السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

كيف نزيد ألفتنا في غربتنا ؟



كيف نزيد ألفتنا في غربتنا ؟

http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcS6eRhWTxVtq27cJ5vHYMqsxjf7T1nsp_vsta048iFxtut9sev2
السلام عليكم ورحمة الله

انا شاب تزوجت منذ عام تقريبا من قريبتي ونحن الان في بلد غربة منذ بداية زواجنا مررنا باوقات صعبة جدا في البداية ثم ولله الحمد تجاوزناها في الاونة الاخيرة بدات زوجتي بالتذمر وعدم الاهتمام في الامور المنزلية وفيني

وترغب بالنوم لفترات طويلة والجلوس امام الانترنت كذلك وكلما سالتها عن شيء من اموري الخاصه تعتذر بعدم ادائها بانني لم اطلب منها ذلك واذا ناقشتها تتهمني بانني مللت ونفسي تغيرت وقد قالت انها لاتحب النقاشات وانها تتنرفز منها. انا امر بضفوط من دراستي في الوقت الحالي. افيدوني جزاكم الله خيرا.


اسم المستشير      مغترب
______________________________

رد المستشارأ. منير فرحان الصالح.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

واسأل الله العظيم أن يبارك لكما وعليكما وان يجمع بينكما على خير .


أخي الكريم . .

حقيقة أُكبر فيك حرصك على زوجتك وحبك لها وحرصك عليها في تعاونكما على تجاوز الأمور الصعبة التي اعترضتكما في بداية حياتكما . .

وما دام أنكما استطعتما في بادئ أمركما على تجاوز صعوبات وصفتها بأنها ( صعبة جداً ) فأنتما بإذن الله أقدر على تجاوز مثل هذه المشكلة الطارئة عليكما . .


أخي الكريم . .

لابد أن تدرك أن الأنثى تختلف عن الرجل اختلافا كبيراً في طبيعة تعاطيها مع المتغيرات النفسية والاجتماعيّة ، الغربة هي نُقلة مجتمعيّة ونُقلة شعوريّة في نفس الوقت .. ولذلك من السّهل عليك كرجل أن تتأقلم سريعاً مع طبيعة الحال والوضع في الغربة ..

ولكن لكون أن الأنثى ارتباطها العاطفي والشعوري بأهلها وصديقاتها يعتبر ارتباطاً شوعوريّاً قويّا في حسّها وحياتها .. فليس من السهل عليها أن تتأقلم مع واقع الغربة بصورة سريعة .


كل ما في الأمر أنك تحتاج إلى مداراتها . .

ومحاولة مساعدتها على التأقلم مع واقع الغربة دون أن تكثر عليها من الضغوط النفسيّة باللوم أو العتاب أو الملاحظة الدقيقة لتقصيرها وبعض لا مبالاتها بك .

 

ثم يا أخي تذكر أنكما في بداية زواجكما.. فلعل الزوجة تكون ( حاملاً ) أو في بداية ( حمل ) ..

الحمل بالنسبة للمرأة يقلب عليها مزاجها وطبيعتها نظرا للتغيرات التي طرأت عليها . .

فإذا كانت في بداية حمل فهي أحوج ما تكون غلى صبرك ومعاونتك لها في شئون البيت وشئون نفسك والتغاضي عن بعض الأمور . .


أخي .. تعوّد أن تكون شريكاً لزوجتك وليس ( مستهلكاً ) . . الشريك يعاون زوجته .. والمستهلك يطلب حاجته فقط ! ساعدها في بعض أعمال البيت ..

استشعر معها المتعة والمرح والتفاؤل وان تعاونها وتقوم على بعض شأنها وشأن نفسك . .


احرص على أن تكوّن لها علاقات اجتماعية آمنة طيبة في بلد الغربة من خلال أصدقاءك أو جيرانك او بعض المراكز الإسلامية أو الخيرية ..

تعوّد دائما أن تكون مبتسماً معها . .

احرص على تثقيف زوجتك سيما فيما يتعلق بالعلاقات الزوجيّة من خلال تسجيلها في بعض القوائم البريدية لمواقع أسريّة ، او اقتناء بعض الكتب والأشرطة التي تتحدث حول مفاهيم في العلاقات الزوجية ونحو ذلك .


أخي . . لا تتصوّر أن الحياة الزوجية في شهرها الخامس ستكون كما هي شهرها الأول . .
الممارسة والمعاشرة والمسؤوليات والتحديات لها دورها وأثرها على حياتكما ومشاعركما .. فتعامل مع الواقع كما هو الواقع لا كما كان الواقع !


لا تتعامل معها على أنها تغيّرت .. وإنما تعامل معها على أن هذا الواقع وتأمل ظروف الواقع والمؤثرات والشيء الجديد الطارئ وتعامل بواقعيّة .


أكثر لها ولنفسك من الدعاء مع الاستغفار .. وتعوّد أن يكون بينك وبينها كل ليلة جلسة إيمانية لقراءة القرآن وصلاة الوتر .. فإن مثل هذا التعاون الإيمان يزيد من الألفة والرحمة والتراحم فيما بينكم .

والله يرعاك . 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم