السبت 27 يوليو 2024 / 21-محرم-1446

كيف أحسسه بقيمتي كزوجة ؟



كيف أحسسه بقيمتي كزوجة ؟
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTIR7T0LZllDydQZeQk9ZosgepPCw5gRhAL-GgKeRwgJ74CW1E0mA
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو منكم تقديم المشورة لي بخصوص وضعي الحالي, بداية سوف أعرف عن نفسي بسطور ومن ثم سأضع بين أيديكم المشكلة وأخيراً أسألة أتمنى منكم الإجابة عليها من خلال خبرتكم وما يتناسب مع وضعي الحالي:

 

أولاً: ,أنا متزوجة منذ ما يقارب العشر سنوات, ولدي 3 أطفال (ابن 9 سنوات, بنتين 6 و 1 سنوات), أبلغ من العمر 26 سنة, ربة منزل.

 

ثانياً المشكلة: وهي أن زوجي لديه علاقات محرمة وقد اكتشفت ذلك بعد زواجي منه بفترة قصيرة حيث لاحظت في فاتورة الهاتف الخاصة به أنه أثناء أيام الملكة كان بعد الانتهاء من مكالمتي يتصل برقم ووجدت عنده صور ورسائل منها

وقد هددني مراراً بعدم التعرض لهذه الفتاة ومن ثم اعتذر ووعد بعدم الرجوع لمثل هذا التصرف وقد سامحته وصدقته

عندما تقدم لخطبتي كان شرطي وشرط أهلي إكمال دراستي وبحكم ظروف عمله وتواجده في منطقة الطائف وإقامتي في منطقة الرياض فكان هنالك وعد منه ومن عائلته بإمكانية إنتقاله لمنطقة الرياض خلال مدة قصيرة.

 

ولكن للأسف لم يحصل ذلك وقد اقترحت عليه انتقالي معه لمدينة الطائف وإكمال دراستي هناك ولكن بعد البحث اتضح أنه يجب علي إعادة سنة من سنوات الدراسة ولم أمانع

وكان هذا خلال السنة الأولى من الزواج ولكنه رفض إنتقالي معه, وأصبح يتردد علي في مدينة الرياض وأقمت ما يقارب الخمس سنوات في بيت أهلي.

في كل مره وخلال تلك الفترة أكتشف ان لديه أكثر من علاقة وأبدي استيائي واتحاور معه في هذا الموضوع ولكن لا حياة لمن تنادي, بعد انتهاء سنوات الدراسة انتقلت معه لمدينة الطائف

 

وكان يظهر أمامي أنه لا توجد علاقات في حياته ولكن كان يفتعل المشاكل للخروج من البيت, وفي النهاية يضع اللوم والحق علي بأنني أنا السبب وكنت أصدقه وأعتذر منه, رغم ما ألاقيه من قلة من الإحترام

(قد تصل إلأى الضرب أحياناً) والإهانه لي ولعائلتي, يضع حواجز كثيرة بيني وبينه ولا يخبرني بأبسط وأتفه الأمور في حياته هو غامض بالمجل في السنوات الأخيرة أصبح يتردد على استراحة استأجرها بصورة شبه يوميه

في بادئ الأمر كان يعود قبل منتصف الليل ومن ثم تمادى حتى في أحد المرات عاد بعد الفجر, وكنت أنتظره كل ليله حتى يعود, وعندما أخبرته بعدم جواز ما يفعله وأنه مخجل أمام الجيران, صرخ في وجهي وأهانني.

 

يضع على أجهزته كلمات مرور ليغلقها وعندما أستطيع أن أصل لأحد أجهزته أجد ما يزيد همي ووجعي أجد صور ومحادثات لفتيات, و تصل فيه الوقاحه لتخزين أرقام جوالتهن بأسماء الدلع لهن.

في البداية كان يعتذر وأماالآن فقد أصبح يصرح بهذا الأمر ويقول هذا طبعي وهذه حياتي سواء رضيتي أم لم ترضي. كنت أخبر والدتي بأغلب ما يحصل معي وفي بعض المرات أخجل من إخبارها بأشياء خاصة, ولكن أهلي يعلمون بأساس المشكلة, وكانت هي من تصبرني وتنصحني بالإهتمام بزوجي ومسامحته ونصحه.

