الأربعاء 16 أكتوبر 2024 / 13-ربيع الثاني-1446
  • الرئيسيه
  • أفياء طبية
  • فيروس كورونا المتحور السريع الانتشار في المملكة المتحدة -جميع أسئلتك سيتم الإجابة عليها

فيروس كورونا المتحور السريع الانتشار في المملكة المتحدة -جميع أسئلتك سيتم الإجابة عليها



 

بقلم: تيا جوس – مساعد مدير التحرير

انتشرت مؤخرًا سلالة جديدة مخيفة من فيروس كورونا ، أُطلق عليها اسم B.1.1.7، في جميع أنحاء جنوب شرق إنجلترا، مما دفع الحكومة إلى تشديد الإغلاق على المنطقة وعلى الرغم من أننا لا نعرف كل التفاصيل، إلا أن الخبراء واثقون من أنه يمكن تناقلها بسهولة أكبر من السلالات الأخرى، إليك كل ما نعرفه حتى الآن عن هذه السلالة الجديدة.

ما هى؟

ذكرت مجلة Science أن سلالة B.1.1.7 المنحدرة من SARS-CoV-2 هي نسخة من الفيروس مع 23 من الطفرات، ثمانية منها في البروتين الشوكي الذي يستخدمه الفيروس ليرتبط ويدخل إلى الخلايا البشرية.

من أين أتت؟

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية تم اكتشافها لأول مرة في 21 سبتمبر في مقاطعة كِنت في إنجلترا، ثم انطلقت وانتشرت في نوفمبر.

وفقاً للمنظمة أيضاً منذ ذلك الحين، أصبحت النوع الأكثر انتشاراً في إنجلترا، حيث تمثل أكثر من 50٪ من الحالات الجديدة التي تم تشخيصها بين أكتوبر و13 ديسمبر في المملكة المتحدة.

ومع ذلك، وفقاً لمجلة Science يعتقد بعض العلماء أنه ربما تحور الفيروس لدى شخص يعاني من نقص المناعة وحسبما ذكرت مجلة Live Science أن هذا لأنه، وعلى عكس الأنفلونزا، يمكن لفيروس كورونا المتحور تصحيح الأخطاء عندما يُستنسخ، وبالتالي يميل إلى امتلاك جينوم مستقر إلى حد ما ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة – لأنهم يتناولون أدوية مثبطة للمناعة أو يعالجون بالعلاج الكيميائي، على سبيل المثال – قد يؤويون فيروسًا معديًا لعدة أشهر وهذا بدوره سيعطي الفيروس العديد من الفرص لاكتساب الطفرات التي تساعده على التكاثر أو التملص من جهاز المناعة.

ماذا تفعل هذه الطفرات؟

لا نعرف على وجه اليقين، تتغير الفيروسات طوال الوقت، ومعظم هذه التغييرات لا تؤثر على أي مدى يكون الفيروس مميتًا أو معديًا في هذه الحالة، قد تكون بعض هذه الطفرات قد نشأت عن طريق الصدفة البحتة وقد لا تؤثر على وظيفة الفيروس، لكن ثلاث طفرات على وجه الخصوص أثارت قلق الخبراء.

الأول، وهو حذف اثنين من الأحماض الأمينية يُعرف باسم 69-70Del، تم اكتشافه لأول مرة بشكل منفصل في مريض يُعالج بمثبطات المناعة والذي طور فيروس كورونا،  تلقى المريض ريميسفير وبلازما النقاهة وأجسام مضادة محايدة، لكنه توفي بعد أشهر، وحسبما أفاد الباحثون في مقال ما قبل الطباعة نُشر في 19 ديسمبر إلى قاعدة بيانات medRiv، أنه وعلى الرغم من أن الفيروس لم يكن لديه هذا الحذف في البداية، إلا أنه اكتسبه على مدى أشهر (لم يخضع لاستعراض الأقران). يعتقد المؤلفون أنه تطور ليتملص من جهاز المناعة وهنالك مشكلة آخري مرتبطة بهذا الحذف وهو أنه يمكنه جعل أحد أهداف اختبارات SARS-CoV-2 PCR – المعروفة باسم الجين S – نتيجته سلبية، تبحث بعض الاختبارات فقط عن النتيجة الايجابية في هذا الجين S، وبالتالي ستتجاوز الفيروس المتحور الجديد ومع ذلك، فإن معظم فحوصات PCR تبحث عن ثلاث مناطق منفصلة من البروتين الشائك، لذلك هذه الفحوصات لن تتأثر.

