خط الزمن تقنية علاجية نفسية وهو مفهوم قديم عند اليونان وغيرهم وقد كان أول من ألف فيه الدكتور وايت وود سمول والمصطلح يشير إلى كلمتين الأولى خط وتعني وجود خط أو مسار والثانية الزمن والمقصود بها حياتك وتجاربك وذكرياتك وأحلامك وهو خط وهمي نضع فيه تجاربنا بشكل تسلسلي فإذا سألت شخصا عن تجربة معينة
فإنه سوف يشير إلى موقع معين في الهواء ثم سألته عن تجربة أخرى وأين موقعها فإنه سيشير إلى موقع آخر وهو يتكلم فهو يساعدك أن تعيش في الوقت الذي تريد في الماضي لتستفيد منه أو الحاضر لتركز فيه أو المستقبل لتحلم به دعني أوضح أكثر لو سألتك أين كنت قبل ساعة ؟ فإنك ستتذكر صورة معينة وهذه الصورة تقع في مكان ما من عقلك قد تكون على يمينك أو ربما أمامك ولو سألتك هل تذكر أيام المرحلة الابتدائية ؟ فإنك ستتذكر صورة ما ولكن سيكون مكانها مختلفا عن الصورة السابقة لاحظ الفرق بين الصورتين في قربهما منك وبعدهما عنك لاحظ أن زمن حدوث الصورتين ارتبط ارتباطا وثيقاً بالمكان في ذهنك قربا وبعدا هذا فيما يتعلق بالماضي وكذلك لو سألتك عن مستقبلك فإنك سترسم صورة ما في ذهنك وسيكون مكانها أيضا مختلفا عما سبق فخط الزمن يكشف لك نظرتك للزمن تخيل أي موقف مر بك مثلاً أنك تسير, تذكر قبل يوم كيف كنت تسير , قبل أسبوع, قبل شهر, قبل سنة, قبل خمس سنوات, قبل عشر سنوات ؟ وتخيل كيف ستسير في المستقبل بعد يوم وبعد أسبوع وبعد شهر …… ستلاحظ أن هناك مجموعة من الصور كان لها مكان ما في ذهنك وأن أماكن هذه الصور تتابعت و شكلت خطاً قد يكون من اليمين الى اليسار, أو العكس من الخلف الى الأمام, أو العكس من الأعلى الى الأسفل, أو العكس ؟ وقد يكون خطا مستقيما أو منحنيا إن الخط الذي يصل بين الصور التي في الماضي والحاضر والمستقبل… هو ما يسمى خط الزمن إن لكل إنسان في هذه الدنيا خط زمن خاص به, فهناك من الناس من ينظر دائماً الى الماضي, ولا يركز في الحاضر ولا المستقبل إلا قليلاً. وهناك من ينظر الى المستقبل دائماً ولا يلتفت الى الحاضر والماضي, وهناك من يهتم بالحاضر فقط ولا يلتفت الى الماضي, ولا الى المستقبل ويستفاد منه في تعديل الكثير من السلوكيات والخبرات السلبية فقد يكون أحد الأشخاص يركز على أخطائه في الماضي مما تجعله محبطا أو رجل آخر ينظر لمستقبله نظرة تشاؤمية فيمكن عبر تقنيات خط الزمن أن نساعد هذا الشخص لحل مشكلته هذا باختصار خط الزمن وهي تقنية من تقنيات البرمجة اللغوية العصبية وقد استفاد منها من أعرفهم ولكن ما رأيك الشخصي في التنويم وفي تقنية خط الزمن ؟ أما رأيي فهو غير ملزم لأحد فأنا معارض لها ومؤيد فبعض هذه العلوم الوافدة حملت إلينا بعلاتها ومعتقداتها التي تتنافى مع عقيدتنا ونحن إن قبلناها كما جاءت لنا وقعنا في المحظور وإن تركناها كلية فقد حرمنا أنفسنا ما فيها من خير ولكن الحمد لله فقد سخر الله لهذه العلوم أناساً أحسبهم من الأخيار درسوها ونقحوها وأخذوا منها ما وافق شريعتنا ونبذوا ما خالفها ونشروها بعد تصحيحها وليس كما جاءت وإن كان لا يزال من المدربين هنا في المملكة أو غيرها من البلدان الإسلامية من ينشرها كما جاءت فأسأل الله لنا ولهم الهداية والمأخذ الآخر على هذه العلوم وأخص ما يمس الناحية العلاجية كخط الزمن والتنويم وغيرها أنها – في أحيان كثيرة – تمنح المتدربين شهادة تسمح لهم بواسطتها ممارسة العلاج بعد حضوره لدورة تدريبية لا تزيد عن عشرين يوما ….! فكيف لهذا المتدرب الذي لا يعرف – غالبا- أبجديات الصحة النفسية أو مبادئ الطب النفسي أن يبدأ بمعالجة الناس والعبث بعقولهم هذا مأخذي عليها ولا يعني عدم استفادتي منها أو رفضها تماما لا بل استفدت من خيرها واعترضت على شرها والله أسأل أن يبصرنا بالحق ويرزقنا إتباعه .
بقلم : أ. ياسر الحزيمي .
المصدر : موقع المدرب أ. ياسر الحزيمي .