كيف يعود ابني إلى رشده ؟
انا هذه الايام اعاني من مشكلة سفر ابني الى المغرب قد سبق له قبل شهرين الذهاب الى دبي دون علمي ومع اصدقاء السوء من الاقارب
ابني لم يكن يعرف السفر فقد قلت له لن تسافر خارج المملكه إلا للدراسه او النزهه مع زوجتك بعد الزواج ابني خريج دبلوم لم يحصل على وظيفه الى الان مهمل في السعي لطلب الوظيفه بعد تخرجه من الثانويه ولعدم قبوله في الكليه العسكريه التي يحبها
اشعر بانه اصبح محبط لا طموح لديه اخشى عليه من الضياع في دهاليس السفر ورفقة السوء هل تزويجه او الخطبه له على الاقل حل ؟ هل اشعره بموجة الغضب التي اصابتني وارفض دخوله الى البيت والحياة معي ؟
كيف اعالج هذه المشكله كيف يعود لابني طموحه وحرصه على مستقبله وارضاء ربه ثم امه ؟ ابني مدخن عمره
(23)سنه غير محافظ على صلاته كما ينبغي لكنه مطيع محبوب من الجميع يعيش معي اناواخيه الاصغر منه وجده وجدته
اسم المستشير ام راكان
رد المستشار د. صالح بن علي أبو عرَّاد الشهري
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد:
فمشكلة الأخت السائلة شائكة جدًا وتتمثل باختصار في أنها ( السبب الرئيس ) لكل ما حصل لولدها وما سيحصل له ، لأن دلالها ودلعها لابنها منذ البداية أدى به إلى هذه الحال المؤسفة .
ويبدو أن عدم وجود الوالد جعل الابن يشعر بعدم المراقبة والمتابعة لكونه لم يجد من يؤدبه ويردعه عن الخطأ أولاً بأول ، ثم إن تساهل الأم في متابعة الابن وتغاضيها عن الأخطاء الصغيرة بحكم عاطفة الأمومة ومحبتها له أدت إلى تنامي الخطأ وتزايده حتى وصل إلى هذه الحال المؤسفة من السفر مع رفقة السوء ، والتدخين ، وعدم المحافظة على الصلاة … إلخ .
وهنا أقول : إن تزويجه حلٌ مناسب إذا كانت لديه الرغبة ، ولكن الخوف من أن يكون تعامله مع الزوجة سيئًا وتكون النتيجة ظلمها وعدم القيام بواجباتها ومن ثم يزيد العبء على الأم .
وفي نظري أن الحرص على احتوائه والتقرب منه وملاطفته ، وتحبيبه في الاستقامة هو الحل مع ضرورة الإكثار من الدعاء بعد الصلوات وفي أوقات الإجابة والإكثار من الصدقة والتقرب إلى الله تعالى عسى أن ينفعه الله ويهتدي ويستقيم حاله .
وختامًا : الحذر من طرده من البيت حتى لا يكون صيدًا سهلاً لرفقة السوء في أمور أُخرى ، ولا بأس في الصبر عليه ومناصحته وتصحيح واقعه شيئًا فشيئا ، والله أسأل لنا وله الصلاح والفلاح والحمد لله رب العالمين .