وفقاً لمركز السيطرة على الامراض والوقاية منها، طفرة أخرى تعرف باسم N501Y، تعمل على تغيير الأحماض الأمينية الرئيسية التي تشكل ما يسمى مجال ربط مستقبلات SARS-CoV-2 ، حيث تم استبدال الحمض الأميني أسباراجين (N) بالتيروزين (Y) في جزء من الفيروس الذي يلتصق بمستقبلات ACE2 في الخلايا البشرية، ووجدت دراسة أجريت في سبتمبر في مجلة Cell أن هذا المتغير يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمستقبل ACE2 أكثر من التحورات الأخرى لفيروس كورونا – على الأقل في طبق المختبر.

أثبتت العشرات من عينات SARS-CoV-2 من جنوب إفريقيا وأستراليا أنها إيجابية لهذه الطفرة، لكن الاختبارات المعملية تشير إلى أن الفيروس المتحور في جنوب إفريقيا والمملكة المتحدة قد طور بشكل منفصل نفس الطفرة، هذا يوحي إلى أنه قد يوفر ميزة تطورية للفيروس.

الطفرة الثالثة المشبوهة هي P681H والتي توجد أيضاً في مجال ربط مستقبلات الفيروس وفقًا لمجلة Science، استناداً الى المعلومات الأولية التي نشرها اتحاد الجينوم لفيروس كورونا في المملكة المتحدة ، فإن هذه الطفرة تقع بجوار “موقع انشقاق الفورين”، حيث يجب شق البروتين الشوكي حتى يدخل الفيروس الخلايا.

هل ينتشر بسهولة أكبر؟

نعم، فوفقًا لدراسة أجراها مركز النمذجة الرياضية والأمراض المعدية (CMMID) التي لم تخضع بعد لاستعراض الأقران، يعتقد الخبراء الآن أن المتحور الجديد أكثر قابلية للانتقال بنسبة تتراوح بين 50٪ و74٪ من السلالات السائدة الأخرى، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن هذا من شأنه أن يعالج 0.4 من رقم التكاثر الأساسي R، والذي يحدد عدد الأشخاص الذين سينشر كل شخص مصاب العدوى إليهم.

ووفقًا لما توصلت إليه الدراسة، استنادًا إلى نماذج هذا النمو، يمكن أن يكون الفيروس المتحور الجديد مسؤولاً عن 90٪ من جميع حالات فيروس كورونا الجديدة في لندن وشرق وجنوب إنجلترا بحلول منتصف يناير.

وجدت دراسة أخرى من المملكة المتحدة، نُشرت في 27 ديسمبر في medrXiv والتي لم تخضع أيضاً لاستعراض الأقران، وجود حمولات فيروسية أعلى في اختبارات PCR وهي سلبية بالنسبة للجين S، الاختبار السلبي للجين S يعني أن الفيروس لديه طفرة 69-70Del، وبالتالي فإن حالات تسرب الجين S هي بديل عن، ولكن ليس مؤشرًا معينًا، للعينات القادمة من المتغير B.1.1.7، وتسهل الحمولة الفيروسية العالية انتشار الفيروس.

هل هو أكثر فتكًا؟

من الممكن، فحسبما قال مسؤولون في إيجاز صحفي في 22 يناير، تشير الأدلة المبكرة من المملكة المتحدة إلى أن الفيروس المتحور قد يكون أكثر فتكًا بنسبة 30٪، وحسبما ذكرت Live Science سابقًا، أنه وعلى كل حال، شدد المسؤولون على أن الدليل على ذلك لا يزال غير مؤكد.

هل انتشر الفيروس المتحور إلى الولايات المتحدة؟

نعم، ففي 29 ديسمبر، ولاية كولورادو أعلن جاريد بوليس أنه تم اكتشاف الفيروس المتحور في رجل في العشرينات من عمره في الولايات المتحدة، ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان الفيروس قد انتشر أكثر، ولكن يبدو أنه من المحتمل بشكل متزايد.

ذلك لأن أمريكا لم تقم بعمل نفس القدر من التسلسل الجيني للعينات الفيروسية مثل المملكة المتحدة، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، على سبيل المثال، اعتبارًا من ديسمبر، قامت الولايات المتحدة بتسلسل 51000 عينة فيروسية من أصل 17 مليون حالة تم تحديدها من SARS-CoV-2، وقامت المملكة المتحدة بتسلسل أكثر من ضعف عدد العينات الفيروسية من الولايات المتحدة، على الرغم من وجود أكثر بقليل من عُشر الحالات المشخصة.

قال الدكتور ستانلي بيرلمان، اختصاصي المناعة وأخصائي الأمراض المعدية للأطفال في جامعة أيوا، لمركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية (CIDRAP) أنه يشتبه في أن الفيروس المتحور موجود بالفعل في الولايات المتحدة وقال: “سأكون مندهشا إن لم يكن كذلك”.

