الخميس 05 ديسمبر 2024 / 04-جمادى الآخرة-1446

ما سببب عزوفي عن زوجتي ؟



ما سببب عزوفي عن زوجتي ؟

http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQy9aCNAn7KjalGuHLAQRQxlB6-T6S6jT4tpTs5tOoArElRUeiGpYTDIQg

أنا متزوج منذ سنة و نصف ورزقت من زوجتي بطفل، وزوجتي فيها كثيرا من الصفات الجميلة
ولله الحمد . قنوعة , حسنة الوجه , تهتم بزوجها و اهل زوجها تلبي كل رغبات زوجها ,

ذات أخلاق جمعت بين الخلق والدين و الجمال .

وانا ايضا وفقني الله للهداية, و مع ذلك كله, أجد نفسي احيانا لا أرغب بزوجتي

وكأنني استعجلت بالزواج منها , حتى أنني في بعض الأيام أفكر بالأنفصال , أو الزواج بأخرى .

حاولت كثيرا ان أعرف السبب في ذلك ولم اجد, فهي تحمل من الصفات الجميلة الكثير

ولم أعرف سبب العزوف عنها ..!!؟


اسم المستشير       ناثر الورد
__________________________

رد المستشار         د. حمد بن عبد الله القميزي

أخي الفاضل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.وبعد:

يسعى الرجل المسلم في هذه الحياة إلى تحقيق الكثير من الأهداف السامية والمهمة له في حياته، ومن أروع تلك الأهداف هدف الزواج، الذي هو من أهم حاجات الإنسان ومن أهم الأمور التي رغّب فيه شرعنا الحكيم.

وأمام هذا الهدف يضع الرجل العديد من المواصفات الجميلة التي يريد أن تكون في زوجته التي بها يتحقق ذلك الهدف. ومن أهم تلك المواصفات ما قرره لنا الشرع الإسلامي في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها. وأكد صلى الله عليه وسلم على الدين فقال فاظفر بذات الدين تربت يداك.

أخي الفاضل: لقد حققت هدفاً سامياً من أهدافك كشاب مسلم وهو الزواج الذي به يغض البصر ويحفظ الفرج وتنجب الذرية ويستقر الإنسان ويرتاح باله. ومّن كذلك عليك ربي ورزقك زوجة قنوعة جميلة تلبي رغباتك وترضي أهلك.

وباختصار : جمعت بين الدين والأخلاق والجمال – فا اللهم لك الحمد – ، وكم من شاب غيرك لم يتزوج يتمنى أن يجد زوجة بهذه المواصفات، وكم من زوج في هذه الحياة متزوج ولكنه يتمنى زوجة بمثل مواصفات زوجتك الكريمة – أقّر بها عينك وقرّت عينها بك-.

أخي الفاضل:ما تجده في نفسك أحياناً من عدم الرغبة في زوجتك، أو شعورك بأنك استعجلت في الزواج، أو ما تفكر به أحياناً من الانفصال، أو الزواج بزوجة أخرى أعتقد إنما هي هواجس وأفكار قد تكون من الشيطان الرجيم، الذي لا يريد بالمسلم إلا شراً وسوءاً، وخصوصاً أنك شاب مستقيم مّن الله عليك بالهداية، فهو يسعى للكيد والمكر بالإنسان المسلم المستقيم، ومن أعظم مكايده على الإنسان المسلم أن يفرق بينه وبين زوجته، أو بين الزوجة وزوجها. أو في أقل أحواله أن يسبب بينهما المشكلات والشكوك والظنون.


أخي الفاضل :

بعد التأمل في مشكلتك وما تعانيه أرشدك إلى ما يلي:

1- لا تشعر زوجتك أبداً بما تشعر به من عدم رغبتك بها أو الانفصال عنها أو الزواج بأخرى، بل بالعكس زد في التودد إليها والإحسان معها كلما شعرت أنها عاملتك وقدمت لك شيئاً تحبه وترضاه.

لأن شعورها بهذا الشعور الذي تشعر به قد يغير من سلوكها وأخلاقها معك، وبالتالي يجدها الشيطان فرصة ليؤكد تلك المشاعر في نفسك.

2 – قد يكون أحد أسباب هذا الشعور وما تجدها في نفسك من عدم ارتياح لزوجتك عين أو نفس بشرية، ومثلك يعلم أن الرقية الشرعية خير للإنسان، والقرآن شفاء، فاحرص أخي على الرقية فإما أن ترقي نفسك وإما أن تذهب لأحد الرقاة يقرأ عليك، ولا يمنع أن ترقي زوجتك معك.

3- تشير بعض التجارب الواقعية لمثل حالتك أن تغيير المكان له دور كبير في تحسّن الحال وصلاح التفكير والشعور، لذا فإنه إن أمكنك تغيير مكان الحياة الزوجية (البيت مثلاً) أو تغيير مكان العمل أو ….، فهذا قد يفيدكما، ويمكنك التجربة والذهاب أنت وزوجتك إلى مكان آخر (رحلة) لمدة أسبوع أو أسبوعين وقد ترى تغيراً في حالتك ومزاجك.

4- أحياناً قد لا يتيسر لك هذا الأمر السابق فيمكنك أن تذهب بالزوجة إلى أهلها، مدة بسيطة أسبوع أو أسبوعين واعتذر لها إما بسبب عمل أو ظروف خاصة، وببعدها عنك قليلا قد يبعث الشوق لها في نفسك الحب والحنين، وقد نجحت هذه الطريقة في بعض الحالات الزوجية التي مثل حالتك.

5- يضحي الإنسان بكثير من مشاعره وأحاسيسه، ويتحمل بعض الضغوطات النفسية مقابل مصالح كثيرة يرجوها، ولاشك أنك بعقلك الرشيد تدرك عواقب الطلاق والانفصال وما يترتب عليه من مشكلات خصوصاً على الأطفال أو الزوجة.

لذا فادعوك للصبر والتحمل والصبر عواقبه دائماً حميدة، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.

أخيراً: اشكر ربك على ما أنعم به عليك من نعم عظيمة، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وواصل الرقية الشرعية، وافعل الأسباب السابقة وغيرها، وربي الكريم الرحيم أسأله لك التوفيق والإعانة وصلاح الحال والسعادة الزوجية والاستقرار النفسي.


تصميم وتطوير شركة  فن المسلم