كان دائماً ما يظهرني بصورة المقصرة أمام أهله ويعلم الله أني لم اقصر في شي تجاه بيتي وزوجي وأطفالي ولا أهل زوجي, لم اذكر منه أنه اعتذر أو سامح بطريقة محترمه بل كان السكوت لفترات طويلة ومن ثم تعود المياه لمجاريها وتسير الحياة

 

لم أسمع منه كلمات الموده والحب ولا الشكر في شي أقدمه له ولبيتي. منذ ما يقارب الستت أشهر حصل على ابتعاث من مقر عمله, ولم أكن أعلم به كنت في الرياض بسبب مشكلة حدثت بيننا وقد يكون هو من افتعلها

عندما سافر علمت بذلك, بعد وصوله لمقر بعثته أخبرني بذلك لم يحاول الاتصال بي أو بأحد أطفاله خلال تلك المدة, في أثناء الستت اشهر كنت قد طلبت منه مرات عديده أن أنتقل معه وكان كل مره يعتذر بسبب

خلال هذه المدة أيضاً صادف أنهم قد حصلوا على إجازة لمدة اسبوع وقد حضر إلى الرياض واقام في بيت اهله وكان في نفس الوقت قبولي في وظيفة معلمة في وزارة التعليم وقد جاء قبولي في أحد قرى الطائف بناء على طلب التقديم الذي أقنعني بأنه الأنسب لي

 

وعندما حصل القبول اعترض هو وأهله وحاول منعي من الذهاب لمباشرة عملي بحجة أنه سيأخذني معه في بعثته وهو لم يقم حتى بعمل تأشيرات الدخول لي ولأبنائي وأثناء ذلك ذهب وأخرج فقط تأشيرات لأطفاله دوني

طلب مني والدي ووالدتي الذهاب إلى مقر عملي ومباشرتي لمدة يومين ومن ثم سيحضرون لي عذر طبي حتى يقوم هو بإعطائي ورقة المرافق للانتقال معه, ولكن ما حصل كان شي لم أتوقعه فلي أخ من الرضاعة وهو ابن عمتي في الأصل هو من كان سيأخذني مع والدي للطائف

 

وقد حلف علي بالطلاق ان جلست معه في بيت واحد ورآني, وكان عندما يزورني في بيت أهلي ونجلس في مكان واحد كان يغتاض ويشير إلي بالخروج من المجلس وهذا الأخ هو في نفس عمري وعلى خلق ودين الحمدلله.

فعلاً قد ذهبت مع والدي ووالدتي فقط ومن ثم عدنا خلال يومين, وكانت قد انتهت اجازته وعاد لبريطانيا ولم يحاول الاتصال بي. حتى أتت إجازة رأس السنة وكنت قد اتصلت به لأستفسر منه عن موعد وصوله لأتفاجأ بأنه لا يريد العودة

وسألته عن إمكانية قدومنا في البداية رفض ثم قبل وبدأت بعمل تأشيرت الخروج لي وتجهيز الأوراق اللازمة واتصلت به لأرى الوقت المناسب لقدومنا لأتفجأ برفضه الشديد واصراره على عدم قدومنا

 

في هذه الأثناء بدأت الشكوك تدور في رأسي بأنه قد يكون على علاقة بأحداهن وفعلاً ذهبت لبريطانيا وعندما علم بوصلنا أحضرنا إلى منزل قد استأجره بالرغم من سكنه في السكن التابع للجامعه وفي بعض الاحيان يخبرني بأنه استأجر هذا السكن لنا

وأحيانا أخرى يقول أنه لزوجته المستقبليه التي ستصلح شأنه وتهديه, منذ لحظة وصولنا انهال علي بالشتائم والإهانات حتى انه قام بالاتصال بوالدي ويقول له “خذو بنتكم عني”

وكم عزّ عليّ ذلك فهو لم يفعلها في حياته بالرغم من جميع المشاكل كان يخشى والدي على الرغم من عدم احترامه له, وكان سيعيدنا بعد أيام إلى الرياض وخلال تلك المدة كان يهينني في كل لحظه أمام أطفاله وقد بدا لي أنه يشرب الخمر

 

وعندما واجهته أنكر ذلك, ولكن هنالك تصرفات كثيرة تغيرت فلم يكن يرفع صوته أو يمد يده على أطفاله وخصوصاً ابنه الأكبر وقد فعلها, وجدت في هاتفه أرقام لفتيات ورسائل منهن, مع حرصه الشديد على عدم اقترابي من جهاز اللاب توب خاصته

