وأفضلها.
14- الذكر غراس الجنة.
15- يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
16- يعدل حتى عتق الرقاب ونفقة الأموال والحمل على الخيل والضرب بالسيف في سبيل الله.
17- الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب.
وفي الختام يا من تبحث عن السعادة تأكد أنك لن تحصل عليها إلا براحة القلب وراحة القلب لن تجدها إلا بالمداومة على ذكر الله.