السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

كي لا نسيء معاملة أبنائنا .



كي لا نسيء معاملة أبنائنا .

أ. منى ثابت .
من حق أطفالنا أن يلاقوا ما هم جديرون به من عناية مادية ومعنوية لسد احتياجاتهم في فترة النمو لكي يشبوا أصحاء نفسيا وجسديا.
والسؤال هنا هو : كيف نحسن معاملة الطفل ونشبع حاجاته النفسية من حب وأمن وقبول اجتماعي ولعب وحركة ؟ وماذا تعني ثقافة حسن معاملة الطفل ؟
الدكتورة سهير محمود أمين ، أستاذة الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة حلوان تدق ناقوس الخطر ، معلنة أن إساءة معاملة الأطفال تعد السبب الأكثر شيوعا في وفاتهم وخاصة في الخمس سنوات الأولى من حياتهم .
وقالت إن ظاهرة إساءة معاملة الأطفال في تزايد مستمر بسبب طريقة تفكير الأبوين المادية ، فلم يعد مفهوم إمتاع الطفل وصفاءه النفسي يأخذ حيزا في إدراك القائمين على رعاية الأطفال داخل محاضن التربية والنشأة الأولى .
وقد تأخذ الإساءة ضد الأطفال أشكالا متعددة ، قد يكون عقابا بدنيا يستهدف جسد الطفل كالضرب والإيذاء ، وقد يكون نفسيا يهدد أمن الطفل النفسي ، وقد يكون معنويا يمتهن كرامة الطفل وإنسانيته .
وأشارت إلى أن استخدام العقاب البدني مع الطفل لإجباره على القيام بأنشطة مثل التسول أو استغلاله جنسيا يقود إلى ظهور الأعراض الاكتئابية ، واضطرابات النوم وشدة القلق وانخفاض تقدير الذات وازدياد المخاوف والسلوك العدواني والعناد والتمرد والتبول اللاإرادي .
أما الدكتور إلهامي عبد العزيز أستاذ ورئيس قسم الدراسات البيئية والتربوية للأطفال فيؤكد جميع ما سبق مضيفاً أن إساءة معاملة الأطفال تقع تحت ما يمكن تسميته : “الأطفال في الظروف الصعبة” ، أي أنهم يتعرضون لظروف تضرهم صحيا وجسديا ونفسيا وتعوق نموهم الطبيعي وهذه الظروف هي : عمالة الأطفال ، الأطفال المشردين ، الإهمال ، التحرش الجنسي ، دخول الأطفال في صراعات مسلحة أو كوارث طبيعية.
وتقسم منظمة اليونيسيف للأطفال أنواع إساءة معاملة الأطفال إلى أربعة أنواع هي :
ـ فئة الأطفال المهملين .
ـ فئة الإساءة الجنسية .
ـ فئة يساء معاملتها من خلال الآباء .
ـ فئة تستخدم الضرب في معاملة الأطفال ( المدرسين ).
ويستشهد د. إلهامي بالدراسات والأبحاث العلمية التي تؤكد أن العقاب البدني الذي يناله الأطفال في سن مبكرة له علاقة بنزعات العنف في الرشد وكأن العنف رد فعل على ما ناله الأطفال من آبائهم في الصغر.
وكذلك أظهرت الدراسات أن الإساءة تولد الإساءة ، وأن العنف يولد العنف ، وأن الطفل الذي يعامل بوحشية وعنف في طفولته يسعى للانتقام في الكبر بارتكاب جرائم عنف ، وأن إساءة معاملة الآباء للأطفال ترجع في الأساس إلى ما عاناه هؤلاء الآباء في طفولتهم من ألوان العنف والحرمان.
أما العوامل المسببة لوجود آباء مسيئين لأبنائهم فتتمثل في :
ـ تعرض الآباء في طفولتهم لخبرات من الحرمان أو القسوة والإساءة الوالدية .
ـ حمل الآباء لأفكار ومعتقدات خاطئة حول دورهم كآباء وحول كيفية تربيتهم لأطفالهم.
ـ يعاني هؤلاء الآباء من ضعف في البناء النفسي مما يتيح للنزعات العدوانية أن تعبر عن نفسها بلا كوابح أو ضوابط.
ـ العوامل الاجتماعية والاقتصادية قد تضيف عبئا من الضغوط النفسية على مثل هؤلاء الآباء.
أما الخصائص النفسية للأطفال الذين تعرضوا للإساءة من قبل القائمين بالرعاية فهي كما يلي :
ـ نقص القابلية للاستمتاع بالحياة .
ـ بعض الأعراض السيكاترية مثل التبول اللاإرادي وثورات الغضب وعدم الاستقرار وزيادة الحركة .
ـ انخفاض تقدير الذات والثقة في النفس .
ـ ظهور مشكلات تتعلق بالتعلم الدرسي والأكاديمي.
ـ الانسحاب وحب العزلة .
ـ العناد والتمرد وزيادة الترقب.
تصميم وتطوير شركة  فن المسلم