الا انني استطعت ان افتحه يوماً لأجد محادثات لعدة فتيات أجنبيات وعربيات, وفي أحد المرات وجدت جواز سفره لأجد فيه ختم دخوله لدولة المغرب لمدة 3 أيام تقريباً وعندما واجهته بدأ بالإهانه, في يوم من الأيام أخبرني بأنه قد حجز لي ولأطفاله للعوده بعد ما يقارب الأسبوع

وفعلا قمت بالاستعداد للعودة لأتفاجأ قبل ذهابنا بساعات برفضه وانه لا يريد إعادتنا اتصلت بوالده لأنني لم أعد احتمل ما قد حصل وما يحصل منه ,في البداية تجاوب معي ومن ثم نهرني بأنه سئم من مشاكلنا بعد أن أخبرته بأن ابنه كان في المغرب وانتهت المكالمة على ذلك

 

بعد دقائق أتى ليهدئ الوضع وأخبرني بأن كل شي سيتغير الأيام القادمه ويجب علي أن أرسل رسالة اعتذار لوالده وسيفعل ذلك هو أيضاً لوالدي لما قد بدر منه في الأيام السابقه وصدقته وقام بكتابة الرسالة من جوالي وأرسلها لوالده

وعندما طلبت منه أن يرسل مثلها لوالدي احتقرني وقال من أنتي أو من هو والدك لأرسل له رساله وذهب عني واسمعه يحدث والدته على الهاتف ويقول لها ألم أقل لك أنها مجنونه ومضطربه فقبل دقائق تتصل وتبكي والآن تعتذر وذهب ولم أسمع باقي المكالمة.

في الفترة الأخيرة بدأ يصر على موضوع الزواج من أخرى وكنت قد أخبرته سابقاً بأنه اذا أراد الزواج فهذا أمر يرجع إليه أما أنا فلي حياتي ولن أرضى بذلك على نفسي

 

الآن ونحن متواجدون معه في كل لحظه يكرر هذ الموضوع علي وأن كل ما يحضره لهذا البيت هو استعدادا لاستقبال العروس الجديدة, أحس أنه لم يعد يرغب بي, تأثير أهله القوي عليه يؤرقني فلو أخبروه في لحظه من اللحظات بأنني غير صالحة أنا متأكدة بأنه سيطلقني في اليوم التالي

لا أريد أن أكون تحت رحمتهم أو أعيش حياة مضطربة, فلقد عانيت الكثير.أما ثالثاً في الأسئلة وهي كالتالي:

1)ما هي طريقة التعامل معه الآن ونحن في بريطانيا؟

2)أريد حل أو طريقة ترضيني عن نفسي قبل أن ترضيه هو؟ فأنا غير رضيه عن نفسي,

3)في حال عودتنا إلى الرياض وبقي هو في بريطانيا. ماذا يجب علي أن أفعل؟

4)هل أعود معه للطائف وأعود لحياة الإنترنت والإستراحات التي كان يعيش فيها, وأنه كل يوم يتمدى في ذلك؟

5)أريد حل يجعله يحس بقيمتي وأنه شي يصعب إسترداده بسهوله كما يعتقد, أو كما هو حاصل؟ أتمنى أن أجد لديكم المشورة, ولكم جزيل الشكر و الإمتنان


اسم المستشير      أم سلطان
_______________________


رد المستشار       أ. صفية محمد الجفري

 

بسم الله الرحمن الرحيم .

أختي الكريمة :

 

الفقهاء يقولون : إذا ضاق الأمر اتسع. وهذه القاعدة ليست فقهية فحسب بل هي من سنن الحياة، وكرم خالق الحياة. وحياتك مع زوجك قد ضاقت ، ووصلت إلى طريق مسدود وفقا للمعطيات الحالية، لكن الله قادر أن يحدث بعد ذلك أمرا ..