أحد الدلائل على أن الفيروس المتحور ينتشر يمكن أن يكون العدد المتزايد من اختبارات PCR الإيجابية والتي كانت سلبية للجين S، في 23 ديسمبر، كتب العلماء مع شركة Helix، وهي شركة أجرت ما لا يقل عن مليوني اختبار PCR لفيروس كورونا، في منشور بالمدونة أن حالات تسرب الجين S في عيناتهم بدأت في الزيادة في أكتوبر واعتبارًا من منتصف ديسمبر، كان حوالي 0.5 ٪ من الاختبارات الإيجابية للشركة وما يدعى بحالات تسرب الجين S، قادمة من 14 ولاية على الأقل، بما في ذلك كاليفورنيا وفلوريدا ونيويورك وتكساس (لم تكن كولورادو من ضمن تلك الولايات)، ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أن B.1.1.7 ينتشر في ولايات أمريكية متعددة وذلك لأن تسرب الجين S يشير فقط إلى أن الفيروس الذي يتم أخذ عينات منه يحتمل أن يكون لديه طفرة 69-70Del؛ ولا يوضح ذلك ما إذا كانت العينة تحتوي أيضًا على الطفرتين المهمتين الأخريين المرتبطين بـ B.1.1.7.

وعلى الجانب الآخر، نظرًا لأن Helix لا تدير سوى بعض اختبارات PCR في البلاد، فقد يفوتون بعض الولايات التي يرتفع فيها تسرب الجين S.

هل يمكن للأطفال أن يصابوا به بسهولة أكبر؟

أشارت عدة أدلة في الماضي إلى أن الأطفال قد يكونون أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا الجديد، إذا كان هذا الفيروس المتحور الجديد يلتصق بالخلايا بسهولة، فهناك احتمال أن ينتشر بين الأطفال بسهولة أكبر مما كان عليه من قبل ومع ذلك، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كان هذا هو الحال.

كان هناك ارتفاع في حالات الأطفال في إنجلترا في نفس الوقت الذي زاد فيه هذا الفيروس من انتشاره لم يُلاحظ هذا الارتفاع عندما عاد الأطفال إلى المدارس لأول مرة في أوائل الخريف لكن المدارس كانت مفتوحة بينما تم إغلاق العديد من الأشياء الأخرى في هذا الوقت، لذا فمن المحتمل أن المدارس تمثل إحدى الفرص القليلة نسبيًا لانتشار الفيروس، لا يمكننا القول حتى الآن أن الأطفال سيصابون بهذا الفيروس المتحور وينشرونه بسهولة أكبر.

هل اللقاحات تعمل ضد الفيروس الجديد؟

يعتقد معظم الخبراء أن اللقاحات المطورة حديثًا ستظل تعمل ضد الفيروس المتحور البريطاني الجديد، عندما تحفز اللقاحات جهاز المناعة، يبني الجسم ترسانة من الخلايا للارتباط بالعديد من أجزاء الفيروس المختلفة، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، من المحتمل ألا تكون الطفرات القليلة كافية لجعل اللقاح أقل فعالية.

وفقًا لما قاله الرئيس التنفيذي لشركة BioNTech، أوغور شاهين في جلسة إحاطه علمية، نظرًا لأن 99 ٪ من البروتينات الموجودة في الفيروس المتحور الجديد متطابقة مع السلالة التي يستهدفها لقاح Pfizer-BioNtech mRNA (لقاح موديرنا مشابه له جدًا)، فمن المحتمل جدًا أن اللقاح سيعمل.

ومن المحتمل أنه بمرور الوقت يمكن أن يظهر متحور يتجنب بعض لقاحاتنا، على غرار الطريقة التي يحتاج إليها لقاح الإنفلونزا للتحديث كل عام، ومع ذلك، قال شاهين لصحيفة فاينانشيال تايمز إن لقاحات MRNA يمكن تحديثها لتعكس طفرات جديدة في غضون ستة أسابيع.

ماذا يمكننا أن نفعل لوقف هذا؟

لا يزال المتحور الجديد ينتشر بنفس الطريقة التي ينتشر بها الشكل العادي لفيروس كورونا، هذا يعني أن نفس الأشياء التي كان الجميع يفعلها لمنع انتشار الفيروس منذ مارس ستعمل أيضًا على المتحور الجديد في المملكة المتحدة: غسل اليدين، والتباعد الجسدي، والأقنعة، والتهوية الجيدة، سيساعد الالتزام الصارم بهذه القواعد وتجنب الرحلات غير الضرورية في منع انتشاره.

———————————————————

المصدرhttps://www.livescience.com

ترجمة: ثريا البرقان

تدقيق: ريم عبدالله

تصميم وتطوير شركة  فن المسلم