 

ضاقت حياتك مع زوجك لأن أهم ما يمكن للحياة أن تستمر في ظله هو التعامل المحترم ، وهذا ما تفتقده حياتكما الآن، وهذا ما يجب أن تتوقفي أمامه كثيرا لا لكي تقدّمي مزيدا من التوسلات ، والإلحاح، الذي يزيد زوجك شعورا بالنفرة والاختناق،

 

لكن لكي تدركي أن أخطاء زوجك في حقك وحق بيتك هي أخطاء لا يمكنك أن تتجاهليها الآن أبدا بعد أن أصبح يهينك ويهين أهلك. وحان الوقت لأن توسطي بينكما إنسانا حكيما هو محل ثقة وإكرام وتقدير ومهابة من زوجك .

 

فإن أفلحت وساطته فهذا فضل الله عز وجل . وإن لم تفلح فما أراه هو أن لا تستمري في الحياة معه ، وتوقفي عن لوم نفسك، فإن أخطاءك تظل ردة فعل لأخطائه .

 

هذا الرجل استهان بقداسة عقد الزواج منذ بداية زواجكما، وأفعاله قد تضر بك صحيّا، فعلاقاته المشبوهة تزيد معها احتمالات الأمراض الجنسية ، والعدوى تبعا لذلك، وهذه مسألة لا ينبغي إهمالها . ودعيني أقول لك إن موقفك منذ البداية لم يكن مدروسا ، كان صبرا سلبيا، وردود أفعال متشنجة ، ولا أقول لك ذلك لوما ، فلا يُلام من برّحه الألم ، وأحاط به الوجع، وحالت بينه وبين الرؤية المتزنة قسوة الخيانة ،

 

لا ألومك ، ولا أريدك أن تلومي نفسك ، لكني أريدك أن تعيدي النظر فيما مضى لتتجنبي تكرار الخطأ : فالصبر إن لم يكن واعيا ، ومنضبطا، وإيجابيا ، فهو غالبا لا يأتي بالمرجو.

 

وصبرك عليه كان ينبغي أن يرافقه، ضبط لردود أفعالك، وممارسة الفعل الإيجابي ، بالتعامل المتحفظ معه ، ومقاطعته جسديا، بهدوء وأدب وعدم إفشاء لما بينكما.

 

هذا في تقديري هو الصبر الإيجابي، لا الاستمرار في التجسس عليه، ولومه، وتعنيفه، ثم لوم نفسك وتأنيبها أمامه لأنك لم تحسني التصرف وهكذا تعيشين معه في دوامة من العلاقة المضطربة .

 

 

عزيزتي : لا أرى أن تستمري في الحياة مع زوجك، ووازني بين خيار الطلاق مع احتمال أن يحول بينك وبين أولادك ، وبين أن تستمرا زوجين لكن بدون أن يعيش معك أو يقربك ، ويترك لك أولادك ، ويزورهم كلما أراد .

 

والحل الثاني لعله أقرب إلى نفسيتك التي تقدر ” العشرة” والتي تؤرقها ” المسؤولية ” تجاه الأبناء ، وضعي في موازنتك احتياجك الجسدي ومدى قوته في مقابل قوة حرصك على رعاية أبنائك .

 

وفي كل الأحوال حافظي على صورة ” الأب” في نفسية أبنائك ، لأن اهتزاز هذه الصورة يضرهم حقيقة، يضر توازنهم النفسي والاجتماعي، فاحرصي على أن لا يدفعك السوء الذي فعله أبوهم إلى أن تهوّني من شأن أبيهم أمامهم.

 

المسؤولية كبيرة عليك ، أعلم ذلك، وظني بك أنك إنسانة تحترم القيم الإنسانية ، وأهمها قيمة المسؤولية تجاه الأولاد ، لكني أذكرك أيضا أن لا تكلّفي نفسك ما لا تطيق، وليس من حق أحد أن يلومك إن اخترت فراق هذا الرجل ، لأن الله عز وجل لا يرضى لمؤمن ذلة ولا مهانة .

 

ولعل الأيام تصلح شأنه ، فيأتيك نادما ، وحينها لا بد لك أن تتوثقي أن ندمه ليس نزوة أخرى من نزواته، فلا تعودي إليه إلا بعد أن يبذل وقته وماله إكراما وإثباتا لحسن نيته.

 

واستعيني بالله ، وانتظري نور النهار الذي يأتي بعد اشتداد الظلام ، وتذكري أن الله هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء، فأري الله من نفسك خيرا ، وكوني معه ، يكن معك ، فالأمر إذا ضاق اتسع. وراسلينا كرما لنطمئن عليك. 

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم